الدكتور عصام البشير: السودان يواجه "معركة
وجودية" وسط تآمر إقليمي ودولي لتفكيكه
أكد الدكتور عصام البشير، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين، أن السودان يخوض حربًا وصفها بـ"الوجودية" في مواجهة "قوة
باغية" تهدف إلى تفتيت وحدة البلاد وتفكيك جيشه ضمن أجندات إقليمية ودولية.
وأعرب عن أسفه لتجاهل القضية السودانية وعدم منحها الاهتمام
الكافي على الصعيدين العربي والإسلامي.
خلال تصريحاته على هامش اجتماع مجلس أمناء الاتحاد في
الدوحة، أكد البشير أن السودان يمر بحرب شرسة أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى،
وأجبرت نحو 20 مليون شخص على النزوح داخليًا أو اللجوء إلى خارج البلاد.
كما أشار إلى أن هذه الحرب تستهدف موارد السودان وهويته
وقيمه، لافتًا إلى الانتهاكات الجسيمة التي وقعت من نهب الممتلكات واغتصاب الأعراض.
وأشاد البشير بالتفاف الشعب السوداني حول قيادته وجيشه
الذي وصفه بـ"الدرع الواقي" منذ استقلال البلاد، مؤكدًا أن الشباب يلعبون
دورًا محوريًا في دعم الجيش والدفاع عن الوطن.
في المقابل، وصف قوات الدعم السريع بأنها "قوة شريرة
متمردة" تنفذ أجندات خارجية لإضعاف السودان.
وفي سياق آخر، عبّر البشير عن خيبة أمله إزاء ضعف التغطية
الإعلامية العربية والإسلامية للوضع في السودان، داعيًا العلماء إلى التوعية بحقيقة
الصراع والعمل على دعم الشعب السوداني ماديًا ومعنويًا.
وأضاف أن دور العلماء يشمل تعبئة الجهود الإنسانية لتقديم
المساعدات الضرورية من غذاء ودواء وإيواء، فضلًا عن الدعم الإعلامي والدبلوماسي لمساندة
السودان في هذه المحنة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربًا دامية
بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يشغل أيضًا رئاسة مجلس السيادة،
و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد امتدت المعارك
إلى 13 ولاية من أصل 18، مخلفةً عشرات الآلاف من القتلى، وملايين النازحين داخليًا
واللاجئين إلى دول الجوار، خاصة تشاد.
ورغم تصاعد الدعوات الأممية والدولية لتجنب كارثة إنسانية
وسط نقص حاد في الغذاء والاحتياجات الأساسية، لا تزال الأزمة مستمرة دون حلول تلوح
في الأفق، خاصة مع فشل الحوارات السابقة بين طرفي الصراع، مثل تلك التي استضافتها جدة
في السعودية.
المصدر: عربي21