يذكّر الاتحاد المسلمين بإحراق الأقصى في 21/8/1969م
ويحمّل الأمة الإسلامية مسؤولية الحفاظ على قبلتها الأولى
ويدعو الخطباء والثورات العربية بجعل يوم الجمعة (19 رمضان) جمعة الأقصى
ويندد بالإجراءات التي اتخذها الصهاينة لطمس المعالم الإسلامية والعربية للقدس
بيروت/ موقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
لا يمكن للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن ينسى قضيته الأولى (فلسطين، القدس) مهما انشغل بقضايا أمته التي تقع في قمتها الثورات العربية، وقضايا الحصار والمجاعة والتخلف، ولذلك فإن الاتحاد ظلّ متابعاً للإجراءات التعسّفية التي قام ويقوم بها الصهاينة في فلسطين بصورة عامة، وفي القدس الشريف بصورة خاصة من محاولات هدم الأقصى من خلال الأنفاق، وطمس معالم الهوية الإسلامية والعربية، وهدم أقدم مقبرة إسلامية، وبناء المستوطنات، وغير ذلك من الجرائم تحت مسمع ومرأى العالم الصامت عن هذا الحق..
وأمام ذلك، وفي الذكرى الثانية والأربعين لإحراق المسجد الأقصى المتزامنة مع شهر رمضان شهر الانتصارات والبركات يدعو الاتحاد ويرى ما يلي:
أولاً: يندّدُ الاتحاد بجميع الجرائم والإجراءات التي اتخذها الصهاينة بحق الأقصى والقدس الشريف، وبالمخططات الإجرامية التي قاموا أو يقومون بها، والتي تستهدف النيل من الأقصى والقدس الشريف.
ثانياً: يناشد الاتحاد العالم الإسلامي والعربي ملوكاً ورؤساء وأمراء أن يتحمّلوا مسؤولياتهم الدينية والتاريخية نحو الأقصى، والقدس الشريف خاصة، ونحو القضية الفلسطينية بصورة عامة، فالواجب الشرعي، ثم التاريخي والوطني أن يتحركوا من كل الجبهات المتاحة لتحريك هذه القضية، ويستعملون كل الوسائل المتاحة بما فيها سلاح البترول، وسحب المبادرة العربية لحماية القدس الشريف والأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فاللهُ سيسأل، والتاريخُ لا يرحم.
ثالثاً: يدعو الاتحاد العالم الحرّ والشرفاء من العالم الذين وقفوا مع قضيتنا إلى حملة عالمية لحماية الأقصى والقدس الشريف من الهدم وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية، فالصهاينة يرتكبون جرائم ضد الإنسانية، وضد التراث الإنساني، فيجب فضحهم وإدانتهم على مستوى العالم.
رابعاً: ينبّه الاتحاد بهذه المناسبة العالم كله إلى المخاطر التي يتعرّض لها الأقصى، حيث إن الصهاينة بعد احتلالهم للقدس الشرقي عام 1967م هدموا حارة المغاربة الملاصقة للسور الغربي للأقصى وجعلوها ساحة لصلاة اليهود، كما أن هاجس الهيكل المزعوم جعل الأقصى كله على خطر السقوط بسبب كثرة الأنفاق والحفريات في أسفله، وفي محيطه، إضافة إلى بناء الكنس اليهودية بأسفل الأقصى، وفي محيطه، ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد، والتدخل في البناء، والمصادرة للأراضي الإسلامية والعربية.
ولم يكتف العدو الصهيوني بكل ذلك بل قام بإبعاد رموز الدفاع عن الأقصى، أو سجنهم، وتهجير المقدسيين، وكثرة الاقتحامات، ونحوها، مما جعل الأقصى في خطر حقيقي.
لذلك نناشد مرة أخرى كل الشرفاء في العالم حكومات وشعوباً إلى حماية الأقصى والقدس الشريف.
خامساً: يدعو الاتحاد بمناسبة ذكرى إحراق الأقصى جميع الثورات العربية والخطباء والدعاة أن يجعلوا يوم الجمعة القادمة (19 رمضان) جمعة الأقصى، وذلك من خلال تخصيصه للدعاء والقنوت للأقصى، ومن خلال تخصيص الشعارات التي ترفع في ساحات المظاهرات للأقصى والتنديد بالصهاينة.
سادساً: يدعو الاتحاد وسائل الإعلام لبث المواد التي تُبقي قضية الأقصى حاضرة لدى المسلمين، والتي توضّح حجم معاناة المسجد الأقصى المبارك وأهله تحت نير الاحتلال، ويدعو الأمة الإسلامية إلى إقامة الفعاليات التضامينة مع الأقصى، والمشاركة فيها، والدعوة لتوحيد المسلمين عموماً، وجعل حماية الأقصى قضية جامعة في رأس أولوياتهم.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ". وروى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أ.د علي القره داغي أ. د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد