البحث

التفاصيل

رفض اليأس واستبشار بالإصلاح: رؤية قرآنية لتحديات الأمة ومقاصدها السامية

الرابط المختصر :

رفض اليأس واستبشار بالإصلاح: رؤية قرآنية لتحديات الأمة ومقاصدها السامية

بقلم: د. ونيس المبروك

 

يا شباب إياكم ثم إياكم أن يتَطرّق اليأسُ إلى قلوبكم، والفتورُ إلى عزائمكم بسبب ما ترونه من تصدّعات في بناء الأمة، تراكمَ عبر الزمن من كيد أعدائها وعجز أبنائها وخذلان حُكّامِها.

والله! لا أعرفُ عدواً أكبر ولا أضل ولا أخطر من اليأس، ولا مرضا أضر بحاضركم ومستقبلكم من التشاؤم والإحباط.

حصّنوا رؤيتكم للواقع بمنظور القرآن الكريم الأوسع، واعلموا أن أعمارَ الأوطان والأمم لا تقاس بأعمارنا القصيرة، وإن طالت!! وأن مشاريع الإصلاح التي ارتضاها الله تعالى لعباده، لها طابع فريد؛ فهي تتغيا العبودية الخالصة المخلصة لله رب العالمين، وتهدف إلى إصلاحٍ شامل يتناول أهم مظاهر الحياة، وكفاح طويل من أجل إقامة القسط في حياة الناس

تلك المقاصد الكبرى استغرقت أعمار أولي العزم من الأنبياء، واستنفدت جهود الربانيين من القادة والعلماء، ووقف جهل الناس وجبروت الطواغيت وفساد المترفين وكيد الخائنين دون دعوة الإصلاح في كل زمان. فذَهَبَ الزبدُ جفاءً، ومَكَثَ في الأرض ما ينفعُ الناسَ.

هذه أمة مباركة ارتضاها الله تعالى لحمل رسالته الخاتمة عوضا عن كل نبي، اجتمعت في هذه الأمة وحدانية المعبود، والإمام، والمنهج، فربها واحد، وإمامها واحد، ومنهاجها واحد، ولهذا فإن أمتنا لا تعاني من هذا القلق والتيه والاضطراب الذي تعاني منه سائر شعوب الأرض بسبب كفرها بالخالق أو افتقادها للقدوة، أو تحريفها للمنهاج.

تفاءلوا خيرا تجدوه، واعلموا أن متعة الحياة، في شد الرحال ابتغاء الدار الآخرة ورضَى الله، وعلينا غرس فسائل الخير، حتى لو أحاطت بنا المِحن، والله تعالى يتولى سَوقَ الماءِ إلى تلك الفسائل، فتأتي ثمارها متى ما أذِنَ ربُها.

[وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلىٰ عٰلِمِ الغَيبِ وَالشَّهٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ]..

 


: الأوسمة



التالي
شيوخ الاستشراق (يوحنا النيقي في مصر ويوحنا الدمشقي في الشام) بقلم: فرج كُندي
السابق
حقيقة مَعاد الخلق والبعث على ضوء آيات النفس والكون

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع