الرابط المختصر :
لقي بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي صدر البارحة الخميس داعيا الصين وروسيا إلى مساندة الثورات التي تعم العالم العربي الإسلامي حاليا، أصداء ايجابية واسعة في مختلف دول العالم وبخاصة روسيا التي خاطبها البيان بشكل خاص.
ومنذ صدور البيان وتغطيته من قبل وسائل الإعلام المختلفة وردود الفعل حوله لم يخف وقعها، حيث يرى مراقبون انه حرك الساحة وادخل لاعبين جدد يمكن ان يحدثوا تأثيرات كبيرة في مستقبل الثورات في سوريا واليمن وليبيا، كما يمكن ان تمتد إلى أكثر من ذلك خلال المراحل القادمة التي ستتمخض عن هذه الثورات.
وحتى الأسبوع المنصرم كانت تركيا هي الوحيدة -دوليا- التي تعمل على تحريك الأمور بشكل ايجابي تجاه مطالب الثوار في الدول العربية المشتعلة حاليا، ولكن ومع بقاء المواقف تراوح نفسها، واستمرار عمليات القتل والتشريد للآلاف من المواطنين الآمنين في مدنهم وقرآهم، جاء بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ليكسر هذا الجمود ويدفع الأمور إلى شكل آخر من أشكال دبلوماسية الضغط والمصالح ضد الأنظمة التي تقمع تظاهرات الاحتجاج والتي لا تطالب سوى بحقوقها المشروعة. فادخل كلا من روسيا والصين في المعادلة العربية بما لهما من مصالح مشتركة واسعة في العالم الإسلامي، ولكون ان الأنظمة القمعية المعنية تراهن على هاتين الدولتين في مقاومة أية قرارات دولية ضدهما في مجلس الأمن، وهو ما حدث بالفعل خلال الأسابيع الفائتة حيث تم عرقلت قرار يدين سوريا من قبل روسيا والصين الأسبوع المنصرم.
قناة الجزيرة واسعة الانتشار غطت البيان بشكل مفصل وعرضت فقراته على أكثر من فترة إخبارية خلال يوم أمس وصبيحة اليوم، كما كان هناك عرض مفصل على الموقع الالكتروني الجزيرة نت، وكذلك فعلت قنوات إخبارية أخرى في العالم العربي مثل بي بي سي العربية، و24 الفرنسية العربية، وتلفزيون قطر والكويت والسودان وعدد من القنوات المصرية واللبنانية.
أما قناة روسيا اليوم فقد اهتمت بشكل خاص بالبيان، وبعدما أعدت له تغطية جيدة خلال فقراتها الإخبارية، اتصلت بالشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد، مستفسرة عن دوافع البيان وأهدافه، وقد تحدث القره داغي بان للاتحاد علاقة طيبة بروسيا وسبق ان توسط في بعض المشكلات الداخلية، كما ان مجلس الدوما يعترف للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجهوده في مختلف دول العالم الإسلامي، وقال القره داغي خلال المقابلة التلفزيونية ان الاتحاد يريد ان تعلب روسيا دورا ايجابيا في العالم العربي وان يبدأ ذلك من مساندة الثورات القائمة الآن، مذكرا الروس بان المستقبل سيكون لهذه الثورات وأنها لا محالة منتصرة مهما تزايد الضغط عليها، مستشهدا في ذلك بما حدث في مصر وتونس، حيث كان الأنظمة البائدة في هاتين الدولتين يعتبران اشد الأنظمة قمعا ومناوئة لتطلعات شعوبها، غير أنهما لم يلبثا ان سقطا تحت ضغط الشعب وثورته.
وقال القره داغي في تصريح خاص للموقع اليوم الجمعة ان ما لا يقل عن مائة من أعضاء الدوما (البرلمان الروسي) أعربوا عن ارتياحهم للبيان وتثمينه له، مؤكدين مساندتهم للمطالب التي حملها.