الشيخ عكرمة صبري: رغم الإبعاد، الأقصى سيظل في قلب الأمة الإسلامية
على بعد شهر من انتهاء مدة إبعاده عن المسجد الأقصى، عبر خطيب المسجد الشيخ
عكرمة صبري عن ألمٍ شديد جراء هذا القرار، بعد أن أمضى عقودًا طويلة في خطبته أمام
المصلين.
وأكد في تصريحاته أنه لن يتخلى عن الأقصى، مطالبًا الأمة الإسلامية بتحمل
مسؤولياتها تجاه الأقصى والقدس.
وقال في حديث له لوكالة الأناضول على هامش مشاركته في فعالية بمدينة
إسطنبول التركية، حيث تناول التطورات الفلسطينية: "الأقصى ليس فقط للمقدسيين
أو الفلسطينيين، بل هو ملك لجميع المسلمين في أنحاء العالم".
وفي
أغسطس/آب الماضي، اتخذت الشرطة الإسرائيلية قرارًا بإبعاد الشيخ صبري عن الأقصى
لمدة 6 أشهر، بعد أن اتهمته بتحريض الجماهير خلال خطبته ضد الاحتلال ودعمه
للمقاومة.
هذا القرار جاء إثر نعيه لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الراحل إسماعيل
هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران في يوليو/تموز 2024.
وعلى إثر ذلك، تم اعتقال الشيخ صبري لفترة قصيرة قبل أن يُمنع من دخول
الأقصى لمدة 6 أشهر، التي تنتهي في الشهر المقبل.
الشيخ صبري، البالغ من العمر 85 عامًا، تحدث عن تفاصيل هذا القرار قائلاً:
"لقد كانت المناسبة التي تم توقيفي فيها هي خطبتي في 2 أغسطس/آب حول استشهاد
إسماعيل هنية، حيث اعتبر الاحتلال ذلك دعماً للمقاومة وتحريضًا ضدهم. ومع ذلك، رغم هذه القيود، فإنني سأظل أتابع أحداث الأقصى يومًا بيوم ولن
أتخلى عنه".
وأشار إلى أن سياسة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية هي سياسة توسعية، إذ أن
إسرائيل تسعى دائمًا للسيطرة على المزيد من الأراضي في الضفة الغربية.
وتابع: "إسرائيل لا تعترف بحدودها وهدفها هو التوسع في أي منطقة
تستطيع السيطرة عليها". كما وجه رسالته إلى الفلسطينيين في غزة قائلاً:
"الفرج قادم إن شاء الله، عليكم بالثبات والصبر".
وفي
سياق آخر، تحدث الشيخ صبري عن لقاءه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 9
يناير/كانون الثاني 2025، حيث
ناقش مع الرئيس التركي الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى، وخاصة منع الاحتلال
المسلمين من الصلاة في المسجد.
وأشاد بجهود تركيا في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن
الأقصى ليس ملكًا لفلسطين وحدها بل هو مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء.
وأضاف: "الأمة الإسلامية يجب أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الأقصى، لأننا
جميعًا مطالبون بالدفاع عنه، والله سيحاسب من يقصر في هذا الواجب".
الشيخ عكرمة صبري هو عضو في مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،
وقد كان دومًا صوتًا مناصرًا للقدس والأقصى في كافة محافل العالم.
وبينما يعاني الفلسطينيون في غزة من أفظع الجرائم الإنسانية جراء العدوان
الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، تستمر معاناة الفلسطينيين في القدس الشرقية جراء
محاولات الاحتلال لتهويد المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية.
المصدر: الأناضول