التقى السبت 1 نوفمبر 2014م داخل المقر الرئاسي لجمهورية "أنغوشيا" – إحدى الجمهوريات الإسلامية بروسيا الاتحادية – فخامة رئيس الجمهورية مع وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضمن زيارات الوفد الرسمية لبعض الجمهوريات الإسلامية بروسيا الاتحادية إضافة إلى موسكو، حيث قدم أمين عام الاتحاد درعين تذكاريين للرئيس أحدهما باسم الاتحاد بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسه ، والثاني درع من فلسطين يحمل صورة المسجد الأقصى الشريف وبعض التراب من أرض القدس الشريف .
بدأ الاجتماع بكلمة لفخامة رئيس الجمهورية حيا خلالها الاتحاد واصفاً الزيارة بالتاريخية في سجل الزيارات الدينية بالجمهورية ، مشيراً إلى علمه بأن الاتحاد يحمل رسالة السلام والاعتدال والوسطية ، وأنه يتابع بنفسه ما يقوم به الاتحاد عالمياً وبخاصة على مستوى توعية الشباب بالابتعاد عن التشدد ، وعدم الانحراف عن المسار الإسلامي الصحيح المعتدل ، معتبراً كل هذه الجهود محل تقدير وتشجيع من الجمهورية ومؤسساتها . ووجه الرئيس الدعوة للاتحاد لحضور مؤتمر ديني دولي كبير سوف تنظمه الجمهورية العام المقبل ، معتبراً حضور الاتحاد ومشاركته أمر رئيسي لطرح الأفكار ومناقشتها والخروج بتوصيات عملية تفيد مجتمعات المسلمين عامة وفي جمهوريات روسيا الاتحادية خاصة .
وفي كلمته في الاجتماع الرسمي مع رئيس أنغوشيا ، أكد الدكتور علي القره داغي – أمين عام الاتحاد – على شكر الوفد وتقديره للحفاوة البالغة التي حظى بها الوفد منذ وصوله ، وتمنى للرئيس والعاملين في الجمهورية كل التوفيق في خدمة أوطانهم وشعوبهم . واتفق القره داغي في كلمته مع كلام الرئيس من أن هناك تغرير لبعض الشباب للأسف لللانجرار وراء أفكار هدامة وبخاصة بسبب الفراغ الذي يعيش بعد أن فشلت الحضارة المادية من ملء هذا الفراغ الداخلي لديه . واستكمل القره داغي قائلاً " إن معظم البلاد الإسلامية لم تحصن شبابها ولم تعطيهم الجرعة المناسبة من الفكر المعتدل مما أوجد فراغاً لديهم ، والمتطرفون وباسم الدين استطاعوا أن يملأوا جزءاً من الفراغ مع الأسف الشديد ، ومع هذا فنحن نرى أن الفكر يجب أن يعالج بالفكر " .
كما أكد الأمين العام أن هناك دور للعلماء لتوضيح حالة سوء الفهم لبعض الآيات القرآنية التي تواجدت لدى بعض الشباب المغرر بهم ، فكما يقول الإمام الغزالي أن الإناء ما لم يملأ بالماء الصافي ، سيملأ بالماء العكر ، مؤكداً في كلمته أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين به علماء من كل بلدان العالم تقريباً وأن الجمعية العمومية السابقة للاتحاد وضعت منهجاً واضحاً للفكر الوسطي في مجالات متعددة من خلال ورش عمل متخصصة واحترافية ، وأن الاتحاد مستعد للتعاون مع الإدارات الدينية بجمهوريات روسيا لخدمة الدين الإسلامي معتبراً أن هذا واجب الاتحاد وواجب الجميع ، منهياً كلمته بشكر رئيس الجمهورية وسماحة المفتي وأعضاء الإدارة الدينية وكل القائمين على تسهيل مهمة وفد الاتحاد بروسيا .
ووجه الدكتور خالد المذكور – عضو مجلس أمناء الاتحاد وعضو الوفد بروسيا – شكره على هذا الاجتماع الذي وصفه بالأخوي رغم رسميته ، وسعي الجميع لتبادل الآراء حول مستقبل الجمهوريات الإسلامية في روسيا الاتحادية وسط أجواء الحرية المتوفرة حالياً لتقديم الخير للأمة وللبشرية . كما أكد المذكور على أهمية الحوار مع الشباب معتبراً إياه مطلوباً بجميع الوسائل ومن خلال المسارات كافة من إعلام وخطب الجمعة ولقاءات تجميع الرئيس بالشباب من حين لآخر ، لعل هذا التقارب وفتح الأبواب يقضي على كثير من السلبيات في قلوب البعض ويؤكد على لحمة الوطن الواحد .
وأكد الشيخ عبد الرحمن آل محمود – عضو مجلس أمناء الاتحاد وعضو الوفد بروسيا – على شكره العميق لهذه الدعوة ، مؤكداً على أهمية ترتيب اجتماعات كثيرة بين الدول العربية والجمهوريات الإسلامية في روسيا حيث غاب هذا الأمر منذ فترة طويلة ، متمنياً أن تكون هذه الزيارات هي بداية حقيقية لعلاقات أقوى وأمتن وبخاصة أن هناك مشتركات كثيرة بين الطرفين من الأخوة والعقيدة الإسلامية والصحابة الذين وصلوا إلى هذه الأرض ومنهم العشرات المدفونين في أراضيها بعد أن قطعوا آلاف الأميال على الخيول والجمال لنشر الإسلام في هذه البلاد .
وانتهى الاجتماع مع الرئيس بجولة في العاصمة الأنجوشية ، زاروا خلالها مشروع جديد تحت الإنشاء تقيمه الجمهورية ، وهو مجمع إسلامي خدمي تعليمي متكامل يضم مسجد يتسع لعدد 8000 مصلي من الرجال والنساء ، ومقر للإدارة الدينية بالجمهورية ، وجامعة إسلامية ، وسكن للطلاب ، ومجمع تجاري خدمي كوقف يصرف منه على أنشطة المجمع .
البرلمان الأنغوشي والإدارة الدينية بالجمهورية يستقبلان وفد الاتحاد بروسيا الاتحادية
كما استقبل صباح يوم الأحد الموافق 2 نوفمبر 2014م رئيس البرلمان بجمهورية أنغوشيا – إحدى الجمهوريات الإسلامية بروسيا الاتحادية – وبعض نوابه وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المتواجد حالياً في زيارة رسمية لبعض الجمهوريات الإسلامية بروسيا برئاسة أمين عام الاتحاد الدكتور علي القره داغي وعضوية الشيخ عبد الرحمن آل محمود ، والشيخ خالد المذكور – عضوي مجلس الأمناء – ومدير الإعلام بالاتحاد والمنسق العام لممثلية الاتحاد بروسيا .
وأكد رئيس البرلمان خلال كلمته بالاجتماع على ترحيبه بالوفد في جمهورية أنغوشيا وشكره كل من قام بجهد لتنظيم زيارات الوفد بروسيا ، وقام بشرح معلومات سريعة عن البرلمان الذي يعتبر سلطة عليا تحتل مكانتها بالجمهورية التي لديها منظومة سلطة متكاملة مثل أي جمهورية ديمقراطية حيث يتواجد بها سلطة تشريعية يمثلها البرلمان المنتخب ، وسلطة تنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية المنتخب من البرلمان إضافة إلى مجلس الوزراء ، وسلطة قضائية متمثلة في قضاء الجمهورية بمؤسساته المختلفة . وأكد على تناغم العمل بين السلطات الثلاث في الجمهورية حيث الاتفاق العام هو إعلاء مصلحة الشعب على أي مصالح أخرى ومن ثم فالاتفاق هو الغالب على عمل مؤسسات الجمهورية .
وفي كلمته أمام رئيس البرلمان الأنغوشي ونوابه ، وجه د. علي القره داغي الشكر للبرلمان على حسن الاستقبال وأن سعادة الوفد بالغة بمقابلة ممثلي الشعب الأنغوشي ، ودعا لأنغوشيا شعباً وبرلماناً ورئيساً وحكومة وتمنى لهم كل الخير بوصفهم شعب طيب ومضياف ، ويتميز رئيس جمهوريتهم بالواضع والمشاعر الأخوية الطيبة وكذلك كل من قابلهم الوفد في الجمهورية .
كما اتفق القره داغي مع رئيس البرلمان بأن استقرار سلطات الدولة وتناغمها هو أساس استقرار ونهضة أي أمة وتنميتها ، مؤكداً على أهمية الدور التشريعي في سن القوانين والتشريعات التي بدورها تحمي المجتمع من الانحرافات والتي من شأنها إما أن تنهض بالأمم أو تؤخرهاً لو انحازت للمصالح الشخصية .
واعتبر القره داغي أن أحد أهم أسباب التحاق بعض الشباب بحركات متطرفة أو متشددة هو عدم سن بعض القوانين في وقتها وهنا تكمن أهمية البرلمانات المنتخبة في سن تلك القوانين حماية لمجتمعاتها من خطر التطرف والتشدد . واختتم الأمين العام كلمته بشكر البرلمان وإدارة العلاقات مع المنظمات الإسلامية في روسيا الاتحادية وصندوق دعم الثقافة والعلوم الإسلامية في روسيا والسيناتور أحمد بالانكويف ، ولكل من ساهم في إنجاح زيارة الوفد .
ومن الجدير بالذكر أن الوفد كان قد التقى بالإدارة الدينية واطلع على برامجها وما تقوم به في خدمة المسلمين في الجمهورية وتوعيتهم والإشراف على التعليم الشرعي والمناهج ، واللجان المختلفة بالإدارة ، وقدم الأمين العام عرضاً بالاستعداد الكامل للاتحاد للمشاركة في مراجعة مناهج التعليم الشرعي وتطويرها بما يخدم المراحل السنية المختلفة ويساهم في زيادة الوعي بمنهج الإسلامي الوسطي والمعتدل ويدعم روح التجديد المطلوبة .
كما اطلع الوفد على المجسم الخاص بالمجمع الإسلامي التعليمي والخدمي الذي سيتم إنشاءه بالجمهورية ويضم مسجد وجامعة وسكن طلابي ومنطقة خدمية كوقف يصرف من ريعه على خدمات المجمع ، وقام بشرح المشروع السيناتور أحمد بالانكويف – عضو مجلس الشيوخ الروسي الاتحادي وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس .