حوار/ مروان السيد
*البطاقة الشخصية:
الاسم : سلمان بن فهد العودة
العمر : خمس وخمسون سنة
العمل : داعية
الأبناء : أكبرهم معاذ (30 عاماً)، وأصغرهم لدن (سنة ونصف)
*بدايةً دعنا نتعرف نحن والقارئ الكريم على سيرة ونشأة الشيخ سلمان العوده ؟
وُلِدتُ في قرية البصر، ودرست في بريدة حتى نهاية الجامعة، وحصلت على الماجستير والدكتوراه في السنَّة النبوية.
*دعنا في حوارنا معك نتعرف عن حياتك مع القرآن الكريم ؟
حفظت معظم القرآن منذ الطفولة، ثم ضبطته أكثر في السجن، ثم تفلَّت عليَّ بعد ذلك فهو كما قال -صلى الله عليه وسلم-: « تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِى عُقُلِهَا ».
*هل لك ورد يومي لمراجعة القرآن ؟
(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) ( المزمل: من الآية20)، والمؤمن عليه أن يكون قارئاً يومياً أو مستمعاً لقدرٍ طيبٍ من القرآن، وأن يكون متدبِّراً لما يقرأ ويسمع.
*هل لك برنامج تلفزيوني معين أو قناة تفضل مشاهدتها ؟
الآن أعيش مع وسائل الإعلام الجديدة (تويتر، وفيس بوك، ويوتيوب) التي كفتني عن القنوات في الغالب، إلا في ظل وجود أحداث جديدة وكبيرة.
*كيف تقضي يومك ؟
بين الكتب، والأوراق، ورسائل الجوال، والآي باد، ومجالسة الأصدقاء، والأهل.
*بعض من الآباء وأولياء الأمور يرى أن العالم تغير والحياة في تطور ولا داعي بأن نلزم الأولاد بدخول حلق القرآن والتحفيظ وأن علم المدارس أهم وأنفع لهم وأن البلاد بحاجة العلوم الأخرى أكثر من القرآن والحفظ , كيف ترى هذا الرأي ؟
أن يحفظ الطفل في عنفوان ذاكرته نصيباً من الكتاب والسنَّة فهو خير يصحبه مدى عمره، وسيذكر والديه بالخير أن يسَّروا له ذلك وشجَّعوه عليه.
*البعض يقول إن الحفظ في سن مبكرة يسبب عقد ومشاكل للولد فهو لا يزال صغيرا فما رأيك ؟
العُقَد تنشأ من تلقين الولد معلومات مغلوطة، أو معلومات سابقة لأوانها، والطفل يمكن أن يحفظ ما تيسَّر له دون أن يحرم من متعة الطفولة، وإذا كبر بدأ يتعرَّف على معاني ما يحفظ شيئاً فشيئاً.
*الكثير يقضي صيفه في شتى أنحاء العالم وأطرافه وينفق في خلال عشرة أيام أو اقل ما ينفقه في سنتين بغرض المتعة والتنزه , بينما لو أتى الأمر على رسوم لدراسة احد الأبناء في مدرسة أو حلقة تحفيظ قرآن لاستثقل الخمسمائة ريال والألف , ما توجيهك في ذلك ؟
لا أظن أن الرسوم الزهيدة ستمنع أباً حانياً مخلصاً من إلحاق ولده بالحلقة، لكن نحتاج أن نزرع الثقة في نفوسهم بالبيئة التربوية التي تصنعها الحلقة لأبنائهم، وبالرجال الذين يتولون الإشراف على المنشط، وسيكون لهذا أعظم الأثر بإذن الله.
*بلادنا ولله الحمد مليئة بحلقات تحفيظ القرآن ما رأيك في مخرجات هذه الحلقات ؟
الكثير من الطلبة مرّوا بحلقات التحفيظ، والكثير منهم أيضاً ذهبت بهم السُّبل بعيداً عنها وشغلتهم ظروف الحياة وظلت آثار الروحانية تعيش معهم وتصبغ حياتهم.
وآخرون واصلوا طريقهم على خير واعتدال ووسطية.
وقد يوجد خرِّيج من حلقة يتسم بغلوٍ أو تطرف فهذا ليس حُجَّة على الحلقات؛ لأنه الاستثناء الذي يرسخ القاعدة.
*كيف سمعت عن برنامج الرياحين لأول مره ؟
سمعت عنه من رسائل الجوال التي يواصلني بها أبنائي الأعزاء الذين يطلبون مني زيارتهم أو مشاركتهم بعض نشاطهم.
*بحمد لله برنامج الرياحين في تطور وتوسع والنتائج مبهجة ومحفزة مع قل الإمكانات الموجودة , فكيف رأيته ؟
رأيت جهداً مباركاً، وعملاً يتجه نحو الاستقرار والثبات ويستخدم تقنيات جيدة وجديدة، وأدعو للقائمين عليها بكل خير.
*معلموا البرنامج يقومون بعمل عظيم وجهد مبارك لخدمة طلاب كتاب الله تعالى ماذا تريد أن تقول لهم ؟
أشُدُّ على أيديهم، وأُذكِّرهم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ »، يكفيكم فخراً أن تُدرَجوا ضمن هذه الفئة الموصوفة بالخيريَّة، فليكن سلوككم وخُلُقكم جديراً بهذا المقام.
*ما هو تقييميك لأداء حلق وبرامج التحفيظ في هذا الوقت ؟
الأداء يختلف، وليس على مستوى واحد، ربما يكون متفوقاً كما أراه في برنامجكم، أو عادياً كما في حلقات أخرى، وأحياناً يكون ضعيفاً لعدم المتابعة وعدم الدعم.
*هل من كلمة توجهها لأولياء أمور البرنامج وربات البيوت ؟
أدعوهم إلى العناية بأبنائهم وبناتهم وتحفيزهم للمشاركة والانتظام، والتواصل مع الأساتذة المشرفين على الحلقات للتعاون في بناء شخصية الأبناء روحياً وعقلياً ونفسياً.
*أكثر من 600 ألف معجب بالفيس بوك وحوالي 700 ألف متابع على تويتر ماذا تريد أن تقول لهم من خلال ( مجلة الرياحين ) ؟
هم أصدقائي وأبنائي وشركائي في لحظاتي وأحداث حياتي، كما أرجو أن أكون شريكاً لهم، أتعلَّم منهم كما يتعلَّمون مني.
*كثير من طلبة العلم يقولون بأن الفيس بوك والتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الموجودة الآن أصبحت تلهي عن طلب العلم والتحصيل . ما رأيك ؟
(قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق: من الآية3)، وعلينا ألا نهمل شيئاً من الوسائل المتاحة، ولا نبالغ في استخدامها.
*هل تتبع منهج معين أو طريقة خاصة في تغريداتك اليومية ؟
أحاول أن أُعطي قدراً لأحداث الساعة التي تخصّني، وللأحداث العامة، وللفوائد العلمية والتربوية، وللإشراقات القرآنية والنبوية، وأجعل إطار ذلك الأمل والتفاؤل والرضا والسعادة.
*كلمة أخيرة ؟
أشكركم على تواصلكم معي، وتشريفي بالزيارة وبالاستضافة، وأدعو لكم بكل خير وتوفيق.