الأنبار تستعيد وهجها القرآني: أكثر من 9000 مشارك في ختام
"أجيال القرآن" وتتويج 116 فائزًا بعمرة مجانية
حين ينهض
النور من بين الركام، تشعّ الأنبار مجددًا بأنوار الإيمان والعلم.
فقد شهدت
محافظة الأنبار- غرب العراق، حدثًا قرآنيًا استثنائيًا تمثّل في ختام
فعاليات مسابقة "أجيال القرآن" – الموسم الثالث، والتي خُصصت هذا
العام لحفظ سورة الحجرات، بمشاركة أكثر من 9000 متسابق ومتسابقة من مختلف
مدن المحافظة، في مشهد أعاد رسم صورة الأنبار كمنارة للعلم والقرآن.
أُقيم
الحفل الختامي مساء السبت 19 أبريل 2025، على أرض ملعب مدينة الرمادي، وسط حضور
جماهيري واسع وتفاعل مجتمعي كبير.
وقد
تُوّجت هذه المناسبة المباركة بالإعلان عن منح 116 عمرة مجانية للفائزين في
المسابقة، في لحظة مؤثرة سالت فيها دموع الفرح، وارتفعت سجدات الشكر لله وامتنانًا
للقائمين على هذا المشروع القرآني المميز.
القرآن يجمع.. والأنبار تضيء
وتُعد
هذه المسابقة من أكبر المسابقات القرآنية في العراق، وتهدف إلى ترسيخ القيم
الأخلاقية والتربوية لدى الناشئة من خلال تسليط الضوء على سورة الحجرات، وجعل
القرآن الكريم أساسًا لبناء جيلٍ واعٍ، يحمل رسالة الإيمان والنهضة، ويسهم في
استعادة مجد الأنبار الحقيقي الذي تميزت به قبل الاحتلال الأمريكي للعراق.
نُظّمت
المسابقة تحت إشراف مباشر من جامع الخلافة الراشدة في مدينة الرمادي، والذي احتضن
مراحل التصفيات بروح من التقدير والتكريم للقرآن وأهله.
وكان
للدكتور وحيد معيوف الرحبي الدور الأبرز في قيادة المسابقة، حيث أشاد المشاركون
والمتابعون بحكمته وحرصه وإخلاصه، ما كان له الأثر الكبير في نجاح هذه التظاهرة
القرآنية الحاشدة التي حضرها الآلاف من عموم مدن المحافظة.
"جنود مجهولون" خلف النجاح
وشارك في
تنظيم المسابقة فريق كبير من المتطوعين والكوادر الإدارية والإعلامية، كان في
طليعتهم الأستاذ زيد المعيوف، إلى جانب نخبة من المتطوعين الذين عملوا خلف
الكواليس، والذين وُصفوا بـ"الجنود المجهولين" لما قدموه من جهود
استثنائية، ضمنت تنظيمًا دقيقًا وتغطية إعلامية متكاملة، فظهر الحفل في أبهى صورة
تحمل رسالة الإيمان والبذل في سبيل الله.
وأشاد الدكتور
سعد الحلبوسي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بهذه الجهود المباركة،
معتبرًا المسابقة خطوة مهمة لإحياء الوجه الحقيقي لمحافظة الأنبار بعيدًا عن
الصورة النمطية التي ارتبطت بها خلال سنوات المحنة، مؤكّدًا أن هذه الأرض التي
أنجبت العلماء والحفّاظ لا تزال وفيّة لكتاب الله، ولأهله، وللقائمين على خدمته.
جيل القرآن.. نهضة من تحت الركام
وقد
جسّدت المسابقة عمليًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن
وعلّمه"، حيث عبّر عدد من المشاركين عن سعادتهم الغامرة بهذه الفرصة
الإيمانية، مؤكدين أن القرآن لا يزال مصدر عزّ ورفعة لأهله، وسبيلاً للهداية
والتوفيق في زمن كثرت فيه التحديات واشتدت فيه الفتن.
ويأتي
هذا الحدث في سياق جهود دينية ومجتمعية متميزة تهدف إلى إعادة توجيه بوصلة الشباب
نحو القيم الرفيعة والهوية الإيمانية، وتعزيز الارتباط بالقرآن الكريم كمنهج حياة،
لا مجرد تلاوة أو حفظ.
تجدر
الإشارة إلى أن مسابقة "أجيال القرآن" انطلقت قبل ثلاث سنوات،
وشهدت تطورًا ملحوظًا في أعداد المشاركين وتنظيم الفعاليات، حتى غدت اليوم علامة
مضيئة في تاريخ محافظة الأنبار، ومثالًا يُحتذى به في المحافل القرآنية الجماعية.
(المصدر:
مراسل الاتحاد)