البحث

التفاصيل

البروفيسور علي القره داغي: إسماعيل هنية رمز صمود الأمة وتضحياته ستظل حية في قلوبنا

الرابط المختصر :

البروفيسور علي القره داغي: إسماعيل هنية رمز صمود الأمة وتضحياته ستظل حية في قلوبنا

 

الدوحة - بالقرب من مسجد الإمام محمد عبد الوهاب في الدوحة، جلس رجل سبعيني هادئ تحت شجرة بجانب أسوار المسجد، ممسكًا بمصحف بين يديه، ويتلو آياته بصوت منخفض. بدا عليه التعب والإرهاق.

اقتربنا منه، وطلبنا الإذن بالجلوس بجانبه، حيث كان لا يزال هناك وقت لصلاة الجنازة. تحدث الرجل عن صعوبة دخول حرم المسجد؛ بسبب الحشود الكبيرة التي تجمعّت منذ الصباح لتوديع جثمان الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

عجت الشوارع المحيطة بالمسجد بالمئات من المصلين، الذين لم يجدوا مكانًا داخل الحرم المليء بالمصلين، فظلّت رؤوس الكثيرين تحت الأشجار والجسور والمباني، في مشهد غير مألوف للقطريين.

ما لفت الانتباه في هذا المشهد كان التنوع العرقي والثقافي والاجتماعي للمصلين، فقد كان هناك قطريون وعرب وباكستانيون وأتراك وأوروبيون، إضافة إلى أمريكيين ومن دول إسلامية متعددة، مما يعكس مدى تأثير الشهيد في أوساط مختلفة.

وربما لم يدرك إسماعيل هنية الذي ناهز عمره 62 عاما، أن استشهاده سيجمع الأمة على جثمانه، ليدفن في قطر شهيدا وبطلا مناضلا في نظر العالم الحر، وجسرا تعبر من خلاله القضية الفلسطينية لمرحلة جديدة.

انتظر الجميع خروج الجثمان من المسجد لدفنه في مقبرة الإمام المؤسس في مدينة لوسيل، إلا أن إجراءات الدفن اقتصرت فقط على الدائرة المقربة من عائلة الشهيد إسماعيل هنية.

علمت الناس بعدم إمكانية التوجه للمقبرة حرصا على مشاعر العائلة، فتجمهرت خارج المسجد وهتفت لإسماعيل هنية، فيما لم تكن دموع النساء وصرخاتهن بعيدة عن المشهد، فقد سُمعت جهشات البكاء برغم هتافات الرجال العالية.

خسارة كبيرة

لم يتمالك رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين البروفيسور علي محيي الدين القره داغي، دموعه خلال حديثه مع الجزيرة نت، ورفع سبابته قائلاً: "والله إنه ليوم عظيم".

وأضاف، وهو يشير إلى الحشود، "ما ترونه أمامكم هو دليل على أن الأمة لم تمت وأن الخير فيها مستمر حتى تُبعث".

وأشار الشيخ القره داغي إلى أن إسماعيل هنية ينطبق عليه قول الله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، وأيضًا قوله: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".

كما دعا الشيخ القره داغي في حديثه للجزيرة نت إلى ضرورة تحرك القادة العرب الآن، مؤكدًا أن فقدان القائد إسماعيل هنية يُعد خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، ولكن تضحياته ونضاله ستظل خالدة في ذاكرتنا كرمز للثورة والصمود.

وعلى بعد آلاف الكيلومترات عن مخيم الشاطئ الذي ولد فيه في قطاع غزة، دفن هنية على أرض قطر، ليغدوا بحسب مؤيديه منارة وجذوة متقدة في إشعال روح المقاومة والنضال في نفوس الأمة الإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة الذي يرى في شهدائه نماذج نبيلة لهم، وقدوة تزيدهم ثباتا وإيمانا بعدالة قضيتهم.

المصدر: الجزيرة


: الأوسمة



التالي
عن القادة الشهداء وأمنياتهم
السابق
رئيس الاتحاد يستقبل رئيس وزراء تركيا الأسبق لبحث مستجدات القضية الفلسطينية

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع