القره داغي
يدعو إلى تشكيل علماء عصريين يجمعون بين الأصالة والمعاصرة في زيارته للأكاديمية
الإسلامية بأوزبكستان
قام فضيلة الشيخ علي القره
داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء، بزيارة رسمية إلى الأكاديمية الإسلامية
الدولية في أوزبكستان، حيث استقبله رئيس الأكاديمية أويغون غفوروف وأعضاء هيئة
الإدارة، بالإضافة إلى مجموعة من الأساتذة وطلاب الدكتوراه.
جاءت الزيارة في إطار
مشاركته في مؤتمرين دوليين حول "الإسلام دين السلام والخير" في مدينتي
طشقند وخيوه، والمؤتمر الآخر عن الإمام الترمذي.
استهلت الزيارة بجولة للشيخ
القره داغي في قسم المخطوطات التراثية، حيث اطلع على الجهود المبذولة في جمعها،
إدارتها، والحفاظ عليها.
من جهته، أعرب رئيس
الأكاديمية عن امتنانه للزيارة، مشيدًا بمكانة الشيخ كعالم إسلامي وسطي له إسهامات
كبيرة في نشر العلوم الإسلامية ومعالجة قضايا الأمة.
وقدم رئيس الأكاديمية لمحة
عن تاريخ الأكاديمية، برامجها العلمية، وأهدافها في توفير تعليم متكامل يجمع بين
العلوم الدينية والدنيوية.
وفي كلمته التي استمرت 40
دقيقة، تطرق فضيلة الشيخ علي القره داغي إلى صفات العلماء العصريين الجدد الذين
تحتاجهم الأمة في ظل التحديات المعاصرة.
وأوضح أن هؤلاء العلماء يجب
أن يتميزوا بصفات تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بحيث يمتلكون فهمًا عميقًا للتراث
الإسلامي وقيمه، وفي الوقت نفسه، قدرة على توظيف هذا الفهم لمواجهة قضايا العصر
والتفاعل مع المستجدات.
من أهم الصفات التي ذكرها
الشيخ:
العمق العلمي: يجب أن يكون
العالم راسخًا في العلوم الشرعية ومتمكنًا من الأدلة الشرعية، سواء من القرآن
الكريم أو السنة النبوية.
الإلمام بالعلوم الحديثة:
أكد الشيخ على أهمية أن يكون العلماء مطلعين على التطورات العلمية والاقتصادية
والاجتماعية المعاصرة، ليتمكنوا من تقديم فتاوى وحلول تتناسب مع واقع الأمة.
الاعتدال والوسطية: شدد
الشيخ على أن العلماء العصريين يجب أن يتسموا بالوسطية في فهمهم للدين، بعيدًا عن
التشدد أو التفريط، ليكونوا مرجعًا يعتمد عليه في بناء وعي الأمة ونشر القيم
الإسلامية الصحيحة.
القدرة على التواصل الفعّال:
مع تطور وسائل الاتصال الحديثة، أشار الشيخ إلى ضرورة أن يكون العالم قادرًا على
التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، سواء عبر الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي،
لنشر العلم والنصح بشكل واسع.
التفكير النقدي: أكد الشيخ
أن العلماء العصريين يجب أن يتحلوا بقدرة على التفكير النقدي والتحليل العميق
للأحداث والمواقف، حتى يتمكنوا من تقديم فتاوى ورؤى تتسم بالحكمة والواقعية.
العمل الجماعي: دعا الشيخ
إلى أهمية أن يكون العالم جزءًا من فريق علمي وتعاوني، يتشارك مع غيره من العلماء
في حل المشكلات الكبيرة والتحديات المشتركة التي تواجه الأمة.
وأضاف الشيخ أن تشكيل علماء
بهذه الصفات يتطلب منهجًا شاملًا يتجاوز الاقتصار على التعليم النظري فقط، بل يجب
أن يشمل تدريبًا عمليًا وتفاعلًا مباشرًا مع القضايا المجتمعية.
وأوضح أهمية تبني منهج تربوي
يشكل علماء يتمتعون بعقلية شاملة، قادرين على تقديم رؤية متكاملة للحياة تجمع بين
الجوانب الروحية والمادية، وبين الفقه النظري والتطبيق العملي.
واختتم الشيخ كلمته بالتأكيد
على أن العلماء العصريين هم منارة للأمة، ومن خلال تمسكهم بالعلم الصحيح والوسطية،
يمكنهم المساهمة في إعادة الأمة إلى مكانتها الرائدة بين الأمم.
وأشاد الشيخ القره داغي
بالاهتمام الذي يوليه الرئيس شوكت ميرضياييف لتطوير المجالين الديني والعلمي في
أوزبكستان، معتبرًا أن هذا الجهد سيسهم في تكوين أجيال تليق بعلماء الأمة
السابقين.
كما أشار إلى أن المؤتمر
الدولي الذي عُقد تحت عنوان "الإسلام – دين السلام والخير" كان منصة
هامة لتعزيز الحوار حول جوهر الإسلام الإنساني.
المصدر: المكتب الإعلامي