بيان الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين بشأن العدوان الصهيوني على دمشق وحماة ولبنان
الحمد لله القائل: {وما لكم
لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان} [النساء: 75]، والصلاة
والسلام على نبي الرحمة القائل: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، وبعد:
فإن الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين يُدين بأشد عبارات الشجب والاستنكار العدوانَ الصهيوني المتكرر على الأراضي
العربية الإسلامية، وآخرها على دمشق وحماة ولبنان.
هذا العدوان الذي يتجاوز كل
القيم والمواثيق الدولية، ويكشف عن وجه المحتل الغاشم الذي لا يرى في الأمة الإسلامية
إلا هدفاً لتمزيق وحدتها وانتهاك سيادتها.
وإننا في الاتحاد، إذ نُتابع
بقلق بالغ ما يجري من جرائم مستمرة في غزة الجريحة، وسوريا ولبنان واليمن نؤكد أن العدوان الصهيوني لا يقف عند حدود غزة،
بل يهدف إلى توسيع رقعة الاستيطان والهيمنة في إطار مشروع "إسرائيل الكبرى"،
وهذا ما تؤكده السياسات الأمريكية المنحازة، لا سيما في فترة الرئيس دونالد ترامب، الذي وقف صراحة إلى جانب حكومة الاحتلال
ورئيسها نتن ياهو في مشاريعه الاحتلالية.
وعليه، وبحكم مسؤوليتنا الشرعية
والعلمائية والدعوية، نتوجه إلى الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية بنداء الحق والواجب، أن ينهضوا لوقف هذه الإبادة الجماعية التي تُرتكب
في غزة، ولصدّ العدوان على العواصم العربية والإسلامية.
ونحذّر الأمة كلها، شعوباً
وحكومات، بأن العدوان لن يتوقف عند حدود بلد دون آخر، وإنما ستمتد ناره إلى الجميع،
إن لم يُوقف الآن. وإن الطغيان الصهيوني بلغ من الوقاحة ما لا يجوز السكوت عنه شرعاً
ولا قانوناً، ولا طبعا، ولا شهامة .
فالحل هو وحدة الأمة العربية
والإسلامية على التصدي لهذا العدوان والله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ
ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً
فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا
نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) }الصف: 10-13{ ويقول تعالى :) وَمَا لَكُمْ لَا
تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ
الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ
نَصِيرًا( }النساء: 75{، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) }محمد: 7{.
إننا نطالب بموقف موحّد وقويّ
يشمل:
1- التهديد باستخدام القوة العسكرية الرادعة.
2- المقاطعة الاقتصادية والسياسية الشاملة.
3- وقف تصدير البترول والغاز إلى الدول الداعمة
للعدوان.
4- تفعيل أدوات الضغط الدبلوماسي والقانوني في
المحافل الدولية.
ونذكّركم بقول الرجل الصالح
كما في القرآن الكريم: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ
أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) }غافر: 44{.
والله غالب على أمره ولكن أكثر
الناس لا يعلمون.
الدوحة: 3 شوال 1446ه- 1
إبريل 2025م
الأمين العام الرئيس
د. علي محمد الصلابي أ.د.
علي محيي الدين القره داغي