البحث

التفاصيل

اليمن وبلاد الشام الواقع والمأمول

الرابط المختصر :

اليمن وبلاد الشام الواقع والمأمول

بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وصحبه أجمعين وبعد.

لما تعددت الفصائل وتشعبت التوجهات بقصد الأثرة والمصالح الآنية وفق الأهواء؛ حصل الخلاف فتفرقوا وضعفوا وتراجعوا (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم …) اي لا تختلفوا فتذهب قوتكم. 

وهذا ما حصل في السنوات الأخيرة في سوريا المباركة بلاد الشام رغم اجتماعهم في بداية الأمر أول عام من أعوام التحرير ثم تفرقوا، لكنهم أخيرًا وفي هذه الأيام لما اجتمعوا وتمكنوا من التغلب على الفرقة والشتات صاروا قوة وحرروا أراض كبيرة في وقت يسير جدا - في غضون أيام فقط - بفضل من الله ثم بجمع كلمتهم وتوحدهم وتجاوز الخلافات البينية حققوا هذه النتائج على الأرض وحرروا سجناء وأعادوا نازحين إلى ديارهم وصدق الله (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) .

وبناء على ما تقدم فإني أدعوا الإخوة في اليمن السعيد لتوحيد جهودهم ورص صفوفهم وتجاوز خلافاتهم البينية التي أعاقت وأخرت التحرير والاستفادة من أخطاء الماضي واستكمال ما تبقى من تحرير اليمن العظيم من عصابات الإجرام والخيانة.

وينسحب هذا على الإخوة في منظمة التحرير الفلسطينية باللحاق بإخوانهم جنبا إلى جنب في غزة المباركة؛ حتى يعم الفرح ويستكمل النصر لغزة ولكل فلسطين إن شاء الله تعالى.

اتركوا الخلافات مهما عظمت وتجنبوها وركزوا على الهدف العظيم والتوجيه الرباني الكريم.

ونصوص الوحيين كثيرة دالة على وجوب التآخي بين المسلمين ونبذ الخلافات والفرقة والشتات بصفة عامة في وقت السلم، فما بالكم في وقت الحرب فإنها من باب أولى وآكد وأوجب.

فلا تنال طاعته سبحانه وهو الجهاد من أعظم الطاعات والقرب بعد الإيمان به سبحانه ولا الظفر بذلك مع وجود المعصية وهي التنازع والفرقة.

ثم إني أشير إشارة فقط ذات صلة -بما أسلفنا آنفا- وهي مسألة التآخي بين اليمن والشام ككل وكأنهما شيء واحد سلماً وحرباً تاريخًا وحضارة فرحًا وحزناً، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله " اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا …" قبل ألف وأربعمائة عام.

فالمصير واحد والجرح واحد والهم واحد، والغاية واحدة.

ختاماً ندرك تمامًا أن فيهم عقلاء مدركين لما يجري وقد بذلوا جهدهم ولا شك، ولكنها (ذكرى لمن كان له قلب) (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)

ما قلناه هنا هو إشارات فقط وعناوين عريضة دون شرح أو تطويل؛ لعل الله أن ينفع بها جميع المسلمين ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.

نسأل الله أن يحفظ جميع بلاد المسلمين.

تقبل الله شهداء المسلمين وأسكنهم جنات النعيم ونسأل الله العافية للجرحى والمصابين، والأمن للخائفين، وأن يهلك عدوهم آمين آمين.

وصلى الله على نبينا محمد وصحابته أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

م. د. عبدالله بن محمد الخديري

استاذ الفقه والقضايا المعاصرة

 


: الأوسمة


المرفقات

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع