جرائم الصهاينة لن تذهب
سدى، وإرادة الشعوب لا تُقهر
الكاتب: أ. د. علي محيي
الدين القره داغي
رئيس الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين
هل دماؤنا ماء بارد؟؟ ودماءُ الصهاينة
ذهب سابك؟
وهل إحساس أمتنا ميت وشارد؟ وإحساس
الصهاينة وأتباعهم حيٌّ قوي؟
كلا ثم ألف كلا؛ والوقائع تشهد على ذلك.
إن أمّتنا حيّة واعية تُحسّ بجسدها
الواحد، وتتفاعل بجميع أجهزتها، وتتداعى لها بالسهر والحُمى، فأي شخص لا يحسّ
بآلام إخوانه، فليس من جسد الأمة الإسلامية، كما قال الحبيب المصطفى ﷺ: [مثل
المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى
له بالسهر والحمى] (رواه البخاري 6011)، ومسلم (86) وغيرهما.
فليعلم الصهاينة أن الأمة الإسلامية
بملياريها تغلي كغلي الحميم بسبب جرائمهم التي فاقت التصورات كلها، وتجاوزت الحدود
كلها، والخطوط الحمراء، وخرقت كل الشرائع الحقة، والقوانين الأممية والإنسانية،
وتعارضت مع كل القيم الإنسانية والرحمة، بل حتى مع القيم الحيوانية.
ففي هذه الحالة كيف لا تثور الأمة
الإسلامية، وقد ثار جميع الأمم والشعوب الحرّة في العالم؟!!!!
ولنعلم الصهاينة بأن سكوت الأمة
الإسلامية يعود إلى القيود والأغلال التي وضعت من قبل المستبدين.
فلو أُتيح للأمة المجال لثارت ثورة
عظيمة، وقامت قومة واحدة متحدة ضد الإبادة الجماعية، والمجازر اليومية التي
يشاهدها الجميع، وتتقطع لها القلوب، وتقشعر لها الجلود.
إن عمل -البطل الأردني الشهيد ماهر
الجازي- يعبر عن مشاعر الأمة وأفكارها، ويشكل تذكيرًا قويًا بأن إرادة الشعوب لا
يمكن قمعها، أو قهرها، أو قتلها، مهما تآمرت الحكومات، أو اتخذت من الشبهات دليلا..
لم يكن -البطل الأردني الشهيد ماهر
الجازي- في حاجة إلى تهديدات أو استعراضات، بل اكتفى بإيمانه القوي، وعدالة قضيته.
قام بعمل فردي دون انتظار فتوى أو إشعار، ليذكّر العالم بأن مقاومة الشعوب ليست
مجرد شعارات، بل هي فعل ينبع من الذات.
وقد بعث رسالة واضحة مفادها أن هذه الأرض
لا تُنسى، وأن الحق لا يموت مع مرور الزمن، وأن الحكاية لم تكتمل بعد.
فليعلم الصهاينة بأن المجازر الوحشية
والإبادة الجامعية لن تحقق لهم الأمن والأمان، بل هي بداية نهايتهم، وقد اسودت
وجوههم أمام العالم.
والحمد لله رب العالمين