دروس مستفادة
من جهاد غزة
الكاتب:
عبدالله محمد الخديري
عضو الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين
بسم الله والحمدلله والصلاة
والسلام على نبينا محمد وصحابته أجمعين وبعد.
أشرنا في مقالنا السابق
بعنوان: (غزة ودرجات التغيير) إلى واجب الحكومات والشعوب والأفراد نحو نصرة غزة كل
بحسب القدرة التي قررتها الشريعة.
ودعونا بالثناء على من بذل
جهدا لمناصرة قضية المسلمين الأولى.
ونصحنا أن يبذل كل إنسان ما
بوسعه لنصرة إخوانه، فإن دفع الظلم من أوجب الواجبات.
واليوم نسرد بإيجاز على شكل
عناوين فقط عن الدروس المستفادة من جهاد غزة لعلها تكون حاضرة في الأذهان يسهل
تأملها، ثم كل عنوان يصلح لبحث أو مطلب بحسب ما يحتاج إليه الباحث والمهتم.
فنقول وبالله التوفيق أن
دروسا عدة مستفادة من الحرب الأخيرة على قطاع غزة وبعض المدن الفلسطينية نذكر
بعضا منها:
1- إن الجهاد يحتاج إلى صبر
وإعداد.
2- لا يضرهم من خذلهم رغم خذلان القريب والبعيد من حيث الجملة.
3- عدم الانشغال بالاستقطابات والمعارك الجانبية التي حدثت أثناء الحرب.
4- الإخلاص لله تعالى والتوكل عليه سبحانه، وهذا أول هدف ومطلب كل مسلم.
5- فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا رغم مرور
أكثر من عام.
6- الجهاد يحتاج إلى تضحية،
وأغلاها ولا شك النفس، فكم استشهدوا من مجاهدين يقدرون بعشرات الآلاف، وجرح أكثر
من مائة ألف مقاوم.
ودمار البنى التحتية بكل
أنواعها وأشكالها إلا ما ندر.
7- إن العاقبة للمتقين رغم كيد الأعداء، ومكرهم، وقوتهم عددا وعدة.
8- تكالب الأمم عليهم رغم
اختلاف توجهاتهم وايدلوجياتهم لبرهان على عظمة المجاهدين الصابرين الصامدين.
9- ثباتهم رغم التضحيات
الجسام، والخذلان، والترغيب، والترهيب.
10- رغم المجاز وهول المشهد،
إلا أن الاحتلال عجز عن تحقيق أهدافه كاملة.
11- إن القيادة الغزاوية في
مقدمة الشهداء، بشقيها العسكري والسياسي، وهذا نموذج مشرف للقدوات كيف يجب ان تكون
وقت الشدة.
12- استقلالية الرأي والقرار
يولد الإبداع والنجاح بشكل عام من حيث الجملة، وهذا واضح في منهج المجاهدين
الصابرين، وهو شرط لقيام الأوطان وديمومة الاستقرار.
13- جهاد غزة فضح المنافقين
والمتاجرين بالقضية الفلسطينية، وبهذا تمايزت الصفوف.
14- لا يمكن حصول التحرير
الأكبر والأشمل إلا بتوحد القوى الفلسطينية كلها دون استثناء، وأن أي استثناء قد
يعيق التحرير الكامل.
15- الشجاعة والموقف المشرف
لمشيخة الأزهر الشريف في مصر الكنانة منذ بداية الحرب وحتى النهاية، وهو من أفضل
المواقف للهيئات العلمائية، كونه يمثل إحدى ركائز المؤسسات العلمية العريقة في
العالم الإسلامي.
وقد نوهنا به سابقا في
مقالنا في بداية الحرب بعنوان: (غزة ودرجات التغيير)
16- إن العالم الإسلامي ليس
وحده مع غزة؛ بل حتى أحرار العالم من دول غربية عدة، خصوصا بعض الدول الأوروبية
ودولة جنوب أفريقيا.
17- كلما طالت الظلمة والشدة
كلما جاء الفرج أكثر مما هو متوقع وأوسع وأشمل.
18- إن هذا العام مليء
بالمبشرات والانتصارات للمسلمين عامة في بلاد الشام المباركة كسوريا ولبنان وغزة.
19- إن بلاد الشام شيء واحد،
وهمٌّ واحد، وهدف واحد عاشوا الأتراح سويا، وظفروا بالأفراح سويا.
20- إن عند الله ما ليس عند
خلقه من الحسابات والتقديرات.
21- الإثخان في العدو
المحتل، وكسر هيبته ومقالته المزعومة: (الجيش الذي لا يقهر).
22- شجاعة المجاهدين ورباطة
الجأش والإقدام لما يرون عند الله من الجزاء العظيم.
23- لم يستجد المجاهدون أحدا
رغم حاجاتهم المادية وغيرها.
24- وافق الكيان الصهيوني
صاغرا على وقف الحرب بسبب ضغط المقاومة، وهو ما جعل الإدارة الأميركية تضغط على
الصهاينة للقبول بها فورا، وهذا ما تم بالفعل حتى هذه اللحظة.
25- إن ما أخذ بالقوة لا
يسترد إلا بالقوة، والجهاد هو شرف هذه الأمة وبه عزتها وكرامتها ورفعتها بين الأمم
قديما وحديثا، وأن المفاوضات لا تجدي نفعا على طريقة المحتل؛ بل أضعفت قوى الشعب،
وصادرت حقوقه المشروعة.
26 لا أحد يغني عنك شيئا ما
لم تكن أنت صاحب المبادرة أولا وأخيرا
ما حك جلدك مثل ظفرك: فتول
أنت جميع أمرك.
27- النصر والتحرير ليس
بالعدد ولا بالعدة -أعني من حيث الكم- ولكن بالإخلاص والتضحية والإعداد والصبر،
ولنا في سيرته وغزواته -صلى الله عليه وسلم- خير مثال، وكذا الصحابة الكرام بعده
رضي الله عنهم.
28- من أسباب الثبات والنصر
وجود الحاضنة الشعبية كداعم رئيس ولا غنى عنهم.
29- إن الجهاد في غزة اجتمع
فيه كل أنواع الجهاد وبذل النفس والمال والكلمة، ويتمثل في الجانب المالي،
والسياسي، والعسكري، والإعلامي.
30- جهاد غزة وفلسطين عموما
هو البوصلة والمعيار للولاء والبراء في هذه المسألة، والسبب في ذلك أن المعالم
والراية واضحة وضوح الشمس في وسط النهار، فهناك كفر وإسلام ولا شي غيره.
كتبت أهم المحاور على سبيل
الإيجاز، واكتفيت بها لتكون عناوين عريضة لمن أراد التوسع والبسط، واسأل الله أن
ينفع بها.
وصلى الله، وسلم على نبينا
محمد، وعلى صحابته أجمعين.. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
ـــــــــــــ
* د. م. عبدالله بن محمد
عبدالله الخديري: أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة، عضو هيئة علماء اليمن، عضو
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
* ملحوظة: جميع المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين.