الدوحة في 18 جمادى الآخر 1437 هـ
الموافق 27 مارس 2016م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يندد بالحصار الجائر المفروض ظلماً وعدواناً ضد أهالي مدينة الفلوجة الباسلة بالعراق، ويطالب الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية سرعة التدخل لإنقاذ الأبرياء هناك، ويدعو منظمات المجتمع المدني والإعلام الحر حول العالم الضغط على الأنظمة والمنظمات لإيقاف الإبادة الممنهجة والقتل البطيء ضد أهالي الفلوجة وغيرها، كما يدعو المنظمات الإغاثية العالمية إلى عقد مؤتمر خاص لإنقاذ أهالي الفلوجة والرمادي بشكل عام، ويحمل الحكومة العراقية المسؤولية عن حياة مواطني الفلوجة وأمنهم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ...
فقد تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ، وألم شديد، ما يتعرض له إخواننا الأحرار أبناء مدينة الفلوجة الصامدة على أرض العراق المنكوبة، والحصار الظالم المفروض عليهم من قبل الجميع، حتى فقدوا تعمة الأمن، وحُرموا الشعور بالأمان، وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم، ولا علاج أبنائهم، بل ويأتيهم القصف من كل مكان: من القوات الحكومية، ومن طيران التحالف، ومن ميليشيات الحشد الشعبي الحاقدة، إضافة إلى قوات "داعش" المتطرفة، ومن ثم باتت الأوضاع كارثية بالفلوجة تحت مسمى محاربة الإرهاب، بينما المواطنون الأبرياء من النساء والرجال والشباب والأطفال هم من يدفعون الثمن، ولا يستطيعون حتى الخروج من المدينة إلى خارج محيط العمليات ليتم إسعافهم وإيوائهم ولو بشكل مؤقت.
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]
وفي الصحيحين، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذه الأوضاع المأساوية، يرى ويؤكد على ما يلي:
1. يندد الاتحاد بالحصار الظالم والمفروض منذ فترات طويلة على أهالي مدينة الفلوجة العراقية، ويحمل الحكومة العراقية والمجتمع الدولي المسؤولية عن هذا الحصار، وما يستتبعه من ظلم وجور وتجويع وقتل لأهالي هذه المدينة الباسلة الصامدة.
2. يطالب الاتحاد منظمات الأمم المتحدة، والتعاون الإسلامي، والجامعة العربية وغيرهم بسرعة التدخل لإنقاذ الأبرياء داخل مدينة الفلوجة وتأمين احتياجاتهم الحياتية الكريمة، وإيقاف حملات التعذيب والقتل الممنهجة ضدهم.
3. يدعو الاتحاد منظمات المجتمع المدني، والإعلام الحر، حول العالم إلى الضغط على النظام العراقي لإيقاف مسلسل الإبادة ضد أهالي الفلوجة وغيرها، والتعريف بقضيتهم العادلة عالمياً لفضح ما يتعرضون له من قهر وبطش وظلم.
4. يدعو الاتحاد المنظمات الإغاثية الإسلامية والعربية والعالمية إلى اجتماع عاجل وخاص ببحث سبل إغاثة وإنقاذ أهالي الفلوجة ومنطقة الرمادي بشكل عام.
5. يحمل الاتحاد الحكومة العراقية مسؤولية البحث عن حل عاجل لتأمين أهالي الفلوجة، وتوفير ملاذ آمن لهم يحميهم من البطش، والقهر، والقصف المتواصل فوق رؤوسهم، ويحفظ عليهم هويتهم، وملكياتهم، دون جور من أحد عليهم، أو تعريضهم لمحاولات التغيير الديموغرافي التي تعرضت لها العديد من المدن والمناطق العراقية طوال السنوات الماضية.