الشيخ علي القره داغي: "توحيد المسلمين ضرورة
لتعزيز قيم العدل والرحمة والإنسانية" في المنتدى الإسلامي العالمي بموسكو
شارك فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كضيف شرف في الاجتماع الثامن للإدارة
الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية والمنتدى الإسلامي العالمي في دورته العشرين،
والذي انعقد تحت شعار: "طريق السلام؛ الحوار كأساس للتعايش المتناغم"،
وذلك في العاصمة الروسية موسكو خلال الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر الجاري.
جاء انعقاد المنتدى بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لتأسيس
الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومعهد موسكو الإسلامي، بالإضافة إلى
الذكرى الأربعين لمسيرة الخدمة الروحية لرئيس الإدارة، سماحة المفتي الشيخ راوي
عين الدين.
وشهدت الفعاليات حضور رفيع المستوى من بينهم فخامة رئيس
جمهورية تتارستان، السيد رستم نورجاليفتش مينيخانوف، ونائب عمدة بلدية موسكو،
وممثل دونما البرلمان الروسي، إلى جانب سفراء الدول الإسلامية ووزراء الأوقاف
والمفتيين ورؤساء المؤسسات الدينية الدولية.
كما حضر كبار العلماء من المؤسسات البحثية والتعليمية
وممثلون عن الهيئات الحكومية والمؤسسات الاجتماعية من 62 دولة إسلامية.
وفي إطار مشاركته، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي القره
داغي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الإسلامي العالمي يوم السبت 21
سبتمبر، حيث تناول فيها قضايا الأمة الهامة، بما في ذلك "القضية الفلسطينية
وغزة".
كما أشار إلى أهمية التعايش والحوار بين الأديان كركيزة
لتحقيق السلام والاستقرار.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد
ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
- سماحة الأخ العزيز المفتي الشيخ راوي عين الدين حفظه
الله
- فخامة رئيس جمهورية
تتارستان السيد رستم
نورجاليفتش مينيخانوف
- ممثلين عن الحكومة الروسية
- أصحاب الفضيلة والسعادة، إخوتي وأخواتي الكرام
يسعدني أن ألتقي بهذه الوجوه المباركة التي اجتمعت لخدمة
الإسلام، والإنسانية، وأن أحييكم بتحية الإسلام التي تحمل بين طياته السلم والسلام
للجميع، والأمن والأمان، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقدم الشكر الجزيل
والثناء العاطر لفضيلة الشيخ راوي عين الدين وإخوانه، وفريق عمله فجزاهم الله خيرا
على حسن الاستقبال والضيافة والتنظيم.
وكذلك نقدم الشكر لروسيا رئيساً وحكومة وشعباً على
مواقفها الجيدة من القضية الفلسطينية، ومن الأسرة، والوقوف ضد الشذوذ والانحراف
وإعلان سنة الأسرة، ونشيد بالانفتاح الروسي على الإسلام والمسلمين، والعلاقة
التاريخية الروسية الإسلامية.
أصحاب الفضيلة والسعادة أظن أن هذا المقام ليس مقام البسط والتفصيل، والتأصيل،
وإنما مقام الإيجاز والمقترحات والتحليل لإنقاذ البشيرة المعذبة اليوم إلى واحات
الأمن والاطمئنان، والعدالة والإحسان.
لذلك لدي الرسائل الآتية:
- الرسالة الأولى: حول انهيار المنظومة الأخلاقية والمنظومة القانونية
الدولية حول حقوق الإنسان، وبخاصة النساء والأطفال، نشاهد هذا الانهيار في مواقف
الحكومة الأمريكية ومعظم الدول الكبرى في ناتو حول غزة العزة، بصورة خاصة وفي
فلسطين ولبنان بصورة عامة، حيث راح ضحية الإبادات الجماعية أكثر من 150 ألف شهيد وجريح.
وازداد الانهيار بالحرب القذرة التي شهدناها في لبنان،
حيث راح ضحيتها آلاف من المدنيين ومعظمهم في بيوتهم آمنون، مما أفقد الثقة والأمان
لكل شخص يستعمل التقنيات الحديثة.
وازداد الطين بلّة انهيار المنظومة الفطرية من تبني
الحكومات الغربية الشذوذ بشكل تجاوز كل الحدود.
أمام هذا الانهيار للمنظومات الأخلاقية والإنسانية،
والقانونية والفطرية فإنه حسب سنن الله تعالى يكون مؤشراً لسقوط هذه الحضارة
الغربية التي أدت في القرن العشرين إلى حربين عالميتين راح ضحيتهما عشرات الملايين
من الناس، وفي بداية القرن الواحد والعشرين رأينا ما رأينا.
فالنصوص القرآنية تدل بوضوح على غروب شمسها عن قريب.
وأما دولة الاحتلال فبما فعلته من جرائم الإبادة البشعة
قد حققت الشرط الأول لزوالها، وهو ابتعاد الناس عنها، وكراهيتهم لها، حيث نرى
المظاهرات الكبرى قد عمّت معظم العالم، والدول الغربية بشعوبها وجامعاتها ينددون
بالإبادة الجماعية التي تقوم بها الصهاينة للوصول إلى سواد وجوههم بتصرفاتهم فقال
تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ - أي القضاء على مفسدتهم الثانية- لِيَسُوءُوا
وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) (الإسراء:7).
وأمام هذا
الانهيار علينا جميعا واجبات كبيرة من أهمها:
أولاً: توحيد المسلمين كمنطلق للوصول إلى توحيد الإنسانية الشريفة أي من يؤمن
بمبادئ العدل والرحمة والإحسان، والمساواة، والوقوف ضد الظلم والاحتلال
والاستعباد، من إخواننا المسيحيين وغيرهم.
ثانياً: أن نقدم البديل الصحيح، فأقترح أن نقدم مشروعاً حضارياً متكاملاً يتضمن ما
يأتي:
* أولاً: التركيز على المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة، وقد ركّز الإسلام عليها
بشكل كبير وجمعتها في عشرة مبادئ كبرى في كتابي "نحن والآخر" ومن أهمها
مبادئ أصلنا الواحد، وأننا من آدم وهو من الطين، وبالتالي فبيننا قرابة وأخوة حيث
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ
نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء:1)، قال ابن عباس: هي أرحام
الإنسانية، وكذلك من أهم هذه المبادئ أننا جميعاً فينا نفخة من روح الله مرتين،
مرة عند خلق آدم، والمرة الثانية عند خلق كل إنسان بعد أن يبلغ أربعة أشهر،
بالإضافة إلى مبادئ الكرامة لكل من هو إنسان.
فنستطيع أن نجمع هذه المبادئ بالتعاون مع إخواننا في
بقية الأديان بتقديمها إلى العالم بديلاً عن النظرية الميكافيلية التي قضت على كل مبدأ،
وقانون إنساني، وأخلاق.
إن العالم القوي يعيش اليوم على سيولة مطلقة في جميع
المبادئ والقوانين الدولية والأخلاقية وحتى الصناعية، فلا يجوز لنا ونحن لدينا هذه
المبادئ العظيمة الراسخة أن نسكت ولا نتحرك في جميع الجهات.
والعقلاء قد يصلون إلى حتمية أن الأنظمة المبنية على
الميكافيلية لا يمكن أن تستقر وتثبت ولذلك علينا اللجوء إلى الدين الحق ومبادئه
الثابتة، فلنضرب لذلك مثالين:
أولهما: سيدنا المسيح عليه السلام بعثه الله تعالى لمحاربة المادية واللاأخلاقية
التي طغت على الناس بمن فيهم معظم بني إسرائيل في عصره، فكم أوذي في سبيل الله،
وكم أوذي في سبيل إعادة السلام والأمن الروحي، والأخلاق إليهم، حتى قال بعض
علماءنا في سبب تسمية سيدنا المسيح بالمسيح، لأن الشرّ والظلم، والقسوة، وبقية
الصفات الذميمة قد مسح الله تعالى عنه، فأصبح خيراً، رحيماً، متواضعا، عادلا،
رفيقاً، حكيماً، حليماً لم يمسّه الشيطان حتى عند ولادته، وقصصه في مجال الأخلاق
أكثر من أن تذكر هنا.
وثانيهما أخوه الخاتم سيدنا محمد عليه السلام فقد حصر الله تعالى رسالته في الرحمة
فقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وشهد الله له بأنه (لعلى خلق عظيم).
فمثلا في مجال العدل أولى الله تعالى في القرآن الكريم
عناية مقطعة النظير، بحيث يجب تطبيقه في جميع الأحوال في مرحلة القوة، والضعف، ومع
الأعداء والأقارب، ولذلك قال علماؤنا؛ إن العدل ليس له أي استثناء، لا في حالة
الاختيار، ولا في حالة الاضطرار , ويدل على ذلك قوله تعالى (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
(المائدة:8).
بل إن الله تعالى أمر نبيه بأن يقف مع الحق أينما كان
سواء مع مسلم، أو غير مسلم، فقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن
لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) (النساء:105)، حيث نزلت هذه الآية في يهودي اتهم زوراً
بأنه سرق، حيث وضع المسروق في بيته فأنصفه الله تعالى، فبيّن براءته، مع أن اليهود
في ذلك الوقت كانوا في حرب وعداوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
لذلك فالذي يصلح للوقوف مع المبادئ الثابتة، والقيم
الأخلاقية الراسخة هو دين الله النازل من السماء.
ومن هذا الباب فالشعوب المظلومة في العالم أجمع لهم الحق
في أن يطالبوا بتغيير النظام العالمي الجديد بنظام آخر يقوم على المبادئ الثابتة
في العدل ومنع الظلم والعدوان والطغيان، حيث ظهر أن الأمم المتحدة مع تقديرنا
لجهود أمينها العام لم تعد قادرة على حماية الأهداف التي وضعت لأجلها، وهي حماية
الأمن والسلم الدوليين.
ونحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
لدينا مشروع حضاري متكامل يتناول هذا الجانب السياسي، والاقتصادي
* ثانياً: التركيز على الحوار الذي يعد في غاية من الأهمية، وهو الوسيلة الإنسانية
لفهم الآخر للوصول إلى التعارف، ومنه إلى التعاون البناء، ومنه إلى التشارك
الفعلي، ومنه إلى الوحدة الفكرية والسياسية والاجتماعية ولذلك أولى الإسلام عناية
قصوى بالحوار، واشترط فيه أن يكون بأحسن الأساليب والأقوال، وأفضل الطرق والوسائل
فقال تعالى آمرا: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل:125) ثم قال
ناهيا :(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ
إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ
مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46)، بل إن الله تعالى بدأ قضية خلق الإنسان بالحوار مع
الملائكة فقال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ
الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي
أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)(البقرة:30)
وبهذه المناسبة أود أن أبين لحضراتكم بأن دولة قطر أميرا
وحكومة وشعباً تولي عناية قصوى بالحوار على جميع المستويات داخل المجتمع الإسلامي
والعربي، وداخل الطوائف والأديان.
وأعظم دليل على ذلك مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان،
حيث قام ولا يزال بدور كبير في تحقيق مقاصد الحوار الداخلي والخارجي.
* ثالثاً: أمام ما حدث في لبنان لا ينبغي أن تبقى لنا جميعاً ثقة بالمصنوعات التي
تصل إليها أدي الصهاينة والأمريكان ومن يدور في فلكهم.
فهذا يتطلب حقاً عقد قمة عالمية لبحث هذا الموضوع في
جانبين مهمين:
الأمر الأول: إدانة دولية لما حدث
الأمر الثاني: اتفاق الدول خارج المشروع الصهيوني
الأمريكي على الاعتماد على صناعات نظيفة، وتقنيات مأمونة أخلاقياً.
واعتقد أن روسيا مهيئة لتحقيق هذا المؤتمر، ونحن في
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كقوة علمائية ناعمة مؤثرة حاضرون في تهيئة الجانب
العلمي والديني بالتعاون مع جميع مؤسسات الدينية في العالم.
- الرسالة الثانية: إلى إخواني وأخواتي
المسلمات في العالم الإسلامي أن
يلتزموا بالقيم الأخلاقية العظيمة قيم الرحمة الشاملة في سلوكياتهم، وقيم التسامح
والحوار بالتي هي أحسن، كما أمر الله تعالى به فهذا من أعظم أنواع الدعوة الحقة
المؤثرة، ثم عليهم أن يقدموا العقيدة الحقة، والمبادئ العظيمة الراسخة لتحقيق
الأمن والأمان للجميع إلى العالم أجمع
وأما رسالتي إلى الأقلية المسلمة فهي التجمل والتحلي
بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والالتزام بمنهاجه القائم على الوسطية والرحمة،
والإحسان، والاعتدال، وعدم اللجوء إلى العنف والإرهاب،
فاللجوء إلى العنف هو خطة الأعداء لتوريط المسلمين بما
يحقق مصالحهم على حسابنا، وقد شهدنا: كم استفادوا من القاعدة والدواعش لتشويه صورة
الإسلام، وعودة الاحتلال تحت غطاء الإرهاب.
وأما ميزان الإسلام للأقلية فهو الالتزام بأخلاقه
العظيمة والدعوة إليها فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حينما كان الجاهليون
يؤذونه: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا
كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر:94-95)
- والرسالة الثالثة: إلى المؤسسات
الدينية، والعلماء الكرام، الذين
هم ورثة الأنبياء -وهذا شرف عظيم و لكنه مسؤولية كبرى أيضا- ، أن نترك الفرقة
والنزاع، وأن ندعو إلى كلمة سواء ، وأن نجتمع ونتعاون على ما هو المتفق عليه،
ويعذر بعضنا البعض في اختلاف وجهات النظر ،إلا إذا كانت متعارضة مع القطعيات،
وعندئذ ندعو إلى الحق الثابت بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار البناء بالتي هي
أحسن ، وفي جميع الأحوال أن لا نترك التعاون على البر والتقوى فقال تعالى (
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ)( المائدة:2) فالقرآن الكريم لم يتطرق إلى الشخص الذي تتعاون معه ،
فهذا ليس مهماً ، وإنما المهم هو أن يكون التعاون على البر والتقوى.
وفي الختام أكرر شكري٤ لحضراتكم جميعاً، ولكل من ساهم في
ترتيب هذا اللقاء المثمر بإذن الله تعالى..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه
أ.د. علي محيي الدين القره داغي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يوم الجمعة 17 ربيع الأول 1446هـ