اطْمَئِنَّ وَلا تَحْزَنْ
بقلم: د. منذر القضاة
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الحمْدُ لله وَحْدهُ، وَالصَّلاة وَالسَّلام على مَنْ لا نبيَّ بعدهُ، وبعد:
كُنْ خَلُوقَاً ، مُهَذَّباً حتَّى مَعَ شَانِئِيْك ، وَأعملْ بِقَولِهِ تَعَالَى : ﴿ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾
وَمِنْ حِكَمِ الْعَرَبِ قَوْلُهُمْ : " مَا فِيكَ يَظْهَرُ عَلَى فِيْكَ ، فَلَا تُخْرِجُ مِنْ فِيْكَ إِلَّا أَجْمَلَ مَا
فِيْكَ".
إِنَّكَ : قَدْ تَجِدُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مَنْ يَنْتَظِرُ لَحَظَةَ سُقُوْطِكَ المروع ؛ فَلَا تَحْزَنُ ؛
قَدْ تَتَغَيَّرُ الْقُلُوبُ تُجَاهَكَ بِسَبَبِ جُرْعَةِ نَجَاحٍ حَصَلْتَ عَلَيْهَا ، فَلَا تَبْتَئسْ ؛
قَدْ يَتَحَوَّلُ - في لَحَظاتٍ - مَنْ كَانَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ أَنْ يَمَنحَكَ قَلْبَهُ - فِدَى لَك ،
وَلِقَضيتكَ إِلى عَدُوٍ مُتَرَبِّصٍ ، حَانِقٍ ، شَامِتٍ ، فَلا تيأس ،
الْوَاثقُ بِأَنَّهُ عَلَى الحقِّ لا يُزعْزع ثقته مُقَابلَة السُّفهاء أعْمَالَهُ النَّافِعَة بِالسُّخْرِيَةِ ، والرِّد ؛
أو بِالتشويِه ، وَالصَّدِّ ، فَكُره فَرْدٍ ، أو فئةٍ من النَّاس لَك لَيس - بِالضرُورة - لِعيبٍ حَادثٍ فيكَ ، أو خَطأ واقعٍ عِندك ، بل ربما - لمزايَا ، وَخِصَالٍ حَمِيدَةٍ أَنتَ تَملِكُها ،
وَهُم فَاقدون لها.
فَيَا من أُبتلي بِأمثالِ هَؤلاء :
اصْبر ، وَتجلَّد ، ﴿وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ﴾ فقد قالوا السوء فيمن هُم أفضل مِنْك
وَاصِل سيرك إلى الله ، وَالدَّار الآخِرة بِعلمٍ ، وهمَّةٍ عَلياء ، ولا تنظرنَّ إلى الوراء ، وَأمَّا
النَّاس فلا تُعرهُم كثيرَ اهتمام ، فَ :
من يحرص عَليك ، وَيحتفي بك - مُخلصاً - أحبهُ ، وبالغ في إكرامه ،
ومن يُعرض عَنك ، ولا يهتم بكَ – مُبغضاً - فَلا تُضيِّع وَقتك في التفكير فِيهِ
عش يومكَ بعيداً عنه ، وادع الله أن يُعافيه مما أصَابهُ
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.