مشروع نتنياهو في تقسيم العالم الإسلامي إلى محور للشر والخير
يحتاج إلى وقفة جادة!؟
بقلم: أ. د.
علي محيي الدين القره داغي
رئيس الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين
نتنياهو يقسّم
العالم العربي والإسلامي إلى محور خير، ومحور شرّ فهل أمتنا واعية؟
من المعلوم أنه لو أراد مجرم
حرب مسلم مثلاً -حسب تصنيف المحكمة الجنائية الدولية- أن يحضر اجتماع الأمم
المتحدة لمنعته احتراماً لقرار المحكمة التابعة لها، وربما قبضت عليه أمريكا -كما
هددت بذلك بعض مجرمي الحرب العرب- ومع ذلك حضر نتن ياهو، وألقى كلمته التي أثارت
الاشمئزاز في عقر دار الأمم المتحدة.
ولكن من الإيجابيات أن معظم الوفود انسحبت
مشكورة وخرجت أثناء كلمته النتنة.
ومما تجب دراسته بعمق،
والبناء عليه أمران تضمنه خطابه هما في غاية من الخطورة:-
* الأمر الأول: تقسيم العالم
العربي والإسلامي، والشرق الأوسط إلى محورين:
محور الشرّ، ومحور الخير،
وهذا تصريح ليس جديداً، بل هو خطة واضحة لليمين الصهيوني المتطرف، حيث يريد توسيع
دولة الاحتلال بحجة إقامة حزام أمني حول إسرائيل!!!
لذلك يجب على أمتنا: القادة
السياسيين والمفكرين أن يدرسوا هذه المسألة التي تُعدُ من أخطر ما يواجهنا في
العصر الحاضر، لأن نتنياهو وجماعته المتطرفة لا يعترفون حتى بحل الدولتين،
ويعتقدون أن القدس والضفة، وغيرهما جزء من دولة اليهود، كما أنهم يريدون حزاماً
أمنياً -حول دولتهم الاحتلالية، تتسع حسب قدراتهم العسكرية- إلى أجزاء من سوريا،
والأردن، والعراق، ….
وسوف ترون يا إخوتي وأخواتي
الكرام إذا لم نقف ضد هذا المشروع بكل الإمكانيات المتاحة، فسيتحقق، والكل قد سمع
كلام ترامب في تأييده لهذا التوسع.
الأمر الثاني: أن سياسة نتنياهو
ومن معه تقوم على ربط القضية الفلسطينية بإيران، وجعلها جزءاً من المشروع الإيراني، ومع الأسف الشديد
فقد تأثر بهذا الهراء بعض العرب كراهية لإيران.
فالقضية الفلسطينية نشأت قبل
المشروع الإيراني الحالي بعدة عقود، لذلك يجب على قادة الدول العربية والإسلامية
وشعوبها عدم القبول مطلقاً بهذا الربط، فهي قضيتهم الأولى.
وباختصار شديد يريد نتنياهو
القضاء على القضية الفلسطينية والسيطرة الكاملة على القدس والضفة، وغزة، والحزام
الأمني حول دولة الاحتلال، فهل أنتم واعون؟ وهل تتحركون بحجم المسؤولية، والمخاطر
المحدقة؟ هذا ما تكشفه الأيام القليلة القادمة؟!
اللهم قد بلغت...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ملحوظة: جميع المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين.