حماية
شباب الأمة من التغريب والفتن: رؤية شرعية وتوجيهات عملية (فيديو)
استضافت إحدى حلقات برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"،
عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أستاذ الشريعة والقانون
في جامعة وهران بالجزائر، الدكتور بلخير طاهري الإدريسي، حيث ناقش كيفية
حماية الشباب من التغريب والفتن والتحديات التي تواجههم في عالم مليء بالإلهاء
ومخططات طمس الهوية.
واستهل الدكتور بلخير حديثه باقتباس قول الشيخ الراحل محمد الغزالي:
"إن الله -عز وجل- ربى محمدا ليربي به العرب، وربى العرب بمحمد ليربي بهم
الأمم".
وأكد أن أعمار الصحابة الذين كانوا حول النبي -صلى الله عليه وسلم- تتراوح
بين 15 و25 سنة، وقد كان لهم دور كبير في نشر الدعوة. وأضاف أن النبي صلى الله
عليه وسلم خص الشباب بعناية كبيرة وسعى لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات.
وذكر الدكتور الإدريسي مثالًا حيًا على ذلك جعفر بن أبي طالب الذي بعثه
النبي إلى الحبشة وهو في ريعان شبابه، حيث لم يتجاوز عمره 20 إلى 23 عامًا.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم تمكن من صناعة هؤلاء الشباب العظماء من
خلال أربع مرتكزات أساسية: تصحيح العقيدة، تزويدهم بتقوى العبادة، تعليمهم الصبر
والمثابرة، وأخيرًا فتح العقول والقلوب قبل فتح الأراضي.
أما فيما يتعلق بتحديات الشباب اليوم، فقد عبر الدكتور الإدريسي عن أسفه
لما وصل إليه الشباب مقارنة بأسلافهم، مؤكدًا أن التحدي الأول الذي يواجهونه هو
الفراغ الذي يعانون منه.
وأشار إلى الحديث الشريف: "لا تزول قدما ابن آدم حتى يُسأل عن أربع:
عن شبابه فيما أفناه، وعن عمره فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين
اكتسبه وأين أنفقه".
كما تحدث عن التحديات الداخلية الأخرى مثل ضياع البوصلة وعدم تحديد الهدف،
مشيرًا إلى أن فقدان التوازن قد يدفع الشباب إلى إنهاء حياتهم أو العيش في عزلة
كاملة عن المجتمع.
وفيما يخص التحديات الخارجية، أشار الدكتور الإدريسي إلى ظاهرة الإلحاد
الجديد و"اللادينية"، التي تشكك في المسلمات الدينية والشرعية، كما تحدث
عن سلب الشخصية من خلال انخراط الشباب في اتجاهات غير بناءة ضد مجتمعاتهم.
وفي هذا السياق، شدد على أهمية أن يعمل الشباب في دول المهجر على الانخراط
الفاعل في المجتمع من خلال الجمعيات والأحزاب ليكونوا عناصر مؤثرة في التغيير.
(المصدر: الجزيرة)