(20)
عامًا من العطاء.. رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في حوار شامل مع جريدة
الشرق حول مسيرة الاتحاد، تحديات الحاضر، وآفاق المستقبل..
* عقدان من
العطاء ونصرة قضايا الأمة.
* اتحاد عالمي
يضم 92 دولة ويواجه تحديات الأمة دفاعًا عن الحق والمصالحة والسلام.
* دعمنا حقوق
الشعوب في الحرية والكرامة ودعونا الحكام للعدل والاستقرار.
نسخر علاقاتنا
وخبراتنا في التعليم والصلح لتطوير التعاون وتعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية
وغيرها.
* نضم أعضاء
من مختلف التيارات ونرفض التحزب، ونتصدى لمحاولات التشويه ومنع صوت العلماء.
* قطر تدعم
القضية الفلسطينية وتتبنى قضايا الأمة الإسلامية دون التدخل في شؤوننا الداخلية.
* الاتحاد غير
مصنف إرهابيًا دوليًا ولديه علاقات قوية مع دول العالم ويعمل على مكافحة التطرف.
قبل عقدين من الزمن، وُلِدت
فكرة إنشاء كيان يجمع علماء الأمة الإسلامية تحت مظلة واحدة، بعيدًا عن التفرقة
المذهبية، ليكون مرجعًا جامعًا يُعنى بقضايا الأمة دون إقصاء أو تمييز،، اتحاد
يحمل رسالة السّلم والإصلاح، متوازنًا في علاقاته مع مختلف التيارات، ومعبّرًا عن
مواقف العلماء تجاه الأحداث والمستجدات العالمية.
وفي عام 2004، تحقق هذا الحلم بتأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
برئاسة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي -رحمه الله- ليصبح خلال العشرين عامًا الماضية
فاعلًا في قضايا الأمة ومواكبًا للتحديات التي واجهتها.
اليوم، نحن في ضيافة فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي رئيس الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين، في مقر الاتحاد الجديد والدائم الذي قدّمته دولة قطر،
ويضم الرئاسة والأمانة العامة واللجان، إلى جانب قاعات متعددة المهام، أُطلقت
عليها أسماء مؤسس قطر وعدد من علمائها، تقديرًا لدور قطر في دعم العلماء وقضايا
الأمة.
الدكتور القرة داغي، الذي كان حاضرًا منذ ولادة الفكرة، شغل منصب الأمين
العام للاتحاد خلال رئاسة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله – حتى اختاره
مجلس الأمناء رئيسًا للاتحاد في يناير 2024، خلال اجتماع ضم 651 عالمًا من مختلف
أنحاء العالم.
إليكم نص الحوار مع فضيلته حول مسيرة
الاتحاد ودوره في المرحلة الراهنة.
* دكتور منذ 2004 إلى 2025
كيف تقيمون وتقرأون هذه المسيرة من عمر الاتحاد؟
الجواب: الحقيقة أختصرها بكلمتين، بدأنا بحلم واليوم أصبح
الاتحاد حقيقة موجودة في 92 دولة، ويشمل 64 جمعية علمائية على مستوى العالم ولها
حوالي 17 لجنة في كل مجالات الحياة كالتربية والتعليم والتزكية والاجتهاد والفتوى
والقدس وفلسطين والاقليات وغيرها، وأصبح لها فروع وأماكن معترف بها سواء داخل أوروبا
أو داخل عالمنا العربي والاسلامي، وأصبح الحلم الذي كان يحلم به شيخنا القرضاوي -رحمه
الله- والعلماء السابقون أصبح حقيقة، وبخاصة نحن مررنا ومرت أمتنا خلال السنوات
العشرين بتحديات كبيرة على كافة المستويات، مستويات العقيدة أو الأسرة أو الأمة
الواحدة وتحديات كثيرة، وكان للاتحاد موقفه الثابت القائم على الحق الداعم دائما
للمصالحة والصلح والداعي دائما إلى الجانب الإنساني والرافض مطلقا لأي إيذاء يصيب أي
إنسان، ولذلك قمنا بمحاربة التطرف مثل داعش والقاعدة وغيرهما.
*
لكن هذا التوسع ألا يمثل تشتتاً للاتحاد؟
الجواب: هو بالتأكيد يحتاج إلى جهد وإدارة الأعضاء القريبين
من 100 الف عضو متوزعين في 92 دولة، وإدارتهم ليست سهلة ولذلك لنا كل أسبوع لقاء بالأعضاء
في دولة من الدول ال92 وخلال 6 أشهر نكمل الدورة، ومؤخرا كنا مع إخواننا في الهند
وسريلانكا وبعدها في باكستان وقبلها مع إفريقيا، وما دام هؤلاء العلماء يريدون أن
يخدموا دينهم فأصبحت اللقاءات إدارة ذاتية دون كثير من العناء، لكن انتشار الفكر
في هذه المناطق تفيدهم وهم يفيدوننا بمعلوماتهم وعلومهم وبكتبهم فلم تصل الأمور إلى
مرحلة التشتت، بفضل الله ووصلنا إلى مرحلة التجميع والتركيز والتوجيه، وبخاصة
عندما نجتمع مع العلماء اليوم يقولون لنا أن الله أكرمنا بالاتحاد الذي نرى له
صوتا واضحا في العالم الإسلامي في قضايا الأمة الصغرى والكبرى الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية في وقت أصبحت معظم المؤسسات الدينية ابتعدت عن بيان الرأي
المطلوب حول هذه القضايا، بل بعض المؤسسات انخرطت في الدوائر السياسية المحضة ونحن
لسنا سياسيين ولكن نعطي النصائح لهم ونتقبل نصائحهم.
كرامة الإنسان
*
أشرتم إلى الأحداث الكبرى التي عصفت بالأمة خلال 20 عاما مضت وما تعرضت له الأمة
من عدوان في مناطق مختلفة والثورات التي اندلعت في عدد من الدول العربية وتطلعات
الشعوب كيف تعاملتم مع هذا الزخم من الأحداث؟
الجواب: تعاملنا كان وفق المبادئ الاسلامية التي ليس فيها
انحياز نحو المصالح الشخصية أو القومية كما يقولون او حزبية وانما بالمبادئ العامة
للإسلام، فلما احتلت العراق كان موقفنا واضحا من رفض الاحتلال وضرورة ان تعاد إلى
الشعب العراقي سيادته وحقوقه، ثم لما جاءت الثورات عبرنا بما تمليه المبادئ
الشرعية مع العدل والمساواة ومع الحرية في التعبير وأنا اقرأ اول آية من القرآن،
اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم " أكرم للإنسان"،
فاشترطت علينا ان تكون قراءتنا للقرآن الكريم وللكون في ظلال كرامة الانسان. لأنه
اذا ادت قراءتنا للكون الى اهانة الانسان فلا قيمة للقراءة ولا للتقدم بل انه لا
يمكن ان يتحقق التقدم في ظل الاستبداد والديكتاتورية والعبودية وهذا ما اكده
الامام الرازي في تحليل عدم استجابة بني اسرائيل لسيدنا موسى في محاربة القوم وان
يدخلوا اورشليم حيث رأوا ان فرعون الطاغية سقط وان الله اعطاهم كل هذه المعجزات،
يقول السبب، الى فساد فطرتهم بسبب الاستبداد والديكتاتورية والظلم ادى الى فساد
الفطرة ولذلك ابقاهم الله سبحانه وتعالى في سيناء يتيهون 40 سنة حتى يظهر جيل جديد
حر يمكن ان يعتمد عليه ولذلك نحن نقف مع الشعوب بلا اي مصلحة فلسنا حزبا سياسيا
وانما نحن مع ان تكون الشعوب حرة وان تختار حكامها بنفسها؟
الحرية لا البغي
*
لكن اتهمتم خلال هذه الفترة بانكم كنتم تحرضون الشعوب على الخروج على الأنظمة؟
الجواب: أبداً لم يحدث أبداً ولم نحرض الشعوب ضد أنظمتها
الحاكمة، نحن دائما كنا نستجيب لطلب الشعوب ولما صارت في مصر وغيرها جاءتنا فتاوى
وقلنا نعم إن الشعوب لها حق في أن تطالب بالحرية، وطالبنا بالنسبة لسوريا لم نصدر
باسم الاتحاد أي قرار في البداية بأن يتسلح الشعب ضد النظام وإنما طلبنا من "بشار
الأسد" وأرسلنا له رسائل، خاصة الشيخ يوسف القرضاوي أرسل له رسائل بأن ينزل إلى
ما يطلبه الشعب ولكن لم يسمع وهو الذي دفع الشعب إلى حمل السلاح ولم تكن للشعب إلا
أدوات سوى الشعار العظيم (ما لنا غيرك يا الله) والنظام قتلهم وذبحهم فثارت الشعوب،
ونحن لم نقم في يوم من الأيام بإثارة أي شعب ضد نظامه وهذا ثابت في كل وثائقنا، قد
يكون من بعض الأشخاص الذين ينتمون إلى الاتحاد قد تكون لهم توجهات، لكن كاتحاد نحن
مع الاستقرار والصلح ومع حق الشعوب في أن تكون لهم حريتهم وكرامتهم.
الله هيأ الأسباب
*
طالما أتيتم على ذكر سوريا وبعد 14 عاما من الثورة كيف تنظرون اليوم إلى الشعب
السوري وقد حقق تطلعاته بإزاحة نظام مستبد وتحقيق عدالة اجتماعية والوصول إلى
مبتغى تطلعات الشعب؟
الجواب: الحقيقة ما حدث في سوريا لا يسمى نصرا فقط وإنما هو
فتح من عند الله وما كان ليتحقق لولا مكر الله لهم وتحريك الأدوات الخفية حركها رب
العالمين فكانت النتيجة فتح الشام وهم اعتمدوا على الله ((ما لنا غيرك يا الله)) فالله
هيأ لهم الاسباب، والجانب الاخر نحن نقيّم ما تقوم به الإدارة الجديدة وإلى الآن
هي حكيمة وموفقة ونتمنى لهم مزيداً من التوفيق ونأمل أن تستوعب كل مكونات الشعب
السوري في إطار مجلس وطني وبما يحقق لهم الاستقرار والأمن، ونحن نقيّم التجربة
ونتابعها بالإعجاب والدعاء ولدينا تواصل مباشر مع القيادة الجديدة متمثلة بالأخ أحمد
الشرع.
ونحن مع الشعب
السوري منذ البداية بالبيانات والحملات الإغاثية، وزرت سوريا المحررة مرات وهذا
واجبنا أن نقف مع الشعب وفرحنا بالانتصار العظيم، وأمامهم تحديات يجب أن يلاحظوها،
ونشكر بهذه المناسبة وقوف دولة قطر الصامدة الثابتة، فهي الدولة الوحيدة التي
اعترفت بالثورة ومنحت المعارضة سفارة ولم تتردد في الوقوف معها حتى بعض الدول
المهمة كادت أن تميل إلى شيء من المصالحة ولذلك دولة قطر كان موقفها صامداً وصريحاً
وواضحاً وكذلك موقف تركيا والسعودية والكويت وسلطنة عمان وعدد من الدول العربية
والإسلامية.
(17) لجنة
*
أشرتم إلى التحديات التي تواجه الإدارة الجديدة في سوريا.. ما الذي يمكن أن يقدمه
الاتحاد اليوم لهذه الإدارة الجديدة حتى تتخطى التحديات الإقليمية والداخلية؟
الجواب: نحن نستطيع إن شاء الله في هذه المرحلة أن نقدم
مجموعة من الأشياء الجيدة، أولاً بحكم علاقاتنا الجيدة مع بعض الدول الإسلامية
وغير الإسلامية، وحتى غير الإسلامية يستشيروننا في بعض القضايا فنستطيع أن نسخر
هذه العلاقات لخدمة تطوير العلاقة بين الإدارة الجديدة وبين هذه الدول، وبالدول الإسلامية
تحدثنا مع ماليزيا ووجه رئيس وزرائها بالتعاون والتواصل مع الإدارة الجديدة وكذلك إندونيسيا،
حيث يشغل نائب رئيس مجلس الشورى عضوية إحدى الجمعيات أعضاء الاتحاد ولديه اهتمام
بالعلاقات مع سوريا الجديدة وبعض الدول غير الإسلامية لنا علاقات معها بحكم أننا
قمنا ببعض أمور الصلح بينها وبين بعض المجموعات يمكن أن نسخرها لهم بالإضافة إلى
خبرتنا في قضايا التعليم، فلدينا في الاتحاد 1200 بروفيسور أعضاء الاتحاد في مختلف
المجالات وهم الأعضاء الفاعلون ولدينا 17 لجنة وبينها لجنتان: الأولى لجنة التربية
والتعليم نظمت مؤتمرين عن إصلاح النظام التعليمي في قطر وباكستان ولهما مخرجات من
الاقتراحات من كبار الشخصيات، واللجنة الثانية عملت على قضية التزكية وعقدت مؤتمرا
في إسطنبول ولها مخرجات في4 كتب في هذا المجال، فهذه الأمور والخدمات المتراكمة
يمكن أن نجعلها في خدمة إخواننا بالإضافة إلى فروعنا في بعض الدول لديها خبرات على
استعداد للدعم.
ميثاق مقبول من الجميع
*
هناك منظمات وجمعيات علمائية بعضها يتفق وبعضها يختلف معكم.. ما الذي يجمع بينها
وبين الاتحاد؟
الجواب: من فضل الله علينا أن ميثاق الاتحاد يتحرى الإسلام
الذي يريده الله عز وجل، إسلام جامع وليس إسلاما منتسبا إلى جماعة أو حزب،
والميثاق مقبول لدى الجميع ونحن عندنا إخواننا السلفيون أعضاء وعندنا الصوفيون
المعتدلون بحكم أنهم علماء يشتغلون معنا ولكن خلفيتهم صوفية وعندنا جماعة التبليغ
بكثرة وعندنا الإخوان المسلمون موجودون بكثرة وعندنا الإباضية وعلى رأسهم فضيلة
الشيخ أحمد الخليلي وهو نائب رئيس الاتحاد، فالميثاق ليس فيه أي شيء يشم منه رائحة
تحزب أو الفئوية أو الجهوية ونحن نعيش في عصر صوت العلماء مهم جدا، وهناك من يجيز
الإبراهيمية والبعض يجيز قتل المتظاهرين، فلذلك نحتاج إلى صوت صريح حكيم دون هجوم أو
تعرض للأشخاص أو الهيئات بسوء وإنما بيان الحق نحن مع الحق المجرد.
لسنا اتحادا للإخوان
*
لكن رغم هذا التنوع الذي أشرت إليه أنتم متهمون بأنكم اتحاد إخوان مسلمين وأن هذه
العناصر الموجودة من الأطياف الأخرى ما هي إلا لتجميل صورة الاتحاد؟
الجواب: لو هذا الكلام صحيح فهذه أكبر دعاية للإخوان لأن عدد
الأعضاء قريب من 100 الف عضو في 92 دولة وعدد الجمعيات64 جمعية، وأعضاء إحدى هذه الجمعيات
5 ملايين عضو، إذن لو كانوا من الإخوان لما كان هذا حالهم فهذا لا يمكن أن يكون،
فالاتحاد لجميع علماء المسلمين، وشرط الانضمام إلى الاتحاد هو الالتزام بالميثاق
وهو لا يسمح بالتحزب او الفئوية، ولو كان الاتحاد للإخوان لما ضم هذا التجمع من
السلفية والصوفية والإباضية وغيرهم ولو لمسوا سيطرة الإخوان لما بقوا ولكن بفضل
الله لم يخرج منهم أحد، ولكن هناك من يسعى لتشويه الاتحاد حتى لا يبقى للعلماء صوت.
*
البعض يتحدث لماذا هذا الصداع بالتطرق إلى "التدخل في شؤون دول أخرى من قبل
الاتحاد" ألم يكن الأجدى بكم أن تكونوا اتحادا وعظياً بدلا من أن يكون اتحادا
سياسياً؟
الجواب: هذا كان أسهل بكثير لو اختار الاتحاد توجه الوعظ وإثارة
القصص والمواعظ، ولكن ادخلونا في قوائم الإرهاب وحوربنا محاربة شديدة ومنعنا من الإشراف
على البنوك الإسلامية فإما استقلت أو أُخرجت بسبب أني بالاتحاد ولكن هذا مبدأ
وشعار رفعناه «الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله» وقد رأى
في بداية التأسيس الدكتور العوا حفظه الله مع شيخنا القرضاوي أن يكون الشعار
«لتبيننه للناس ولا تكتمونه» فقلت أن هذا مخاطب به أهل الكتاب وقلت أقترح هذه الآية
«الذين يبلغون رسالات الله»، فلذلك هذا الصداع بسبب أننا نبين الحق وبصراحة من قبل
التأسيس مع شيخنا القرضاوي وإلى اليوم والله نحن لا نتدخل في شؤون أي دولة وإنما
نبين ونطلب إذا كانت هناك دولة تسجن العلماء نطلب منهم ونرجو منهم أن يطلقوا
سراحهم وإذا كان هناك قتل واستبداد وديكتاتورية ننصحهم أن هذا لا ينفع وأن هذا
سيؤدي إلى الدمار وأن عاقبة الظلم الهلاك وننصح وفق منهاج القرآن الكريم فقط ولا
نزيد عن دائرة الوعظ الشامل، كما قال لنا البعض أننا انتقلنا من وعظ الغلابة إلى
وعظ القادة يعني في قضية التهجير للفلسطينيين من أهل غزة الصامدين الأبطال قلنا
انه لا يجوز وهو مخالف للشريعة وللقوانين ويجب أن يكون لنا موقف شرعي من قضايا الأمة
وعلى الدول الإسلامية أن تدعم مصر والأردن والآراء والبيانات لا يصدرها أفراد وإنما
لدينا لجنة سياسية ومستشارون سياسيون وبعضهم كانوا وزراء خارجية ونواب رؤساء
جمهوريات ونستشيرهم في القضايا السياسية.
قوائم الإرهاب
*
دكتور، علاقاتكم مع العديد من الأنظمة في أحسن الأحوال متوترة إن لم تكن مقطوعة وأنتم
على قوائم الإهاب كاتحاد في عدد من الدول العربية والإسلامية.. كيف يمكن التواصل
مع هذه الجهات لتكوين صورة أو لتحسين علاقة أو لرفع اسم الاتحاد من قوائم الإرهاب؟
الجواب: أولاً من خلال مصادر موثوق بها أننا لسنا على قائمة
الإرهاب حسب تصنيف الأمم المتحدة، وأنا كشخص أحد المساعدين في تشكيل الجانب
التنموي الإسلامي على أساس الزكاة والوقف وعلاقاتنا بالأمم المتحدة جيدة وغوتيريش
زارنا وزار الشيخ القرضاوي، فنحن كاتحاد لسنا مصنفين في قوائم الإرهاب التابعة للأمم
المتحدة، عدد أقل من أصابع اليد في الدول العربية هم من يصنفوننا كما يريدون ولنا
علاقات جيدة مع العديد من دول العالم، وبالمناسبة رئيس اوزبكستان طلب من دولة قطر أن
تطلب من الاتحاد ضم رئيس الشؤون الدينية إلى الاتحاد وطلبنا الأوراق وأصبح عضواً
في الاتحاد، ولما قبلناه أعلن رئيس جمهورية أوزبكستان في التلفزيون خبر الانضمام،
وعلاقاتنا مع روسيا جيدة وقمنا بالإصلاح بين حكومة داغستان وبين المجاهدين والحمدلله،
وعندما فتحنا جامع موسكو قال رئيس داغستان أمام بوتين و24 رئيسا، قال: هذا الرجل
والاتحاد قام بعقد صلح بيننا وبين الذين يحاربوننا فعلاقاتنا جيدة مع العالم، وحتى
الاتحاد الأوروبي فيه نوع من التواصل عبر إحدى الدول الخليجية لعلاج التطرف والإرهاب
لأن الاتحاد له جهود في هذا المجال فنحن نرى الإرهاب خطرا على الأمة، فهو غلو في
الدين ونسعى لفتح قنوات مع كل الدول خاصة من يضع الاتحاد في دائرة الإرهاب لأن هذا
ظلم وليس من طريقتنا الإسلامية أن نسب أو نشتم ولا نفعل سوى النصح.
الدوحة وإسطنبول
*
الاتحاد منذ انشائه اعتمد على دولتين أساسيتين هما قطر وتركيا فإذا تحدثنا عن
الدوحة وإسطنبول كجناحين للاتحاد ماذا قدمتا له منذ بدء المسيرة وحتى اليوم؟
الجواب: دعني أبدأ بقطر بدون مجاملة فقد قدمت الكثير في حدود
الجوانب القانونية المتاحة وأتذكر عام 2010 بعدما صرت الأمين العام للاتحاد زرنا
صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني -حفظه الله- وكنا مسجلين في إيرلندا
فطلبنا من سموه أن يسمح لنا قانونا بفتح فرع في الدوحة فقال لماذا الفرع؟ قلنا نحن
نحتاجه لبعض الأمور بحكم أن الرئيس والأمين العام هنا في الدوحة وهذا يتطلب وجود
حساب وجهة رسمية، فقال: ولماذا لا يكون الأصل بدل الفرع؟ قلت له أن اعضاءنا بعشرات
الالاف ومجلس الأمناء 51 عضوا وأغلبهم غير قطريين، فقال: نضع لكم استثناء، فأصدر مرسوما
بالموافقة على مؤسسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مثل القرار الذي صدرت به
قناة الجزيرة فنحن لا ننسى هذا الفضل للأمير الوالد -حفظه الله-، ثم لما أردنا أن
نزور الرؤساء في الدورة الأولى رتبت لنا قطر طائرة خاصة زرنا الملك عبد الله بن
عبد العزيز -رحمه الله- والملك عبد الله الثاني ثم زرنا عددا من القادة حول غزة،
والآن هذا المكان أيضا بمكرمة أميرية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل
ثاني أمير البلاد المفدى جزاه الله خيرا، فنحن ما كنا نطلب هذا ولكن من كرمه وفضله
وهذا ليس غريبا وهو جزء من إحياء سيرة المؤسس الشيخ جاسم -طيب الله ثراه- الذي كان
عالما وداعية يهتم بالعلماء بشكل كبير وبكتب العلماء، وأنا شخصيا اطلعت على أول
كتب الحنابلة طبعة قطر التي كان يطبعها في لبنان وتأتي لنا في العراق فهذا إحياء
لهذه الفكرة ومع ذلك نحن نعتمد في دعمنا المالي على أعضائنا وعلى التبرعات التي
يسمح بها نظامنا الأساسي والقانوني المعتمد في الغرب وهنا، وعندنا في تركيا فرع
جيد يتكون من خمسة طوابق فيه كل الخدمات وهو ليس من الدولة وإنما من أحد المحسنين اوقفه
لنا بنفقات تشغيله بمبلغ يتجاوز شهريا 200 ألف دولار، وهناك فروع في: ماليزيا وإندونيسيا
ودول أخرى تساعدنا، واكبر داعم لنا قطر وتركيا.
أجندة قطر والاتحاد
*
أنتم متهمون بأنكم اتحاد قطري تنفذون توجهات وسياسات قطر أو أجندة قطر فما هو ردكم
على هذه التهم؟
الجواب: ردي
على ذلك ردان: الأول أن قطر تتبنى قضايا الأمة الاسلامية بأكبر ما تستطيع ومن هنا
تلتقي أجندتنا مع الأجندة القطرية، وخير مثال: القضية الفلسطينية، نحن نقف
معها بكل قوتنا وقطر أيضا فهنا التقت الإرادتان دون أن تكون أحداهما تابعة للأخرى،
وثانياً هناك بعض القضايا تقتضيها السياسة القطرية ليست لنا علاقة بها فنحن لا
نتدخل في سياستها الداخلية ولا قطر تتدخل في عملنا وعندما عقدنا جمعيتنا العمومية
لم تفرض أي قرار أو شعار أو علم وحتى طلبنا منهم كلمة باسم قطر قالوا ولا كلمة.
*
ألا تملي عليكم قطر اي قرارات؟
الجواب: أنا سمعت من الشيخ يوسف القرضاوي -رحمه الله-، قال أنا
موجود (62 سنة) في قطر والله لم يطلب مني ولا يوم من الأيام أن أغير كلمة، أو
تصريحاً أو بياناً خطيباً أو استاذا في الجامعة أو مسؤولاً في الاتحاد والذي نفسي
بيده إلى يومنا هذا ما طلب منا أن نصدر بياناً أو نغير شيئا، فهذه قطر التي وفقها
الله لتصلح بين الجميع لأنها صادقة مع نفسها ومع الله.
*
إذا تحدثنا عن تهجير الفلسطينيين، فالرئيس ترامب يمنع الهجرة إلى بلاده لكنه
يطلبها من فلسطين لتهجير الفلسطينيين من بلادهم كيف ترون هذا التصرف؟
الجواب: هذه ازدواجية المعايير وتأثير الصهاينة وما تعرضت له
غزة من جرائم وإبادة اهتز لها ضمير العالم إن كان له ضمير، لم يهتز قلب ترامب فهذا
تأثير الصهاينة واللوبي الصهيوني، ولكن أنا أبشركم أن هذا اللوبي لن يستمر كثيرا
لأنه يعتمد على الجماهير، واليوم بسبب ما تم فعله من قبل الصهاينة من الإجرام والاجتثاث
اسودت وجوه المحتلين أمام العالم لأول مرة تجرى مظاهرات تؤازر الفلسطينيين في أوربا
وأمريكا والعالم كله حتى من اليهود وداخل الكونجرس وفي الجامعات وهذا بداية
النهاية للمشروع الصهيوني والقضاء على المفسدة الثانية، فالله سبحانه وتعالى بيّن:
[...فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ...] فهذا أول شرط من
شروط القضاء على المفسدة الثانية أن تستاء وجوه الصهاينة المحتلين، ولا أقول
اليهود فالقرآن يقول: [لَيْسُوا سَوَاءً ۗ ..] ورأينا يهودا منصفين، وقد حقق طوفان
الأقصى سوأة وجوههم فالتأييد للشعب الفلسطيني حول العالم أكثر من تأييد إسرائيل
حتى حماس بلغ تأييدهم 21 % في أمريكا.
نهضة الامة
*
هذه الادعاءات التوراتية التي يستند اليها اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وهو
الذي يخيف الادارات الامريكية لماذا لا يكون هناك رد اسلامي يكشف زيف الصهيونية
الانجيلية وان تدمير فلسطين وقيام حرب دموية يعتبرونه شرطا لعودة المسيح؟ فأين
الرواية الإسلامية؟
الجواب: صحيح نحن نحتاج إلى نهضة الأمة، فالأمة العاجزة لن
تستطيع أن تفعل الكثير وحتى المظاهرات وجدناها داخل العالم الأوربي الحر أكثر
بكثير من الدول العربية والإسلامية، فالشرط الأساسي للنهضة هي كرامة الإنسان فنحن
حين نقف مع الشعوب نريدها أن تنهض، والأمة لا تنهض إلا في ظلال الحرية، والعبد لا
يحرر، وحتى عنترة قال" (له كر وأنت حر)، لكن حين تكون الأمة بهذا الشكل الذي
نراه نجدهم يطمعون في ثرواتنا وإرادتنا.
بغاة في السودان
*
ونحن نتحدث عن كرامة الانسان اين الاتحاد من الحرب في السودان؟
الجواب: نحن وقفنا مع السودان من أول يوم وكان هناك شيء من
التردد من العلماء خاصة لما فعله -البرهان في بعض الأمور لكن لما اجتمعنا مع
المستشارين قالوا إنها قضية دولة وقضية تمرد-، فأصدرنا فتوى بأن "الدعم
السريع" بغاة متمردون وأن الدولة مع الحق، وإحدى الدول الإسلامية جلسنا
مع وزير خارجيتها بحضور نواب الأمين العام (وتكلمنا معهم في دعم السودان فقالوا
بداية هناك جنرالان يحارب أحدهما الآخر، فأخبرناه بأن موقف الاتحاد ليس كذلك،
فوزير خارجية الدولة تلك غيروا رأيهم)، وإحدى الدول العربية طلبت مسيرات وبأي مبلغ
فقلنا أنتم تشاركون في قتل الناس الأبرياء وتم رفض الطلب وقررت تلك الدولة أن تدعم
السودان عسكرياً وإغاثياً، فنحن لنا دور شرعي بالإضافة إلى تشجيع الدول لدعم
الحكومة ورفض هذا التمرد الباغي الذي آذى السودانيين كما آذى الصهاينة أهل غزة.
وساطات وإصلاح
*
على ذكر هذه الجهود.. هل لديكم أدوار توافقية بين الدول والجماعات؟
الجواب: نحن لدينا جهود لا تنقطع وخاصة داخل العالم العربي، ولكن
أقول: إن العالم العربي -مع الأسف الشديد- باستثناء دولة أو دولتين لا يولون عناية
بالعلماء، وبعض الدول ألغت هيئات العلماء، وآخرون يريدون جماعتهم.
ولكن خارج
العالم العربي لنا دور في العديد من الدول، وفي قيرغيزيا 2010 حدثت مشكلة كبيرة
بين القرغيز والأوزبك وقتل فيها عدد من الناس وأحْرِقَت نحو 3 آلاف بيت فطلبت
رئيسة الجمهورية من الاتحاد -في ذلك الوقت- التدخل، فشكلت وفدا من عشرة علماء من
الأزهر والسعودية وقطر وذهبنا لمقابلة الرئيسة والتقينا بالأطراف المختلفة وبقينا
أسبوعا جمعنا 1500 شخصية من الطرفين في ملعب وتكلمنا حتى بكوا وتصالحوا، ومن ذلك
اليوم لم تحدث في قرغيزيا مشكلة، وكذلك في مالي قبل أن تحتله فرنسا يوم كان الشيخ
بن بيه نائبا للرئيس فرتبنا وأردنا أن نصل لتوافق بين الحكومة والمعارضة ولكن
تدخلت فرنسا، وما زالت لدينا جهود في بعض الدول، ولنا جهود في ليبيا ونسعى للصلح
فهو وظيفتنا إن سمحوا لنا.
إستراتيجية للتنمية
*
هل يعني ذلك أن الدول العربية مستغنية عن جهود العلماء؟
الجواب: الحقيقة هي قضية الفكر، فلما كان الدكتور مرسي موجودا
وكشخص اقتصادي قدمت لهم مشروع إستراتيجية التنمية من مجلدين فشكل لجنة لمناقشتها
وتم إقرارها وأتبعتها بفكرة تنموية تقوم على 6 مؤسسات وكلمت مصرفيين وأبدوا
استعدادهم للدخول في المشروع ورتبناها بشكل كبير وبعض المؤسسات وعدتنا بـــ500
مليون دولار لتنفيذ المشروع في مصر لمدة خمس سنوات، ولكن للأسف الشديد حدث ما حدث.
ورتبنا مع تونس
وجلست مع محافظ المركزي الشاذلي عياض وهو متخصص وأستاذ ولما شرحت له وافق على
المشروع بحضور الشيخ الغنوشي، ولكن القضايا السياسية حالت دون التنفيذ وإحدى الدول
وعدتنا لو تم التنفيذ للمشروع في جنوب تونس بالمناطق المهمشة أن تموله بــــ200
مليون دولار لكنهم رفضوا حين تغير الجبالي ووقعت المشكلات السياسية.
وفي ليبيا لنا
محاولات، والأمين العام للاتحاد الشيخ علي الصلابي يقوم بجهود للإصلاح بين الأطراف
كلها، فنحن لنا جهود تنموية للنهوض بالعالم العربي، ولكن يجهضها السياسيون.
السياسة والتعليم
*
في ظل هذه الأحداث برأيكم ما هي الأولويات في هذه المرحلة؟
الجواب:
الأولويات
هي إصلاح النظام السياسي، ولا أقصد انقلابات وإنما نبدأ بنوع من الوحدة
الكونفيدرالية أو التعاونية، فلا يمكن أن نعيش عولمة العالم ونحن في تمزق، فإصلاح
النظام السياسي كليا أو جزئيا مع إصلاح التعليم الأساسي الذي يهيئ الأجواء
السياسية بالإضافة إلى إصلاح النظام الديني فهذه هي العمود الفقري لأي تقدم،
السياسة والتعليم والدين الذي يريده الله وهذا يحتاج إلى تصحيح للتشوه الذي أصاب
ثقافتنا الإسلامية بحيث أصبح أقرب ما نكون للرهبانيين من الربانيين، فالغرب لما
فكر الرواد الأوائل وصلوا إلى هذه النتيجة وهي؛ أنه لابد من إصلاح النظام السياسي
والتعليمي والديني لأن المسيحية كانت تعرقل التقدم وتقف ضد العلم، لكن بالنسبة
للإسلام ليست لدينا مشكلة ونحتاج إلى إصلاح النظام الاجتهادي الفكري وكيف نعيد
الفكر لهذه الأمة ونعيد التوازن الحقيقي بين العقل والوحي وبين الدنيا والآخرة.
*
كنتم رافدين للاقتصاد الإسلامي -أنت والدكتور القرضاوي رحمه الله- فهل أخذتكم
السياسة من الاقتصاد الإسلامي رغم أن الاتحاد الأوروبي قام بالاقتصاد أولاً!؟ ألا
يوجد في مشاريعكم المستقبلية خطة نهوض بالاقتصاد؟
الجواب: حقيقة لم تشغلني السياسة، وإنما شغلنا الاتحاد
بأعماله، ولكن الآن ازداد مأسسة من خلال الأمانة العامة ومجلس الرئاسة والإدارة
وأصبح أكثر مؤسسية، وأستطيع أن أقول إن وقتي الآن أبذله في
سبيل الجانب الاقتصادي، وقدمت مشروعا متكاملا حول "الاقتصاد الإسلامي"
علماً ونظاماً وسياسات وتحليلات وبرامج ومشاريع وطبعتها في 14 مجلدا -طبعته وزارة
الأوقاف القطرية-، وعندما عقدت القمة الاقتصادية في الكويت سنة 2009 قدمت مشروعين:
الأول مختصر كمواد علمية تعرض في ورش عمل لتقديمه للاقتصاديين والاجتماعيين
والمشروع، والثاني طلبت فيه تخصيص 200 مليار دولار لشراء التقنيات العالمية سواء
في مجال الإلكترونيات أو الصناعات وتنقل إلى الدول العربية لنقل وتطوير
التكنولوجيا إلى العالم العربي ولكن قالوا لنا إن القمة عربية وليست إسلامية
فمكانها القمة الإسلامية !!.
الاتحاد أجاد وأخفق
*
في ختام هذا اللقاء بكل صراحة خلال العشرين عاما الماضية أين أجاد الاتحاد وأين
أخفق؟
الجواب: جميل وسؤال مهم، حقيقة أجاد الاتحاد في وقفته مع الحق
وقضايا الأمة ولم يفرط فيها ولم يخش في ذلك لومة لائم رغم ما تلقيناه من المخاطر، وأنا
شخصيا جاءني تهديد من المنظمات الصهيوينة بالاغتيال بسبب المقترحات التي تلقيناها
حول غزة ونشرته الجزيرة، ولكن فوضنا الأمر إلى الله. فواجب الاتحاد أن نقف مع
الحق أينما كان خاصة: القضية الفلسطينية في غزة، وسوريا، والجانب الإيجابي
أيضا الصلح الذي قمنا به في المناطق المختلفة من العالم الإسلامي. الجوانب التي
ربما في نظري كنت أود ألا ندخل في بعض الأمور السياسية التي قد تخرج عن دائرة بيان
الحق في بعض الأحيان ربما أخذتنا الحماسة إلى أننا نضيف إلى بيان الحق بعض المواقف
السياسية وهذا تداركناه الآن وقلنا لا ينبغي أن نكرر أي شيء فيه شيء من التدخل
بشكل واضح وإنما بيان الحق فقط، وكثير من الناس طلبوا منا مواقف ولكن توقفنا عندها
فبعض الدول لديها أقليات ونحن لنا تواصل مع الدولة حول هذه الأقليات والجانب
الشعبوي يطلبون منا أن نصدر بيانا بإدانة هذه الدولة وسابقا كنا نصدر والآن لا،
قبل أن ندين نرسل رسالة إلى الدولة طلبا للصلح، وعلى سبيل المثال: إحدى الدول منعت
الحجاب فأرسلت له رسالة خاصة وقلت له إذا لم تتراجع فأنا مضطر إلى أن أعلن، وجزاهم
الله خيرا وصلت الرسالة وأرسل الرئيس سفيره إلينا. فنحن ننصح للمصلحة العليا للأمة
لتكون الدولة مع الشعب ونريد أن نعالج قضايا العناية بالعلم والعلماء، وطبعنا عدة
كتب وعالجنا المصطلحات الأساسية التي ضل فيها الشباب مثل: الحاكمية والولاء
والبراء والجهاد، فلو كنا بدأنا بها سنة 2004 لكنا تطورنا، ولكن انشغلنا في
البداية بالجوانب السياسية والآن ننشغل ببيان الحق في السياسة ومع الاهتمام
بالجانب العلمي، ونحن الآن بصدد دبلومات وبصدد جامعة إلكترونية إسلامية ودورات
نعقدها في مختلف التخصصات وتكون لدينا دبلومات عامة وخاصة والدراسة أونلاين، ولكن
عندنا مقر في تركيا يفد إليه العلماء من مختلف الأقطار.
كونوا مع الشعوب
*
ما هي رسالتكم للحكومات والأنظمة في العالم الإسلامي؟
الجواب: رسالتي للأنظمة والحكام أن يكونوا مع شعوبهم فرسول
الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (خير الأمراء من تحبونهم ويحبونكم وتصلونهم
ويصلونكم)، وهذا لا يتحقق إلا من خلال القبول والرضا بين الطرفين والتشاور والشورى،
والشعوب طيبة وليست ضد الحكام، وعلى الحكام أن يسعوا جاهدين لخدمة شعوبهم فهم
مسؤولون عنهم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
(المصدر: جريدة
الشرق 02/02/2025م).