البحث

التفاصيل

[وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين]

الرابط المختصر :

[وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين]

بقلم: أحمد بكار أحمد الشيخ انيانغ

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

ودع عنك ذكري مناقب الآباء وتخليد أمجاد الأجداد، وحط رحلك بحضرة الرسول الأعظم، فإليه صلى الله عليه وسلم تنتهي الأمجاد والمناقب!

فتعريف الناس به يؤدي إلى الاحتفاء بهديه، وما يزال الناس إلى اليوم يجهلونه؛ ولا يُقتدى بمن لا يُعرف إلا إذا كان ذلك تقليدا وليس اقتداء. وكم من مهتد اهتدى لهديه بسبب وقوفه على منقبة من مناقبه، أو صفة من صفاته العظمى، وذلك من عصر الصحابة مرورا بالتابعين وتابعي التابعين إلى يومنا هذا!

ولا يزال الناس إلى الآن يتسارعون دخولا إلى دين الله لقصة سردت، أو سيرة حكيت سمعوها من داعية أثرت وأثارت فيهم وعيا أدخلهم إلى الإسلام، ولا يزال الإسلام إلى اليوم في حاجة إلى من [يدخلون في دين الله أفواجا] (سورة النصر: 2). وذلك بتذكير الناس بمحاسن الإسلام، والإسلام كله حسن، ومناقب رسوله وأخلاقه الحميدة التي أثناه الله عليها بقوله: [وإنك لعلى خلق عظيم] (سورة القلم: 4). وهذا يدخل في معنى قوله تعالى: [وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين] (سورة الذاريات: 55). فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بشر بوحي القرآن: [قل إنما أنا بشر مثلكم] (سورة الكهف: 110). ولكن ليس كالبشر بوحي الله إليه: [يوحى إلي] (سورة الكهف: 110) فيجب التنبه تجنبا من الغلط بين وظيفته الرسولية وطبيعته البشرية!.

فمدار الذكرى كله على شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: إن ذكروا بالقرآن فمحمد صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن، وإن ذكروا بالإسلام فهو صاحب الرسالة الخالدة، وإن ذكروا بمحمدة أو محسنة فهو جامع المحامد والمحاسن؛ وعليه؛ يجب أن تبقى شخصيته العظيمة الفذة ذاكرة في قلوب كل المؤمنين، وماثلة في عيون كافة المسلمين، وتقرع صفاته العلية وسيرته العطرة آذانهم فيتيسر ويمكن، حينئذ، الاهتداء إلى هديه والاقتداء به؛ لأن العلم والمعرفة به قد سبق إلى القلوب واستقر في النفوس؛ فلا يخشى مع معرفة الرسول وحبه ضياع أبدا؛ وإذا كان القرآن هداية للخلق للتي هي أقوم: [إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم]، ويضمن الله للقرآن حفظا وعناية: [إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] (سورة الحجر: الآية 9). فما ظنكم بالرسول الذي أنزل عليه الذكر؟.

فالتعريف به يؤدي إلى معرفته، ومعرفته تؤدي إلى حبه، وحبه يؤدي إلى الاقتداء به؛ فمعرفة سيرته ضمان، وحبه أمان والاقتداء به فلاح: [قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله] (سورة آل عمران: الآية 31).

الاحتفال والاحتفاء كلاهما مشروع ؛ فالاحتفال بمولد من جاء فاصلا بين الحق والباطل: [وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا] (سورة الإسراء: 81)، ومنقذا للبشرية برسالته الخالدة والموجهة لكافة الخلق بشيرا ونذيرا،: [وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا] (سورة سبأ: الآية 28)، ولكونه رحمة مهداة: [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] (سورة الأنبياء: الآية 107)، وبكل ما اشتملت عليه هذه الرحمة من الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة، ونشرها بين الخلق ليعرفوها عنه صلى الله عليه وسلم ويدخلوا في دين الله ويقتدوا به ويهتدوا ويفوزوا دنيا وأخرى لاحتفائهم بهديه صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى "الحملة العالمية" التي يدعو إليها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للتعريف بالرحمة المهداة وبسيرته العطرة محمد  صلوات ربي وسلامه عليه وعلى كل الأنبياء والمرسلين؛ والرجاء أن تستجيب الأمة الإسلامية لهذه الدعوة العادلة، ولا تكون عالمية إلا إذا أوقعوها في زمن توقيتي متقارب ليلفت أنصار العالم إلى عظمة من أرسل إليهم كافة هاديا بشيرا ونذيرا وإلى عالمية رسالته السمحة!.

اللهم اجعل محبته إلى قلوبنا أشد من محبتنا لكل ما نملك وحتى من أنفسنا! وصلى الله وسلم على الهادي الكريم !.


: الأوسمة


المرفقات

التالي
المغرب.. 106 مظاهرات في 50 مدينة نصرةً للشعب الفلسطيني ضد الحرب الإسرائيلية
السابق
الشيخ أحمد الخليلي يستقبل الدكتور عصام البشير في عمان وتبادل الحديث حول قضايا الأمة الإسلامية

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع