الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: مجزرة مدرسة
«التابعين» وصمة عار على جبين الإنسانية وسكوت العالم تواطؤ مع الإجرامي الصهيوني
(بيان)
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين ويشجب بأشد العبارات
وأقساها المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، عبر قصفه الوحشي
لمدرسة "التابعين" في حي الدرج شرق مدينة غزّة، والتي كانت تأوي النازحين
الأبرياء في أثناء أدائهم لصلاة الفجر.
إن هذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد
فلسطيني وعشرات الجرحى، تمثل استهدافاً ممنهجاً للمدنيين الأبرياء الذين كانوا يؤدون
شعيرة مقدسة، وتكشف عن مدى تجرد هذا الاحتلال من كل قيم الإنسانية والرحمة، وانتهاكه
الصارخ للحقوق الأساسية للأرواح والمقدسات.
إننا نعتبر هذا الهجوم الإجرامي حلقة جديدة في سلسلة الجرائم
التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي الهمجي ضد الشعب الفلسطيني، حيث لا يتورع عن تدمير
المنازل، وهدم المستشفيات، واستهداف المقدسات.
وإننا نرى في صمت العالم وعجزه عن إدانة وردع هذه الأفعال
الدنيئة خذلاناً مروعاً، بل وتواطؤاً مخزياً مع المعتدي.
إن ما يجري في غزة من مذابح وتنكيل هو دليل واضح على طغيان
هذا الاحتلال الغاشم الذي عاث في الأرض فساداً، وينكل بالشعب الفلسطيني الذي يدافع
عن أرضه وعرضه وكرامته.
في الختام: إن التاريخ لن يغفر هذا السكون المخزي من قبل المجتمع الدولي،
ولا الخذلان والتطبيع الشائن من بعض بني جلدتنا من العرب والمسلمين الذين رضخوا لضغوطات
القوة الغاشمة.
إننا نقف اليوم إجلالاً وإكباراً للشعب الفلسطيني البطل،
الذي بصموده وبكل أطيافه وفصائله يواجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ومن يقف وراءه،
متحدياً جبروت القوة العسكرية والاقتصادية.
قال الله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا
يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ
[إبراهيم 42].
اللهم ارحم شهداءنا واشفِ جرحانا وانصر أهلنا في فلسطين،
وثبتهم على الحق، واجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، يا أرحم الراحمين.
والحمد لله رب العالمين
الدوحة: 7 صفر 1446هـ
الموافق: 11 أغسطس 2024م
د. علي بن محمد الصلابي أ. د. علي القره داغي
الأمين العام الرئيس