البحث

التفاصيل

ماذا يريد الله بالمرأة، وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات بها؟

الرابط المختصر :

ماذا يريد الله بالمرأة، وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات بها؟ | (سلسلة خطبة الجمعة)

بن سالم باهشام

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

قال تعالى في سورة النساء: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ؛ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: 27، 28].

عباد الله، إن الإسلام هو دين الطهارة، طهارة القلب، وطهارة الجسم والجوارح، وطهارة الثياب، وطهارة المكان، وطهارة الأخلاق، لهذا نجده يتضمن كل الوسائل الكفيلة لتحقيق هذه الطهارة على كل مستوياتها، ونظرا لما نعيشه اليوم من ظواهر متعددة وغريبة لبعدها عن الإسلام، يجب علينا معالجة هذه الظواهر، والتي منها كثرة خروج النساء إلى الشوارع، دون مبرر شرعي،  ولا حاجة ملحة، سواء منهن المحجبات أو المتبرجات، إذ الخروج إلى الشوارع يخالف الطهارة التي ينشدها الإسلام الحنيف، ولا ينكر أحد ما أصبحنا نلاحظ من اكتظاظ الشوارع بالنساء، وكأن الرجال تخلوا عن دور القوامة والإنفاق، وخرجت النساء لكسب الرزق.

عباد الله، في إطار سنة التدافع بين أهل الحق وأهل الباطل، فإن الذين يتبعون الشهوات من أهل الباطل، قد أباحوا للمرأة الغناء على المنصات، ولكن الله تعالى الرحيم بها، قد منعها من الأذان حفاظا على رقتها وعفتها، وأباحوا لها التمثيل على خشبات المسارح، ولكن الله الرحيم بها، لم يطلب منها حضور الجمعة والجماعة حفاظا على رقتها وعفتها، وجعلوها بطلة الأولمبياد والمسابقات، ولكن الله الرحيم بها منعها من الجري بين الصفا والمروة حفاظا على عفتها وحيائها، وأخرجوها في الرحلات والمناسبات بدون أي محرم، ولكن الله الرحيم بها أسقط عنها الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام الخمسة عند عدم وجود محرم حفاظا على عفتها وحيائها، وأخرجوها لمتابعة المباريات وتشجيع المنتخبات الرياضية، ولكن الله الرحيم بها أسقط عنها الخروج للجهاد لنصرة الدين حفاظا على أنوثتها وعفتها، وأخرجوها من بيتها إلى الشارع معطرة ومزينة وكاشفة عن جمالها، مضيفة إليه المساحيق الصناعية، بل شيئوها وجعلوا منها ملكة الجمال في مواسم الفواكه، ولكن الله الرحيم بها، أمرها بألا تضرب بالخلخال ليسمع الناس ما تخفيه من زينتها تكريما لها، وحفاظا على شخصيتها، حتى لا تصبح بضاعة يروج بها السلع التجارية، والقاسم المشترك في كل أعمالهم، هو إخراجها من مملكتها، فهم بهذا لم يريدوا لها الحرية، بل أرادوا حرية الوصول إليها، فهم ينظرون إلى المرأة نظرة هابطة، فهي لا تعدو إلا مادة للمتاع، وإشباع الغرائز وحسب، فالفوضى المخجلة في العلاقات الأسرية والجنسية متدنية، بالإضافة إلى السُّفول والانحطاط في الذوق الجمالي، يقابل هذا احتفال بالجسديات العارمة، وترك الالتفات إلى الجمال الرفيع السامي النظيف.

(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا).

عباد الله، يقول تعالى في سورة الأحزاب: ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ، فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى، وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ، وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)، [الأحزاب: 32 – 34].

عباد الله، إن أحكام الإسلام السمحة، ليست قاصرة على أمهات المؤمنين، ولا خاصة

 بهن، بل هي ترتبط بالمرأة المسلمة في كل عصر، وتُهم وتَعم كل النساء المسلمات، ولذلك قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ونساء الأمة تبع لهن، وفي ذلك قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ)، قال السدي وغيره في الخضوع بالقول: يعني ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال، ولهذا قال سبحانه:

(فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)، قال ابن زيد: قولا حسنا جميلا معروفا في الخير، ومعنى هذا؛ أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها.

(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، أي اِلزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة.

(وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)، قال مجاهد: كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية، وقال قتادة: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، إذا خرجتن من بيوتكن، قال: وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج. فنهى الله تعالى عن ذلك… ). [تفسير ابن كثير1/451].

عباد الله، إن الجاهلية ليست فترة معينة من الزمان، إنما هي حالة اجتماعية معينة؛ ذات تصورات معينة للحياة، ويمكن أن توجد هذه الحالة، وأن يوجد هذا التصور، في أي زمان، وفي أي مكان، فيكون دليلا على الجاهلية حيث كان. وبهذا ندرك أنه لا طهارة ولا زكاة ولا بركة في مجتمع يحيى هذه الحياة، ولا يأخذ بوسائل التطهر والنظافة التي جعلها الله سبيل البشرية إلى التطهر من الرجس، والتخلص من الجاهلية الأولى، وأخذ بها أول من أخذ، أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، على طهارته ونظافته ووضاءته.

عباد الله، إن البيت هو الأصل في حياة النساء، وهو المقر، وما عداه استثناء طارئ، لا يستقررن فيه، إنما هي الحاجة تقضى؛ وبقدرها.

عباد الله، إن البيت هو مثابة المرأة الذي تجد فيه نفسها على حقيقتها، وكما أرادها الله تعالى، غير مشوهة ولا منحرفة، ولا ملوثة ولا مكدودة في غير وظيفتها التي هيأها الله لها بالفطرة. وبما أن الإسلام دين متكامل، فإنه لكي يهيئ للبيت جوه، أوجب على الرجل النفقة والتي جعلها ضمن القوامة التي للرجل، وجعلها فريضة عليه، كي يتاح للأم من الجهد؛ ومن الوقت؛ ومن هدوء البال، ما تُشرف به على الأبناء، وتمنحهم حقهم ورعايتهم، والمرأة أو الزوجة أو الأم التي تقضي وقتها وجهدها وطاقتها الجسدية والروحية خارج البيت، لن تجد في جو البيت إلا الإرهاق والكلال والملل.

عباد الله، جاء في كتاب “السلام العالمي والإسلام“، في فصل «سلام البيت»، وفي تفسير، في ظلال القرآن: (إن خروج المرأة لتعمل، كارثة على البيت، قد تبيحها الضرورة، أما أن يتطوع بها الناس وهم قادرون على اجتنابها، فتلك هي اللعنة التي تصيب الأرواح والضمائر والعقول في عصور الانتكاس والشرور والضلال). [السلام العالمي والإسلام، وتفسير في ظلال القرآن، لسيد قطب].

عباد الله، إن النساء في قضية الخروج، والرضا بحكم الله، أصناف عديدة منها:

1 – منهن من يخرجن إلى العمل بغير ضرورة، ويعلمن سلبيات الخروج وأضراره.

2 – صنف خرجن للعمل بضرورة، ويعلمن سلبيات وأضرار الخروج، لهذا تجدهن يلتزمن بآداب الخروج الإسلامي، شكلا ومضمونا، حذاء صامت لا يحدث صوتا عند المشي، ولباس ساتر للجسم كله، بالإضافة إلى كونه غير مثير، وغير شفاف، ولا يخضعن بالقول للآخرين، ويبتعدن عن مجالس اللغو والاختلاط والازدحام – إلا لضرورة -، ولا يتمايلن في مشيتهن، وقصة سيدنا موسى عليه السلام، مع ابنتي الرجل الصالح سيدنا شعيب  تحدد الضرورة، والتصرف على قدرها، فضرورة خروجهما، أن شعيبا  كبير السن، ولا يقدر على السقي، وتصرفهما المحدد، أنهما لم يطيلا الكلام مع موسى عليه السلام لما سألهما، أما الضرورة للعمل وعلى قدرها، هو أنهما لا يزدحمان مع الرجال، بل حتى ينفضّ الناس حول البئر، كل هذا يظهر لنا من خلال قوله تعالى على لسانهما في سورة القصص: ( لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) [القصص: 23]، ولما زالت الضرورة، وذلك بوجود من يقوم مقام عمل المرأة، تخلتا عن خروجهما الضروري، إذ قالا لأبيهما: ( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ، إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص: 26].

3 – وهناك صنف من النساء خرجن للعمل بضرورة، ويجهلن سلبيات وأضرار الخروج، لهذا تجدهن لا يلتزمن بمبادئ الدين الإسلامي السمحة، ولا يرغبن في الرجوع إلى البيت والتخلي عن العمل عندما تزول الضرورة، تأسيا ببنتي الرجل الصالح شعيب.

4 – وهناك صنف من النساء، خرجن من البيوت، ولا عمل لهن سوى التسكع في الطرقات، دون أن يستأذن أزوجهن بالخروج، اعتقادا منهن أن الاستئذان من بقايا عصور التخلف، وأن المكث في البيت طيلة اليوم قد ولى زمانه، لأن ذلك تقييد لحرية المرأة، وسجن لها، فلابد أن تعرف ما يوجد خارج البيت، فهي بين شارع وآخر، ومنزل وآخر.

5 – وصنف لا وظيفة لهن سوى المنزل، وتخرج للضرورة، إلا أنهن لم يستأذن أزوجهن، وحتى هذا الصنف يلحقه الوعيد، فقد روى الطبراني في معجمه الأوسط، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: (إن المرأة إذا خرجت من بيتها وزوجها كاره ذلك، لعنها كل ملك في السماء، وكل شيء تمر عليه غير الجن والإنس حتى ترجع) [ رواه الطبراني في معجمه الأوسط، ج1/ص164 ح513]،  وروى البيهقي بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (… ولا تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها الملائكة: ملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى تتوب أو تراجع، قيل: فإن كان ظالما، قال: وإن كان ظالما … ) [البيهقي في سننه الكبرى ج7/ص292 ح14490.]، ومن هذا الحديث نستفيد أن خروج المرأة من بيت زوجها نظرا لتخاصمهما، لا يعتبر ضرورة، فإن الكثير من النسوة بمجرد الخصام تخرج لتسافر عند والديها، أو تذهب إلى جيرانها، فتفشي أسرارها، وهذا مخالف للشرع، وفيه اللعنة من الملائكة.

6 – وهناك صنف من النسوة لا ضرورة لخروجهن، لكن أزواجهن أذنوا لهن في الخروج، فهذا مخالف للشرع كذلك، ويأثم فيه الزوج؛ لأنه لا غيرة له، وتأثم الزوجة، روى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، بسندين صحيحين، أن سيدنا علي كرم الله وجهه قال لأهل الكوفة، وقد كان نساؤهم يخرجن للأسواق: (أما تغارون)؟! [رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، ( رقم 1118)]، وفي رواية (ألا تستحيون أن يخرج نسائكم!  فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق، يزاحمن العلوج، أي كفار العجم).

7 – وهناك صنف من النسوة، لا يخرجن لأنهن لم يألفن ذلك، وهن جاهلات بأضرار وخطورة الخروج، فهذا الصنف إن أتيحت له الفرصة، قد يصبح مثل صنف من الأصناف السالفة الذكر؛ نتيجة عدم التحصن بالعلم، لهذا لابد من إشعاره بخطورة ذلك، وتذكيره بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

8 – وهناك الصنف الأعلى والأطهر من النساء، وهن اللواتي لا يخرجن، ويلزمن بيوتهن إلا للضرورة القصوى، ويعلمن مفاسد الخروج، فإذا خرجت إحداهن لا تمشي في وسط الطريق كما يفعل الكثير من النسوة اللواتي لا يعبأن لا بالرجال ولا حتى بالسيارات أو الدراجات، ويرتدين اللباس الشرعي، ويمشين على استحياء، ويتجنبن الشوارع التي تكثر فيها المقاهي والازدحام، بل يخترن الأزقة المستورة والمؤمّنة حفاظا على عرضهن، روى أبو داود، وسنده حسن في المتابعات، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِى أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ؛ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- لِلنِّسَاء:ِ (“اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ”، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ.). [رواه أبو داود (ح 5272)، الطبراني في معجمه الكبير ج19/ص262 (ح580)].

عباد الله،  إن الرسول صلى الله عليه وسلم، يعلم خطورة خروج النساء، والأضرار المترتبة على ذلك، ويعلم حبائل الشيطان وشراكه، وكيف يستعملها عند خروج المرأة ولو متحجبة، فما عليكم إلا أن تستجيبوا لما يحييكم وينجيكم من الفتن وغضب الله، روى الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، وسنده صحيح، ولذلك حسنه وصححه الترمذي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:  (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان)، [رواه الترمذي(2/208)، وابن خزيمة (1685/1686)،  وابن حبان 339، وسنده صحيح]، وفي رواية؛ زيادة: (وأقرب ما تكون من ربها إذا هي في قعر بيتها)، قال المبارك فوري شارح الترمذي: (قال في مجمع البحار: جعل الله المرأة نفسها عورة، لأنها إذا ظهرت يستحيى منها كما يستحيى من العورة إذا ظهرت، والعورة السوأة، وكل ما يستحيى منه إذا ظهر، وقيل: إنها ذات عورة، فإذا خرجت، استشرفها الشيطان، أي زينها في نظر الرجال، وقيل: نظر إليها ليغويها أو يغوي بها، والأصل في الاستشراف: رفع البصر للنظر إلى الشيء… والمعنى؛ أن المرأة يُستقبح بروزها وظهورها،  فإذا خرجت؛ أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها، ويغوي غيرها بها، ليوقعها أو أحدهما في الفتنة) [تحفة الأحوذي (2/208)]، وقال المناوي في فيض القدير، شرح الجامع الصغير: (ومن هذه صفته، فحقه أن يستتر، والمعنى المتبادر، أن المرأة ما دامت في خدرها، لم يطمع الشيطان فيها، وفي إغواء الناس، فإذا خرجت، طمع وأطمع، لأنها حبائله، وأعظم فخوخه، والرواية الثانية من الحديث والتي هي: ( وأقرب ما تكون إلى ربها إذا هي في قعر بيتها )، تدل على أن المرأة بقدر ما تختفي عن الأعين، وتقلل من الخروج، بقدر ما تكون أقرب إلى الله). [المناوي في فيض القدير، شرح الجامع الصغير (6/266)].

عباد الله، إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل صلاة المرأة للفرائض الخمس في بيتها أفضل من الصلاة معه في المسجد النبوي الذي يعدل ألف صلاة، حفاظا على صيانة المجتمع، مما قد يقع بسبب خروج المرأة، فكيف تكون النتيجة إذا كان الزوج يأذن لزوجته بالخروج لغير الصلاة، وإنما لأمور دنيوية تافهة، أو للتجول في الطرقات، وولوج الدكاكين، روى الإمام أحمد، وابن خزيمة، والحاكم، وهو حسن لغيره، عن أم سلمة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير مساجد النساء قعر بيوتهن). [روى الإمام أحمد (297/6-301)، وابن خزيمة 1683 والحاكم (209/1)].

عباد الله، انظروا إلى ما يرشد إليه الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الناصح الأمين نساء أمته، وماذا يختار لهن، ونحن بالرغم من هذا؛ نترك هذه التوجيهات السامية، ونأذن لهن في الخروج، لا إلى الصلاة في المساجد، ولكن للشارع والأعراس المختلطة والمنتزهات … فهل يعقل أن تُنصح المؤمنة شرعا بعدم الذهاب للصلوات الخمس في المسجد مع تحجبها، ثم يؤذن لها بالخروج عروسة فاتنة تخالط الرجال وتضاحكهم! اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير؟ والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


: الأوسمة



التالي
من سربرينيتسا الى خان يونس.. سقوط المجتمع الدولي
السابق
أفغانستان: 35 قتيلاً و230 جريحًا جراء عواصف وأمطار غزيرة في ننغرهار

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع