البحث

التفاصيل

عبد الرزاق مقري: الصهاينة يسعون لتكرار إبادة السكان الأصليين في فلسطين و"طوفان الأقصى" يكشف وحشيتهم

الرابط المختصر :

عبد الرزاق مقري: الصهاينة يسعون لتكرار إبادة السكان الأصليين في فلسطين و"طوفان الأقصى" يكشف وحشيتهم

 

حذر المفكر الجزائري عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبد الرزاق مقري، من أن هدف "الصهاينة" في فلسطين هو تكرار تجربة الإبادة التي تعرض لها السكان الأصليون في قارة أمريكا الشمالية قبل قرون.

وأكد مقري في مقابلة مع وكالة "الأناضول" أن إسرائيل تُعتبر "منتجًا استعماريًا غربيًا" صُمم لإعاقة صعود القوة الإسلامية.

وأشار مقري إلى أن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل فلسطينية في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي استهدفت 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة، قد عطلت جهود التطبيع مع إسرائيل وكشفت عن همجية الصهاينة.

وأضاف أن العملية نبهت العالم إلى خطر الكيان الإسرائيلي على الأمن والاستقرار العالميين.

وفي تعليقه على الحضارة الغربية، وصف مقري إياها بأنها "قائمة على الظلم والعدوان"، مشيرًا إلى أن الكيان الإسرائيلي يُمثل "منتجًا تاريخيًا استعماريًا غربيًا".

وذكر أن التشابه بين هذا الكيان والحضارة الغربية ليس مجرد تقليد بل هو "عضوي وأصيل".

وأضاف أن الصهاينة يسعون إلى تكرار نموذج إبادة السكان الأصليين الذي شهدته أمريكا الشمالية، معتبراً أن إسرائيل تسعى لإقامة دولة يهودية على حساب الفلسطينيين، مع إحلالهم في الأردن أو سيناء، وإجبار من يبقى منهم على التخلي عن ثقافته وأرضه وحقوقه.

الحضارة الغربية قامت على إبادة الشعوب وتدمير ثقافاتهم

في حديثه عن الحضارة الغربية، أشار المفكر الجزائري عبد الرزاق مقري إلى أن الغرب قد أسس حضارته على أساس إبادة شعوب الحضارات الأخرى، وتدمير ثقافاتهم، واستلابهم حضاريًا.

وقدم مقري أمثلة على ذلك، حيث أشار إلى أن السفن الاستكشافية الأوروبية التي انطلقت إلى القارة الأمريكية وأستراليا في القرن الـ15 حملت معها مجرمين مارسوا الإبادة الجماعية بحق السكان الأصليين، مما أدى إلى سحق حضارات عريقة مثل الإنكا والأزتيك والمايا.

وذكر مقري أن أشكال الإبادة شملت القتل الجماعي، والطرد من الأراضي، ومحو المعالم الثقافية، والاستيطان، والإحلال السكاني. ومع مرور الوقت، أصبحت اللغات الأوروبية والديانة المسيحية هي السائدة في تلك البلدان، بينما تحولت ثقافات الشعوب الأصلية إلى مجرد فلكلور يعرض في المحتشدات، حيث يعيش أهل الأرض كمواطنين من الدرجة الثانية.

وأضاف مقري أن الشعوب الأصلية لتلك البلدان ما زالت تعاني من الجهل والأمراض والإدمان، بالإضافة إلى الانتهاكات الكبيرة التي تعرض لها الإنسان الإفريقي الذي تم اختطافه من بلاده وتحويله إلى عبد مقهور في القارة الأمريكية.

وأشار مقري إلى أن الاستعمار الأوروبي لم يقتصر على القارة الأمريكية، بل امتد إلى إفريقيا وآسيا.

وأوضح أن الاستعمار الفرنسي وحده أباد قرابة 7 ملايين إنسان في الجزائر خلال الفترة من 1830 إلى 1962، وفقًا للإحصائيات الرسمية الجزائرية والأرشيف الفرنسي والباحثين الفرنسيين.

كما نوه مقري إلى أن الاستعمار الغربي، بما في ذلك الإسباني والبرتغالي والفرنسي والبريطاني والإيطالي والألماني والأمريكي والإسرائيلي، يصور الضحية كأنه القاتل والمتوحش، وهو ما يظهر في الأفلام ووسائل الإعلام وكتب التاريخ الغربية المفبركة.

وأكد أن العقلية الغربية الهمجية قد تحولت إلى فلسفة وقواعد دراسية عبر ما يسمى المذهب الواقعي في السياسة والعلاقات الدولية، والذي يقوم على العنصرية الجماعية، والأنانية، والفوضى، والظلم، ومنطق القوة، كما كتب الفيلسوف الإيطالي نيكولا ميكيافيلي في كتابه "الأمير" والفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز في كتابه "التنين".

الفكر الغربي يهيمن والصراع في فلسطين يتفاقم

وشدد المفكر الجزائري عبد الرزاق مقري على أن المذهب الغربي الإجرامي أصبح السائد في السياسة الخارجية الأمريكية والغربية. وأكد أن التوجهات الإجرامية للصهاينة هي امتداد لهذا الفكر الغربي، الذي تغذيه الأبعاد الدينية التلمودية.

وأضاف مقري أن الاستعمار الغربي يعتمد على تحقيق مصالحه، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط التي تُعدّ مهمة من حيث الموارد والموقع الجيواستراتيجي.

وأوضح أن الغرب يسعى لإخضاع المنطقة بالقوة الناعمة والخشنة، وعبر الحكام الوكلاء، وأحيانًا بالتدخل العسكري المباشر كما حدث في العراق وأفغانستان.

وأشار مقري إلى أن المزج بين البعد الديني للإنجيل بعهديه وبين الديانة التلمودية اليهودية قد حول الصراع في فلسطين إلى صراع وجودي بين العالم العربي والإسلامي والحضارة المسيحية اليهودية.

وأكد أن أي أمل في التعامل الغربي مع العالم الإسلامي على أساس المصالح المشتركة والتعاون الدولي هو غير وارد.

وأوضح مقري أن الغرب قد يُجبر على تغيير سياساته فقط إذا تطور ميزان القوة الدولي نحو تعدد الأقطاب، ونهضت الأمة العربية والإسلامية وعودتها الحضارية لتستعيد مكانتها بين الأمم وتحافظ على سيادتها ومواردها وثقافتها.

وأضاف أن الرأسمالية والليبرالية الاقتصادية هي السائدة عالميًا، حتى في الصين وروسيا.

وأشار إلى أن العالم الإسلامي هو المكان الوحيد الذي يعرض فكرة بديلة للرأسمالية المادية، ويسعى لإعادة الصلة بين السماء والأرض في حياة الناس.

وأعرب عن اعتقاده بأن العالم الإسلامي سيكون له دور أساسي في رسم معالم الجغرافيا السياسية والاقتصادية العالمية في القرن الجاري، واعتبر أن هذا هو سبب الحرب على العالم الإسلامي والتوجس منه من قبل الأمم الغربية المادية والمتدهورة أخلاقيًا.

إسرائيل تعرقل المارد الإسلامي

كما أعرب عن اعتقاده بأن وجود إسرائيل في أرض فلسطين هو لمنع "المارد الإسلامي" من خروجه من قمقمه، و"منعه من المساهمة في تحرير العالم من ظلم المنظومة الغربية وفسادها".

وأوضح في هذا الصدد أن الاستعمار الغربي "أنشأ إسرائيل في موقع متقدم بقلب الأمة الإسلامية ليجعله بمثابة الثكنة العسكرية المدججة بالسلاح لخدمة المصالح الاستعمارية".

وأضاف أن هذا الاستعمار "حرص على أن يبقي إسرائيل متفوقة في مختلف المجالات، وعلى أن تكون السبب الرئيسي لتمزيق العالم الإسلامي وبث الخلافات والصراعات داخله ضمن منطق استمرار الصراع التاريخي بين الغرب والشرق".

ولفت إلى أن إسرائيل "دولة وظيفية لحراسة المنطقة ومنعها من التحرر والانعتاق الحضاري، وأنها ما دامت قائمة لن يتحرر العالم من ظلم الرأسمالية الغربية وفسادها وانحرافها".

تداعيات طوفان الأقصى

وتطرق مقري إلى تداعيات عملية "طوفان الأقصى"، قائلا إنها "عطلّت التطبيع مع إسرائيل"، الذي "كان سيصبح كارثيًا لو نجح مع السعودية"، و"عمّقت الخسائر الإسرائيلية على مستوى الأرض والسكان والدعم الخارجي والتفوق (العسكري)".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، هاجمت حركة حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وأوضح مقري أن تلك العملية "أحدثت حالة وعي غير مسبوق في الغرب ذاته من خطورة الكيان الصهيوني على العالم، حتى أن طلبة لأرقى الجامعات الأمريكية والغربية باتوا ينادون بنهايته لمصلحة بلدانهم وشعوب العالم".

وقال: "لقد تم تصوير إسرائيل بالغرب على أنها واحة للديمقراطية وسط دول عربية همجية وغير ديمقراطية، وأن من أدوارها جعل العرب والمسلمين يتحضرون ويتعلمون من اليهود الإسرائيليين، وأنها الصورة النموذجية للحضارة والقيم الغربية، وأن دعمها المطلق يعد دفاعا عن هذه الحضارة ومصالح بلدانها".

وأضاف مستدركا: "إلا أن طوفان الأقصى حطمت هذه الصورة التي أنُفقت عليها أموال طائلة عبر عقود من الزمن، واكتشف العالم همجية الصهاينة وبربريتهم وإجرامهم الذي تجاوز كل الحدود، واستهتارهم المشين بحقوق الإنسان والقانون الدولي".

وتابع: "لقد انتبه العالم (بفضل طوفان الأقصى) إلى حقيقة النكبة الأولى (في فلسطين عام 1948) التي كانت مخفية عن عموم البشرية، وبات على دراية بأن ما يحدث في غزة الآن هو نكبة ثانية لا تختلف عن المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد النازية الألمانية".

واختتم حديثة قائلا: "لقد انتبهت قطاعات شعبية عريضة والعديد من الحكومات في العالم بأن دولة الكيان خطر على الأمن والاستقرار العالمين، وأنه بدون الحق الفلسطيني لن يتحقق هذا الأمن وهذا الاستقرار في العالم".

المصدر: الأناضول


: الأوسمة


المرفقات

التالي
الشيخ القره داغي يوضح في محاضرة علمية دور "فقه الميزان" في تصحيح أزمات الأمة الإسلامية
السابق
الصلابي: قصف الاحتلال الإسرائيلي لمساجد غزة انتهاك للقيم الدينية ووصمة عار في جبين الإنسانية

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع