الرابط المختصر :
أعلن فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الاتحاد يدرس إحياء دور الجامعات الإسلامية التاريخية والنهوض بها بصورة عصرية لتمارس دورها في تبصير الأمة بحقيقة دينها.
كما أعلن عن سعي الاتحاد لتأسيس وقفية لتمويل مشاريعه وبرامجه، مؤكداً أن الاتحاد سيجد من المسلمين حكاماً وشعوباً من يساعده ويبذل له، لافتا إلى أن أمام الاتحاد فرصاً كبيرة وآمالاً ضخمة يستطيع إن شاء الله أن يحققها.
ووجه العلامة القرضاوي في مستهل كلمته في الاجتماع الثالث لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلين الذي يعقد بالدوحة على مدى ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 30 عالماً من أصحاب الفضيلة والسماحة نواب وأعضاء مجلس أمناء الاتحاد، وجَّه الشكر لدولة قطر في بداية جلسات مجلس الأمناء ووصفها بـ "الحبيبة المجاهدة التي انتصرت للحق وللذين ثاروا للحق وقاوموا الباطل".
وقال د. القرضاوي لقد أصبح لنا مقر رسمي في قطر، بعد أن طردنا العالم الإسلامي في وقت من الأوقات ولم نجد مكاناً يؤوينا ويرحب بنا حتى اضطررنا لأن نسجل الاتحاد في دبلن بأيرلندا.
وذكر - وفق صحيفة الشرق القطرية - أن الاتحاد أصبح له مقر في قطر، وسيصبح له أكثر من مكان في دول الربيع العربي، في تونس ومصر وليبيا، واليمن وسوريا مستقبلاً.
وقال د. القرضاوي: إن أمام الاتحاد فرصاً كبيرة وآمالاً ضخمة ويستطيع إن شاء الله أن يحققها، لأن لديه إيماناً قوياً وثقة بالله وعزائم صادقة، ناصحاً أعضاء الاتحاد بتبليغ رسالة الإسلام بما فيها من يسر وسماحة وسعة ومقاصد تحقق للبشر كل ما يحتاجونه، وتحفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال والعرض.
وشكر د. القرضاوي أعضاء مجلس الأمناء الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم للمجئ للدوحة لحضور الاجتماع، ودعا لهم بالأجر والثواب عن كل خطوة خطوها، وكل جهد بذلوه مهما كان قليلاً أو كثيراً تصديقاً لقوله عز وجل "ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلا كُتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون".
وأشار إلى دور الاتحاد في تأييد ثورات الربيع العربي والوقوف معها حتى انتصر أكثرها وعلى طريق النصر بقيتها، متمنياً أن يستمر دور علماء الاتحاد في توجيه الأمة وهدايتها للتي هي أقوم على هدي القرآن والسنة والعلماء السابقين.
وأعرب عن اعتزازه بالمشاركين في الاجتماع، مشيرا إلى أن كل واحد من العلماء أعضاء مجلس أمناء الاتحاد يعتبر إماماً وقائداً، ضارباً مثلاً على ذلك بكل من الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الفائز في الانتخابات التونسية الأخيرة، ود. محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر.
وذكر أن العلماء هم قادة الشعوب، ويجب ألا يكونوا وراء الحكام، قائلا: نحن مع الشعوب نؤيدها ونشد أزرها ونرفع شأنها ونرشدها للطريق الصحيح،عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولٌ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْغَالِينَ".
وطالب العلامة القرضاوي أعضاء الاتحاد بالعمل على مستوى الأحداث التي تمر بها الأمة وأن يطوروا جهودهم وأنظمتهم لتوجيه الحركة الإسلامية الدولية ويغذوها فكرياً وسياسياً وتنظيمياً، مشيرا إلى أن الاتحاد يملك ثروة بشرية كبيرة وأصبح له فروع في كثير من الدول مثل مصر والسودان وتونس وماليزيا.
الجامعات الإسلامية
وأعلن د. القرضاوي أن الاتحاد يدرس إحياء دور الجامعات الإسلامية التاريخية والنهوض بها بصورة عصرية لتمارس دورها في تبصير الأمة بحقيقة دينها، وخص منها جامعات الأزهر في مصر والزيتونة في تونس والقرويين في المغرب والسنوسية في ليبيا، مشيراً إلى أن الحكام العلمانيين واللادينيين عطلوا تلك الجامعات وأخرجوها عن رسالتها، ولابد من إعادتها لأصولها بعد زوالهم.
ذكر أن الاتحاد بعلمائه قادر على أن يعمل الكثير، بأن يسير قوافل الدعاة إلى مختلف الدول ليحرك الآخرين - من نومهم، مشدداً على دور الاتحاد في توحيد طاقة علماء الأمة والتقريب بينهم سعيا وراء الهدف الأكبر وهو جمع راية الأمة الإسلامية عملاً بقول الله عز وجل:"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ".
وقال: "نحن الموكلون بهذا الدين، وبتبليغ رسالات السماء، وهي أمانة يجب أن نعمل على نشرها للعالمين".
وقف إسلامي
وأعلن الشيخ القرضاوي أن الاتحاد يسعى لتأسيس وقف إسلامي يدر ريعاً وعائداً ثابتاً للإنفاق على مشاريعه. وقال: "علينا أن نسعى لإنشاء وقف للاتحاد وسنجد من المسلمين حكاماً وشعوباً من يدفع لنا ويساعدنا ويبذل لنا إن شاء الله حتى نصل إلى ما نريد"، منبها لأهمية الوقف في تأسيس حضارة إسلامية طوال عشرات القرون وأن الوقف هو الذي ساهم في إنشاء المدارس والمستشفيات والمشاريع الكبيرة التي نهضت بالمسلمين.
وأكد أن أمام الاتحاد فرصاً كبيرة وآمالاً ضخمة ويستطيع إن شاء الله أن يحققها، لأن لديه إيماناً قوياً وثقة بالله وعزائم صادقة، ناصحاً أعضاء الاتحاد بتبليغ رسالة الإسلام بما فيها من يسر وسماحة وسعة ومقاصد تحقق للبشر كل ما يحتاجونه، وتحفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال والعرض.
وختم القرضاوي كلمته بالتأكيد على أن الإسلام رحمة للعالمين كما قال الله لرسوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، يجب نشرها للعالم حتى يبتعد الناس عن الشرور ويسيروا على طريق الخير، وندعو العالم إلى الرحمة والعدل والسماحة والفضيلة عملاً بهدي محمد صلى الله عليه وسلم وما نادى به القرآن الكريم.
وكان مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد استعرض أمس في مستهل اجتماعه الذي يستمر ثلاثة أيام بفندق رتاج رويال بالدوحة عدة تقارير عن إنجازات الاتحاد خلال السنة الماضية. ويستعرض الاتحاد اليوم وغداً خطط عمله وبرنامجه خلال السنة الهجرية الجديدة التي أطلق عليها "سنة صلاح الدين الأيوبي" بمناسبة مرور 900 سنة على مولده.
واستعرض الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد والأمناء المساعدون التقارير، التي شملت التقرير المالي لسنة 2011 والموازنة التقديرية لعام 2012، كما بحث الاتحاد إمكانية إنشاء مشروع وقفي استثماري للإنفاق على مشاريعه وأنشطته.
وناقش الاجتماع دور الاتحاد في توجيه الثورات العربية، والاستمرار في دعمها حتى تحقق هدفها في القضاء على الظلم ورفع راية الحرية والعدل.