أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يحيي فيه صمود وثبات وبطولة الثوار الأحرار على أرض مصر ، ويثمن نضالهم المتواصل لأكثر من عام دون فتور ، ويؤكد أن ما حدث في رابعة العدوية والنهضة بمصر منذ عام كان منظومة قتل وليس منظومة فض وكان مذبحة ومحرقة ، وأن النصر حليف الحق بإذن الله تعالى ، والدماء لا يسقط حقها بالتقادم ، والقصاص حق شرعي ، .
نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما يحدث على أرض مصر الحبيبة متابعة شبه يومية ، نظراً لأهمية مصر في قلب وعقل الأمة الإسلامية والعربية ، وأنها الدولة المحورية الكبيرة في المنطقة ، وبخاصة بعد الانقلاب العسكري الجائر الذي وقع منذ 3 يوليو 2013م ضد سلطة شرعية منتخبة ورئيس منتخب وهو الرئيس الدكتور محمد مرسي ، وما تبع ذلك من انتهاك لكافة الحقوق الإنسانية على يد قادة الانقلاب وسلطاته المختلفة وأتباعه ، وارتكابهم مجازر ومحارق ضد المصريين في أحداث كثيرة على رأسهم مجزرة ومذبحة ومحرقة رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013م ، والاتحاد في الذكرى الأولى لتلك المحرقة يؤكد على ما يلي :
1- يحتسب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من ارتقوا في تلك المذبحة والمحرقة شهداء عند الله تعالى ، ويدعو بالشفاء لكافة المصابين ، كما يدعو بالصبر والثبات لأهالي الشهداء والمصابين ، ويدعو الله بأن ينتقم شر انتقام من الظالمين القتلة ، الذين قتلوا الشباب ، والرجال ، والنساء ، وحتى الأطفال والشيوخ ، ولم يرحموا أحداً .
2- يوجه الاتحاد العالمي التحية والتقدير إلى الثوار الصامدين الثابتين ، الذين يضربون أروع الأمثلة للأمة كلها في الثبات على الحق ، ومقاومة الباطل ، ويدفعون مقابل ذلك أغلى ما يملكون وهي حياتهم ، وذلك بشكل يومي ، وعلى مدار ما يزيد عن عام منذ انقلاب يوليو العسكري في 2013م وحتى اليوم .
3- يؤكد الاتحاد أن ما حدث في رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس 2013م هو منظومة قتل منظمة ومعدة سلفاً ، وليست منظومة فض على الإطلاق ، وبغطاء عالمي في حينه، وقد حدثت تلك المجزرة والمحرقة في حق الآلاف من أبناء الشعب المصري المطالبين بحريتهم وكرامتهم وإرادتهم وهم مسالمين تماماً ، ويمارسون حقهم الدستوري والقانوني والثوري ، إلا أن يد الغدر والبطش والقهر أبت إلا أن تقتل منهم الآلاف ، وتحرق المئات ، في مشهد خلا من كل معاني الإنسانية والرحمة .
4- يثمن الاتحاد العالمي دور بعض المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية التي أدانت تلك المجزرة ، التي ارتقى فيها الآلاف ، بل واعتبروها جريمة ضد الإنسانية وواحدة من أبشع المجازر في تاريخ الإنسانية كلها ، ويدين الاتحاد في ذات الوقت الصمت المريب والمخزي من العديد من المنظمات العربية والإسلامية إزاء تلك المحرقة الرهيبة.
5- يؤكد الاتحاد على أن الحق في الدماء لا يسقط بالتقادم ، وذلك فق الآليات التي نظمتها الشريعة الإسلامية والقانون الدولي كذلك . كما يؤكد الاتحاد أن النصر حليف الحق والثابتين عليه ، وأنه من عند الله تعالى وحده ، وأن الباطل إلى زوال مهما بدا متماسك على غير حقيقته.
6- يطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية والعربية بل والعالم الحر ، الوقوف بجانب الحق وعدم الوقوف بجانب الباطل ، والحق واضح مع الثوار المصريين الثابتين في مواجهة آلة البطش والقهر الانقلابية العسكرية ، كما يطالبهم بملاحقة قادة الانقلاب العسكري ، وسلطاته الجائرة ، لمحاكمتهم محاكمات عادلة ، تستعيد الحقوق المسلوبة .
7- يحث الاتحاد كافة االفئات الثورية المناصرة للحق ضد الباطل ، أن تصطف اصطفافاً وطنياً ، وتوحد صفها ، وتنسى أي خلافات حقيقية أو مصطنعة ، وأن تبحث عن القواسم المشتركة وهي كثيرة ، وتستمر في نضالها حتى تسقط الانقلاب ، وتستعيد الحرية ، والكرامة ، والإرادة للشعب المصري بالكامل ، الذي لا يستحق أبداً أن يستعبد أو أن يقهر أو أن تسرق ثرواته أو أن يدار أمره في غيبة منه بعد اليوم .
8- يوجه الاتحاد العالمي رسالة إلى الشعب المصري العظيم ، بأن ينحاز إلى الحق ، وأن يقوم بدوره في الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير ، التي ارتقى فيها المئات من أبناء الشعب ، ليعيش الملايين في حرية ، وكرامة ، وعدالة ، حيث لا يجب التفريط في تلك المكتسبات أبداً .
رحم الله الشهداء الأبرار ، ووحد صفوف أهل الحق ، ورزق الأمة نصراً عزيزاً مؤزرا .
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) [يوسف : 21]
التاريخ: 18 شوال 1435 هـ
الموافق 14 أغسطس 2014 م
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد