كيف تحوّل شهر شعبان إلى انطلاقة
روحانية لرمضان؟ حوار مع د. مسعود صبري..
الدكتور مسعود صبري:-
* شهر شعبان تدريب للطاعات استعدادًا
لرمضان وتحقيق الإحسان.
* النصف من شهر شعبان ليس له فضل ثابت،
والأحاديث الواردة ضعيفة.
* نزول القرآن في رمضان يعكس عظمة
الشهر وما يحمله من سكينة ورحمة وطاعات جماعية.
* أفضل السبل لتلاوة القرآن هي تخصيص
وقت ومكان مناسبين، وقراءته بتجويد وفهم.
* في شهر رمضان، اجتهد في الطاعات،
ابتعد عن المعاصي، وأخلص في نيتك.
أجرى المكتب الإعلامي للاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين، اليوم الخميس 6 فبراير 2025، حوارًا إعلاميًا حول فضائل شهري شعبان
ورمضان مع الدكتور مسعود صبري، أستاذ مشارك في الفقه والأصول وعضو الاتحاد.
شهر
شعبان
سؤال: ما الحكمة من تفضيل شعبان
بالصيام والاستغفار، وكيف يستفيد المسلم منه روحياً؟
الجواب: الحكمة من تفضيل شعبان بالصيام
والعمل الصالح أنه أقرب الشهور إلى شهر رمضان، ولما كان رمضان هو شهر الطاعات
والقربات كان المسلم بحاجة إلى التدرب والتعود على الطاعة.
وأقرب زمن له شهر شعبان، لأن المرء لا يمكن أن يتحول
من حال إلى حال أخرى فجأة، بل عليه أن يتعود وأن يدرب نفسه على الطاعات والقربات،
حتى إذا دخل رمضان كان متعودًا على تلك الطاعات، فلا يجد صعوبة فيها، بل ينتقل من
مجرد الطاعة إلى روح الطاعة وجوهرها، فينتقل من درجة الإسلام والإيمان إلى درجة
الإتقان والإحسان.
سؤال: ما الموقف الشرعي من فضل ليلة
النصف من شعبان بين المثبتين والمشككين؟
الجواب: يدخل فضل النصف من شعبان ضمن فضل
شهر شعبان باعتباره يوماً من أيامه، لكن لم يصح بخصوص فضله شيء، وأفضل ما ورد فيه
الحديث الذي يذكر أن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب، وهو وارد في
سنن ابن ماجه وغيره، وقد ضعفه البخاري من وجهين. وإن كان ورد في صحيح ابن حبان
والطبراني حديث: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع
خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"، ولكن لم يصح أيضًا. وقد أنكر كثير من أهل العلم ما
ورد في فضل الصلاة فيها، ولم يصح فيها شيء.
شهر رمضان
سؤال: كيف يستعد المسلم لرمضان، وينظم
وقته خلاله لتحقيق التوازن بين العبادة والواجبات الدنيوية ليكون من السابقين
بالخيرات وينال القرب من الله؟
الجواب: الاستعداد لشهر رمضان يكون بتعويد
النفس كثرة الطاعات في شهر شعبان ابتداء، وأن يضع المسلم لنفسه خطة ميسورة يستطيع
فعلها، وأن تتنوع بين القرآن الكريم، تلاوة ومدارسة وحفظًا، وبين الصلاة فرضًا
ونفلاً وقيامًا، وبين العمل التطوعي والخيري من الإنفاق ومساعدة المحتاجين والتطوع
في أعمال البر، وصلة الرحم، وعيادة المريض وزيارة الأصدقاء، وحضور دروس العلم.. ويفضل
أن تكون بطريقة تحقيق الأهداف، لا بطريقة جدول الأوقات، فيضع لنفسه مقدارًا معينًا
من كل عمل صالح، ثم يحدد مقدار الوقت اللازم له، ثم يسكن ذلك الوقت في أي الساعات،
وأن يهتم بجوهر الأعمال أكثر من مظهرها، وأن يعتني بروح الأعمال ومقاصدها.
سؤال: كيف يربط المسلم بين عظمة القرآن
ونزوله في رمضان، وما هي أفضل السبل لتلاوته وتدبره بخشوع، واستحضار لعظمته، مع
الحرص على ختمه؟
الجواب: نزول القرآن في رمضان عظمة في حد
ذاته، وتستشعر تلك العظمة بأجواء شهر رمضان، وما تحفه من سكينة، وما تتنزل فيه من
رحمات وبركات، وما يحصل فيه من الطاعات الجماعية.
وأفضل السبل لتلاوة القرآن وتدبره واستحضار عظمته مع
ختمه بما يلي:
1. أن يخصص المسلم مقدارًا معينًا للتلاوة والتدبر.
2. أن يعين مكانًا خاصًا بالتلاوة بعيدًا عن المشاغل
والصوارف.
3. أن يقرأ القرآن بأحكام التجويد والتلاوة.
4. أن يقرأ القرآن قراءة تصويرية، يتمثل كل معانيه،
ويعايش تلك المعاني.
5. أن يرفع صوته قليلاً عند التلاوة، حتى لا يسهو
أثناء القراءة.
6. أن يكون معه كتاب تفسير مختصر، حتى يقف على ما
يشكل عليه من معان.
وإذا أراد ختم قراءة القرآن أكثر من مرة، فعليه بما
يلي:
1- أن يقرأ حزبا أو
أكثر أو أقل عقب الصلوات أو قبلها.
2- أن يخصص وقتًا
آخر غير أوقات الصلاة للقراءة.
3- أن يتهجد
بالقراءة، ويمكن الأخذ برأي من قال بجواز القراءة من المصحف في صلاة القيام
والتهجد.
سؤال: فضيلة الشيخ، رمضان فرصة لتزكية
النفس والابتعاد عن المعاصي. ما هي أبرز الأمور التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم في
هذا الشهر لتعزيز تقواه وطهارته الروحية؟
الجواب: مما يعين المسلم على تزكية نفسه في
رمضان ما يلي:
1. الابتعاد عن
أماكن اللهو والمعصية.
2. التزام الجماعة
وعدم الوحدة.
3. أن يختار له
صحبة صالحة تعينه على طاعة الله.
4. أن يحافظ على
السنن والنوافل، فضلاً عن الفرائض.
5. أن يبتعد عن
توافه الأمور، كمشاهدة التلفاز إلا لضرورة، وأن يقلل من استعمال وسائل التواصل
الاجتماعي.
6. أن يقرأ في سير
الأنبياء والصحابة والصالحين، وأن يأخذ منهم القدوة في السير إلى الله تعالى.
7. أن يكثر من ذكر
الله تعالى.
8. أن يهتم بروح
الأعمال كالخشوع في الصلاة، فيطيل الصلاة والقراءة والركوع والسجود، وأن يحافظ على
أذكار الصباح والمساء وأذكار الحال، وأن يجاهد نفسه في الإخلاص لله في كل الأعمال،
وأن يستحضر لكل عمل نية أو أكثر.
9. أن يذكر نفسه
بما أعده الله تعالى للصالحين من نعيم الجنة التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن
سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
10. أن يحب نفسه،
فإن من أحب نفسه؛ سعى للحفاظ عليها.
11. أن يكون له
بديل حلال عن كل فعل حرام، وأن يسوس نفسه بما يصلحها، وأن يكافئها على عمل
الصالحات، وأن يعاقبها على عمل السيئات.
12. أن يكثر التذلل
والتضرع والدعاء لله أن يحفظ عليه دينه.
(المصدر: المكتب الإعلامي)