الرابط المختصر :
مسيرة التحرير: من زنكي إلى صلاح الدين واستعادة القدس
احتل
الصليبيون مدينة القدس عام 492هـ، وكانت المحاولات لتحريرها تتوالى عبر الأجيال، بدءًا
من عماد الدين زنكي، مؤسس الدولة الزنكية، الذي واجه أوضاعًا صعبة، حيث كانت الشام
ممزقة ومصر تحت الحكم الفاطمي.
إستراتيجية
زنكي تمثلت في توحيد الشام أولاً، ثم العمل على توحيد مصر والشام، تمهيدًا للتحرك نحو
تحرير القدس وفلسطين.
بعد
اغتيال عماد الدين عام 541هـ، تولى ابنه نور الدين زنكي الحكم، وأكمل مسيرة والده،
مستردًا المدن والحصون الإسلامية في الشام من الأمراء المتنازعين.
ورغم
إعداد نور الدين خطة تحرير فلسطين، توفي قبل تحقيق هدفه في عام 569هـ، ليخلفه القائد
الشهير صلاح الدين الأيوبي.
صلاح
الدين نجح في قمع الفتن الداخلية واستطاع هزيمة الفرنجة (الفرنسيين) في عدة معارك.
وفي عام 583هـ، تمكن من استدراجهم إلى معركة حطين الشهيرة شمال فلسطين، حيث خاض جيشه
المكون من 25 ألف مقاتل مواجهة ضد 63 ألفًا من الصليبيين.
بفضل
السيطرة على مصادر المياه والاستفادة من الظروف المناخية، تمكن جيش صلاح الدين من إحراق
الحشائش وإضعاف الصليبيين، فقتل منهم 30 ألفًا وأسر عددًا مماثلاً.
بعد
الانتصار في حطين، واصل صلاح الدين فتح المدن واحدة تلو الأخرى، حتى وصل إلى القدس
وحاصرها من الغرب بجيش قوامه 60 ألفًا من العرب والكرد والتركمان.
بعد
12 يومًا من الحصار، طلب قائد الحامية الصليبية الصلح، فوافق صلاح الدين، وتم فتح القدس
في 27 رجب 583هـ، الموافق 2 أكتوبر 1187م. صلاة الجمعة الأولى أقيمت في مصلى قبة الصخرة،
بعد 90 عامًا من الاحتلال.
المصدر:
الجزيرة