الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بالفيتو الأمريكي في مجلس
الأمن ويدعو لتحرك عالمي لوقف الحرب في غزة
أدان
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق
النقض (الفيتو) لإفشال مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط
للحرب في غزة.
وفي
تصريحات للأمين العام للاتحاد الشيخ الدكتور علي محمد الصلابي، اعتبر أن هذا
الموقف يمثل مشاركة فعلية في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر
من عام، داعياً أحرار العالم إلى التكاتف لوقف الحرب والجوع الذي يعصف بغزة.
وقال
الصلابي إن على الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو القادمة، مراجعة سياساتها تجاه
العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وطالبها بالانسجام مع مبادئ العدالة
ومواثيق الأمم المتحدة التي تضمن للشعب الفلسطيني حقه في مقاومة الاحتلال حتى نيل
استقلاله وإقامة دولته المستقلة.
وأضاف
الصلابي: "لقد فوجئ العالم باستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد قرار
يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بذريعة غير مقبولة بأن القرار قد يصب
في مصلحة حماس. هذا التبرير ليس فقط غير منطقي، بل يعكس انحيازاً سياسياً يغطي على
جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل في غزة".
وأكد
الصلابي أن الفيتو الأمريكي يعزز استمرار حرب الإبادة، ويمنح الاحتلال غطاءً
سياسياً لتكثيف حصاره، مما يؤدي إلى كارثة إنسانية تتجلى في نقص الغذاء
والمساعدات، بالإضافة إلى الحصيلة البشرية المروعة.
وقال:
"لا يمكن للعالم أن يبقى صامتاً أمام معاناة الفلسطينيين، الذين يتعرضون
لنكبة جديدة أشد قسوة من نكبة 1948، في ظل انتشار الجوع والقتل والحصار".
ودعا
الصلابي علماء المسلمين وأحرار العالم إلى توحيد الجهود لإنقاذ غزة، مشدداً على أن
هذه الدعوة ليست فقط لحماية الفلسطينيين، بل لإنقاذ القيم الإنسانية التي تتعرض
للتآكل بسبب غياب العدالة.
من
جهتها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي الفيتو الأمريكي، معتبرة أنه يمثل تحدياً
لإرادة المجتمع الدولي وتشجيعاً مباشراً للاحتلال الإسرائيلي على مواصلة جرائمه
بحق الفلسطينيين.
وأكدت
المنظمة في بيان لها أن تكرار استخدام الفيتو في حالات الإبادة الجماعية يبرز
الحاجة الملحة لإصلاح مجلس الأمن الدولي.
ودعت
المنظمة إلى إصدار قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف
العدوان فوراً ودون شروط، مشيرة إلى حصيلة الضحايا التي تجاوزت 44 ألف شهيد وأكثر
من 105 آلاف جريح، معظمهم من النساء والأطفال.
وشددت
على أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لوقف جرائم الاحتلال المتمثلة في القتل والتجويع
والتهجير القسري التي تدمر حياة الفلسطينيين في غزة.
استخدمت
الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار في مجلس
الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، إضافة إلى الإفراج عن جميع الأسرى.
رغم
حصول مشروع القرار على تأييد 14 عضواً من أصل 15 في مجلس الأمن، إلا أن الفيتو
الأمريكي حال دون اعتماده، في موقف يعكس دعم واشنطن المستمر للاحتلال الإسرائيلي.
يُذكر
أن الولايات المتحدة هي إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس إلى جانب بريطانيا،
وفرنسا، والصين، وروسيا.
وفي
ظل هذا الدعم، تواصل "إسرائيل" فرض حصار خانق على قطاع غزة للعام الـ18
على التوالي، محولةً إياه إلى "أكبر سجن في العالم".
ووسط
ظروف إنسانية كارثية، أُجبر نحو مليوني شخص من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3
مليون فلسطيني، على النزوح من منازلهم، مع استمرار نقص الغذاء والماء والدواء بشكل
متعمد.
ومنذ
7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي، تصاعدت جرائم الإبادة الجماعية التي
ترتكبها "إسرائيل" في غزة، مخلفةً أكثر من 148 ألف شهيد وجريح، معظمهم
من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.
كما
تسببت المجاعة في وفاة عشرات الأطفال وكبار السن، وسط دمار شامل في القطاع، مما
يجعلها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر:
عربي21