المحكم والمتشابه

المحكم والمتشابه

بقلم: أ.د. عبد الرحمن شط

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

المحكم: هو الكلام المفهوم يقابله غير المفهوم وهو المتشابه.

والناس في المحكم والمتشابه في القرآن على ثلاثة أحوال:

منهم من قال المصحف كله متشابه.

ومنهم من قال كله المصحف محكم.

ومنهم من قال بعضه محكم وبعضه متشابه.

فالأعجمي الذي لا يعرف العربية يكون جميع القرآن في حقه متشابهاً لأنه لا يفهم شيئاً منه، ويكون كله محكماً بالنسبة للنبي عليه الصلاة والسلام بسبب صلته بالوحي الذي يبين له كل شيء، أما بقية الناس فإنه يكون بعضه محكماً وبعضه متشابهاً، مع التفاوت النسبي في دائرة كل من الإحكام والتشابه حيث تتسع إحداهما على حساب الأخرى بحسب تفاوت العلم والمعرفة.

ويخرج عن هذا الحدِّ المتشابهُ الذي استأثر الله بعلمه لا نعلمه، لا يعلمه ملك، ولا نبي ولا ولي ولا عالم راسخ في العلم.

الآيات المحكمات: وهي التي تمثل رسالة النبي ص. وقد أطلق عليها الكتاب مصطلح (أم الكتاب) {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ.. }[1]

 وهي قابلة للاجتهاد حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية ما عدى العبادات والأخلاق والحدود.

الآيات المتشابهات: وقد أطلق عليها الكتاب مصطلح (القرآن والسبع المثاني) وهي قابلة للتأويل وتخضع للمعرفة النسبية وهي آيات العقيدة. {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}[2] عطف القرآن على المثاني يفيد التغاير.

آيات لا محكمات ولا متشابهات: وقد أطلق عليها الكتاب مصطلح (تفصيل الكتاب) وهي قابلة للتأويل. {وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَارَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}[3]  {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}[4]   

القرآن: يُؤَوَّلُ ولا يفسر، وأن كل التفاسير تحمل طابع الفهم المرحلي النسبي. القرآن فرَّق بين الحق والباطل، أي أعطى قوانين الوجود، لذا قال عنه {هُدىً لِلنَاس}[5]

وأم الكتاب: عبارة عن التشريع، والتشريع يمكن تحويره، لذا قال عن الكتاب {هُدىً لِلمُتَّقِين}[6]

{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[7] إنها آيات التشريع والعبادات والأخلاق والمحرمات، فهي مناط الاجتهاد والفقه، وأول من اجتهد فيها هو النبي ص. وقد ألغى عمر بن خطاب تطبيق الآية {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[8]

ولفهم الموضوع علينا أن نفهم أولا مصطلح "الكتاب" في المصحف.

الكتاب: الكتاب في لسان العرب تعني جمع أشياء بعضها إلى بعض، لإخراج معنى مفيد.

فإذا جاء الكتاب نكرة يحتاج إلى إضافة وإلا يصبح المعنى ناقصا، حتى نقول كتاب ماذا؟ فعلينا أن نقول كتاب الفيزياء للصف العاشر مثلا. أي هذا الكتاب يجمع مواضيع فيزيائية بعضها إلى بعض وهي صالحة لطلاب الصف العاشر. وبما أنه أوحى إلى النبي ص. عدة مواضيع مختلفة، فإن كل موضوع منها كتاب، بحيث قال: {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}[9]  فمن هذه الكتب القيمة: كتاب الخلق، كتاب الساعة، كتاب الصلاة، كتاب الصوم...إلخ، أي ما كتب لنا وما كتب علينها، لأنه يتألف من القرآن وأم الكتاب والفرقان والسبع المثاني والذكر وتفصيل الكتاب. فمن الخطأ أن نظن عندما ترد كلمة "كتاب" نكرة في المصحف أنها تعني كل المصحف، لأن المصحف يحتوي عدة كتب "مواضيع" وكل كتاب يحتوي على عدة كتب.  فقوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}[10]  فهذا لا يعني كل آيات المصف وإنما يعني "مجموعة الآيات المحكمات" وعندما قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}[11]  فإنه لا يعني كل المصحف وإنما يعني "مجموعة آيات متشابهات"

وأما عندما تأت كلمة "الكتاب" معرّفة يصبح عندئذ هذا الكتاب معرَّفاً كما في قوله تعالى: {{الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}[12]  هو بمعنى مجموع كل المصحف من الفاتحة الى آخر سورة الناس. أي مجموع المواضيع التي أوحيت إلى محمد ص. هي مجموعة الكتب التي سميت "الكتاب" ودليله سورة الفاتحة تسمى فاتحة الكتاب. يعني إن قام المؤمن بما احتوى عليه المصحف من احكام وفرائض، وآمن بما جاء به من أنباء، وأخذ العبرة والموعظة مما جاء به من قصص، فهو من المتقين. {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[13]  وهذا المقطع من الآية يمثل الجزء الغيبي من الكتاب (كتاب الغيب) قانون الكون، وحياة الإنسان، وكتاب الموت، والتطور والساعة والبعث. (كتاب النبوة) {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[14] وهذا المقطع من الآية يمثّل جزء السلوكي من شعائر وقيم (كتاب السلوك) وهي مناط التكليف، ككتاب الصلاة الذي يتألف من الوضوء والركوع والسجود. (كتاب الرسالة) وطالما أن محمد ص. هو نبي ورسول في آن واحد، فهذا الكتاب المعرَّف يحتوي على رسالته ونبوته معا.

 إن كتاب النبوة (القرآن). يشتمل مجموعة المواضيع التي تحتوي على المعلومات الكونية والتاريخية، ويشتمل على بيان حقيقة الوجود الموضوعي بين الحق والباطل. اي بين الحقيقة والوهم. {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ}[15] اَي بعض من الكتاب هو الحق اَي القران. له حقيقة خارج الوعي الإنساني وبعضه ليس بحق، أي انه مجرد، مثل الأحكام، ليس له وجود موضوعي، أي لا يرى. {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}[16]

وان كتاب الرسالة يشتمل على قواعد السلوك الإنساني الواعي ويفرق بين الحلال والحرام. (افعل ولا تفعل) وهي الآيات التي تتعلق بالسلوك الإنساني من شعائر ومعاملات وقيم إنسانية {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[17]  استعمل كلمة الكتاب ولم يستعمل كلمة القرآن في اتباع الأوامر. التدبر يكون في القرآن لا في الكتاب. {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}[18] القرآن هو الجزء الكبير من المصحف.

أم الكتاب: فهو الأحكام. {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} محتوى ومضمون كل المصحف {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[19] أي انزل عليك الكتاب ككل، وقسمًا من آياته ام الكتاب محكم (رسالة). وقسم منه متشابه (نبأ). وقسم منه لا محكم ولا متشابه. وهو تفصيل الكتاب. قال {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ولم يقل والأخر أي جاء بصيغة النكرة، ليدخل فيه تفصيل الكتاب، والسبع المثاني. {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}[20]  يعني الرسالة هي من الكتاب وليست من القرآن. {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[21]  الأحكام تأتي من عند الله مباشرة. ليست من لوح المحفوظ، ولا من إمام مبين. {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ}[22] 

المتشابه: هو ان يشبه شيء بشيء، تشابه الشيء وتشاكله لونا ووصفا. والمشبِّهات من الأمور: المشكلات. واشتبه الأمران إذا أَشْكَلا. وبناءً على معنى التشابه، وهو الإشكال القائم في معنى المراد من الآية، أي تظهر للوهلة الأولى إشكالية أو غموض في مفهومها، ليس بمعنى المشتبه فيه. هي مجموعة الحقائق التي أعطاها الله إلى النبي ص. والتي كانت في معظمها غيبيات، أي غائبة عن والوعي الإنسان عند نزول الوحي، وتشكل كتاب النبوة.

وقيل معنى المتشابه هو ان يشبه شيء بشيء، أي بعض من الآيات تشبه ببعض، مثل غفور رحيم غزيز حكيم.

وقيل هو ما تشبه بالتوراة والإنجيل، ولذلك هي آيات تشبه بآيات نزلت من قبل على موسى وعيسى.

ومن هذه الآيات:

الأول: آتى الله محمد الكتاب وهو القرآن {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ}[23]  كما آتاه لموسى وهو التوراة {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}[24]  وعيسى وهو الإنجيل {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ}[25]

والثاني: والله آتى محمد النبوة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[26]  وكذلك آتى موس النبوة {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا}[27]  وعيسى {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} (مريم 30)

والثالث: والله آتى محمدا ص الحكمة ليحكم بين الناس {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}[28]  وموسى كذلك {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ}[29]  وعيسى كذلك {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}[30]

الرابع: والله آتى محمد ص الفرقان {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[31]  كما آتاه موسى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ}[32]

الخامس: والله آتى محمد ص الهدى {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[33]  وكذلك موسى {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}[34]  وكذلك عيسى {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ}[35]

السادس: والله آتى محمدا ص البينات {كَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}[36]  وكذلك موسى {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ}[37]  وعيسى {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ}[38]

السابع: والله آتى محمدا ص سلطانا {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}[39]  وموسى كذلك {ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا}[40]

السبع المثاني: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}[41] (معطوف ومعطوف عليه. أي أعطيناك شيئين: السبع المثاني والقرآن العظيم. {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ.. }[42]  (متشابهاً مثاني) اي أن سبع المثاني من المتشابهات.

المثاني في اللسان العربي هي جمع لكلمة مثنى، والتي تدل على تكرار الشيء مرتين في نفس النعت. كلفظ المباني هي جمع لمبنى، وكمعاني جمع لمعنى. وإنما يثنى الشيء من أطرافه، ثني الشيء طرفه. المطويات من الشيء. أي سبعة أطرف. ليس بمعنى جمع الشيئين معا، إذاً فالمثاني هي الأطراف. وأطراف السور فواتحها.

قيل إن سبع المثاني هي سورة فاتحة الكتاب، لأنها تتألف من سبع آيات، ولكن تتعارض مع الآية المذكورة لأن الفاتحة ليست من المتشابهات.

وقيل: هي السبع الطول، أي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس.

قيل: هي الحروف المقطعة في فواتح ثمانية وعشرين سورة، أولاها {ألم} من سورة البقرة.

وقيل: هي سبعة من الحروف المقطعة في فواتح السور. وفواتح السور هي: {الم}، {المص}، {كهيعص}، {يس}، {طه}، {طسم}، {حم}.  سبع آيات و11 حرف. وأقل أحرف اللغات الموجودة في العالم (هي لغة بروتوكاس، قبيلة في جمهورية سيشل في محيط الهند)[43]  تتشكل من 11 أحرف صوتية. 

1-الم: وردت ست مرات        6

2-المص: وردت مرتين.         2

3-كهيعص مرة واحدة.        1

4-طه: مرة واحدة              1

5-يس: مرة واحدة.            1 

6- طسم: مرةً واحدة          1

7- حم. وردت7 مرات.      7

المجموع: ------------19 مرة تكررت.

ليست عربية، بل هي مقاطع صوتية يتشكل بها كلام الإنساني. توجد في جميع اللغات.

خارج هذه الحروف هناك حروف أخرى: كـ ق وكـ ن ولكن ليست آية مستقلة بنفسها. هذه الحروف المقطعة جمعوها في هذه الجملة: (نصّ حكيم قاطع لها سرّ سوف تظهر يوما من الأيام)

وهذا القول الأخير الذي يقول السبع المثاني هي سبعة من الحروف المقطعة في فواتح السور أقرب إلى العقل، لأنها سبعة فواتح ومعناها إلى الآن يغيب عنا.

المثاني: جاءت جزءاً من الذكر يتعبد بلفظها، وهي نبأ من المتشابهات. كقول النبي ص: أوتيت جوامع الكلم. وكقوله: أوتيت القرآن ومثله معه. تركت الى تطور علم الناس ومعرفته، كسائر الأنباء سيظهر سرّها يوما ما.  {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}[44] سوف نعلمها مستقبلا. 

وينبغي التنبيه إلى الواجب حال استمرار التشابه وهو الإيمان والتسليم وعدم الخوض بغير علم.

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}[45].

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.