البحث

التفاصيل

تحرير المسجد الأقصى دين على كاهل الأمة

الرابط المختصر :

تحرير المسجد الأقصى دين على كاهل الأمة

كتبه: شعيب الحسيني الندوي

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

القدس حافل بتاريخ البطولات والتضحيات وفيه مفاخر الأمم ومعالم الملل، وأرض فلسطين أرض مباركة ولد فيها الأنبياء وهاجر إليها عدد منهم، والمسجد الأقصى، وما أدراك ما المسجد الأقصى! مسرى خاتم النبيين، ومراد موسى الناجي من فرعون، ومولد عيسى المسيح، ومقر عرش حكم سليمان بن داود، وموطن يعقوب وبنيه، ومركز خليل الله إبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

لقد تمركزت حول أرض القدس معتقدات ثلاثة أديان سماوية - اليهودية، والنصرانية، والإسلام - يراها اليهود الأرض الموعودة لهم، ويقدسها النصارى لأنها أرض مولد المسيح، ويهفو إليها المسلمون لأنها مسرى الحبيب المصطفى وفيها ثالث الحرمين وأولى القبلتين، وأهم ما يذكر في هذا الصدد أن من علامات الساعة وأمارات القيامة أن هذه الأرض سوف تؤول إلى مبعث الأحداث الكبرى وتتحول إلى ساحة المعركة العظمى التي سميت في الحديث النبوي الشريف "الملحمة الكبرى"، وذكرت في أسفار العهد القديم باسم "هرمجدّون".

والجدير بالذكر أن الأوضاع الراهنة لهذه المنطقة تتسعر نضالا وعراكا وتتجه كل قوات الأرض نحوها مساندة لحزب إبليس ومعسكر الدجال للقضاء على المقاومة الإسلامية وتصفية القضية الفلسطينية، ولكن المقاومة مؤيدة بنصر الله وموفقة في قراراتها بحمد الله.

والمهم أن نتكلم في دور العالم العربي والإسلامي تجاه هذه القضية وبالتحديد في هذه المعركة الفاصلة، والمؤلم أننا نرى سباتا عميقا، بل تواطأ على زحف القوة المقاومة من الميدان وتطبيعا مع الكيان الصهيوني، كيف تساقطت الدول العربية واحدة تلو الأخرى لفتح باب العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة المحتلة والباقية كانت في طابور الانتظار، إن الأنظمة التي تسلمت زمام القيادة في الدول الإسلامية لا تمت إلى الدين بصلة إلا اسما وظاهرا.

قل لي بصدق يا أخي أنك كيف تبرر صمت العالم العربي المهزوم تجاه ما يحدث في غزة من مجزرة دموية سفاكة وما تسمعه من بعض الدعوات إلى حقن الدماء فإنه ليس إلا صرخة الصريع وتذمر المحتضر، كيف لا تستطيع هذه الدول المسلمة التي تفوق الخمسين أن تملي إرادتها على فك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية على رغم أنف إسرائيل، أتأكد وأثق أن دولة الاحتلال لا تقدر على مطاردة القوة المجتمعة لهذه الدول الإسلامية، ولكن المصيبة أنها أصابها الوهن.

ينبغي على الشعوب العربية على وجه الخصوص أن تنهض نهضة جديدة وتنتفض انتفاضة قوية لإلزام حكامها وإدارة أوطانها لتقديم المساعدات تقديما متدفقا إلزاميا وفك الحصار عن غزة والسماح لأهلها كل ما يستحقون من الحرية والعدالة، وإن لم نقم بهذا الواجب الذي هو بمثابة أدنى حقهم علينا لن نكون عند الله معذورين وأمام إخواننا مسامحين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة


المرفقات

التالي
العودة إلى الأصالة والذاتية والوحدة والتضامن
السابق
قوانين النَّصر والهزيمة من سورتي الأنفال وآل عمران

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع