الموريتانيون يتضامنون مع غزة في الذكرى الأولى
لـ"طوفان الأقصى"
شهدت موريتانيا تفاعلًا واسعًا مع الذكرى الأولى لعملية
"طوفان الأقصى" التي وقعت في السابع من أكتوبر، وسط دعوات لتكثيف الدعم لغزة
والمقاومة الفلسطينية.
وتخللت الفعاليات تنظيم العديد من الوقفات التضامنية، بالإضافة
إلى توقف جزئي عن العمل في مختلف القطاعات.
وقف العمل جزئياً
وأعلنت 35 نقابة موريتانية عن توقف العمل لمدة 15 دقيقة في
كافة المؤسسات والمنشآت، تضامنًا مع غزة والمقاومة الفلسطينية.
وأصدرت النقابات بيانًا مشتركًا تدعو فيه إلى تعبئة الشعب
الموريتاني للاستمرار في دعم القضية الفلسطينية.
من جهتها، دعت الحكومة الموريتانية مختلف القطاعات إلى التجاوب
مع قرار النقابات بوقف العمل جزئيًا.
وصرحت وزارة الوظيفة العمومية والعمل بأن النقابات قررت التوقف
عن العمل يوم 7 أكتوبر 2024 في الساعة 11 صباحًا، وطالبت باتخاذ الإجراءات المناسبة
للتعاطي مع هذه الخطوة.
كما شهدت العاصمة نواكشوط وقفات تضامنية للأطباء، المحامين،
والصحفيين، حيث عبر المشاركون عن تضامنهم الكامل مع أهالي غزة ولبنان، مشيرين إلى الخسائر
البشرية الكبيرة التي خلفتها الحرب في غزة، بما في ذلك استشهاد 42 ألف شخص وآلاف الجرحى
والنازحين.
محامون وصحفيون ينظمون وقفات تضامنية
ونظم المحامون الموريتانيون وقفة احتجاجية للتنديد بجرائم
الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأكد نقيب المحامين الموريتانيين، بونا الحسن، أن هذه الوقفة
تهدف إلى التعبير عن رفض المجتمع الموريتاني للإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني،
منتقدًا الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم.
وفي تصريحه لـ"عربي21"، استغرب الحسن كيف يمكن
للعالم أن يلتزم الصمت أمام حجم الدمار الهائل والخسائر غير المسبوقة التي خلفها العدوان
باستخدام أطنان المتفجرات.
على صعيد آخر، نظمت النقابات الصحفية في موريتانيا وقفات
مشابهة عبّرت خلالها عن تضامنها مع غزة والمقاومة الفلسطينية، ودعت إلى وضع حد للإبادة
التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، دعت الأحزاب السياسية الموريتانية إلى تنظيم
مهرجان حاشد مساء اليوم في ذكرى "طوفان الأقصى"، من المتوقع أن يشارك فيه
قادة الأحزاب من مختلف التوجهات السياسية.
إيقاف مسار التطبيع والتآمر على القضية الفلسطينية
من جهتها، وصفت "جبهة المواطنة والعدالة" التطورات
الراهنة بأنها مرحلة حاسمة في التاريخ العربي والإسلامي، مؤكدة على ضرورة وحدة الأمة
في مواجهة التحديات.
وأشارت الجبهة في بيان لها إلى أن ذكرى السابع من أكتوبر
تذكّر ببطولات المقاومة الفلسطينية التي أوقفت مسار التطبيع والتآمر على القضية، رغم
الثمن الكبير الذي دفعه الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني.
وأضاف البيان أن الاحتلال الإسرائيلي فشل خلال عام من الإرهاب
والقتل والتدمير في تحقيق أي نصر حاسم، على الرغم من الدعم الأمريكي والغربي الكبير،
مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية أثبتت قدرتها على فرض التوازن.
طوفان الأقصى يعيد كتابة التاريخ بدماء الأحرار
في ذات السياق، وجه "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني"
تحية للمقاومة الفلسطينية، مشيدًا ببطولات المقاومين خلال عملية "طوفان الأقصى".
وأكد البيان أن المقاومة الفلسطينية أثبتت صمودها وقوتها
من خلال معارك ملحمية خاضها أبطال فلسطين بشجاعة نادرة.
كما أدانت الهيئة تواطؤ بعض الأنظمة العربية وتخاذلها أمام
العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤكدةً
أن تواطؤ هذه الأنظمة يزيد من معاناة الشعوب المستضعفة.
مظاهرات وتبرعات وأمسيات تضامنية
على مدار العام، تواصلت الفعاليات التضامنية في موريتانيا
دعماً لغزة. وشهدت البلاد مظاهرات واحتجاجات، إلى جانب حملات التبرع وأمسيات تضامنية،
حيث عبّر الموريتانيون رسميًا وشعبيًا عن إجماعهم على دعم القضية الفلسطينية.
وخلفت الحرب العدوانية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من
140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار واسع ومجاعة أودت
بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل في اتخاذ التدابير اللازمة
لمنع الإبادة وتحسين الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.
المصدر: عربي21