الرابط المختصر :
اختتم المؤتمر الديني الدولي الذي انعقد في جمهورية "قبردينو بلقاريو" – إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية – أعماله اليوم الخميس 30 أكتوبر 2014م ، حيث افتتحه فخامة رئيس جمهورية "قبردينو بلقاريا" ولفيف من العلماء من داخل الجمهورية وخارجها ، وسط حضور مكثف من المسلمين في مناطق وجمهوريات شمال القوقاز وكذلك حضور أساقفة مسيحيين ، حيث انعقد المؤتمر تحت عنوان "الأديان السماوية ودعوتها إلى التعايش السلمي ، والاعتدال ، وحسن الجوار " ،
شارك وفد الاتحاد – والذي يرأسه بروسيا الاتحادية في زيارته الحالية فضيلة أمين عام الاتحاد – في فعاليات المؤتمر بالكلمات والأبحاث وإعداد البيان الختامي ، حيث أكد الأمين العام فضيلة الدكتور علي القره داغي خلال كلمته على أن الدعوة للحوار هي دعوة مستمرة بين كل الأمم والطوائف ، وقد أعطانا الله عز وجل المثل – وهو الغني العزيز – عندما سمح بالحوار مع الملائكة ، بل وسمح سبحانه وتعالى بالحوار مع الشيطان .
كما وجه الأمين العام رسالة للعلماء حثهم فيها أن يقوموا بواجبهم للتحاور والنقاش بينهم وبين الجميع وبخاصة الشباب ، وأكد من خلال دراسة كان قد أعدها بهذا الصدد أن تقصير العلماء هو الذي أدى إلى أن ينشر المتطرفون أفكارهم التي اعتبرها دخيلة على الإسلام ، الأمر الذي يتطلب العمل بكل جهد لتجديد الفكر وتجديد المناهج باجتهادات جديدة مع الحفاظ على الثوابت ، ووجه فضيلته رسالة ثانية إلى جميع ممثلي الشرائع السماوية الثلاثة أن يرتقوا جميعاً فوق القضايا الخلافية وأن يتساموا فوق تلك القضايا محل الخلاف .
وبين الأمين العالم في كلمته أن الإرهاب لا دين له ، فهو موجود في كل مكان ويصدر عن منتسبي جميع الأديان بدون استثناء وما يفعله الصهاينة على أرض فلسطين خير دليل على ذلك ومن ثم لا يجب أن تقترب هذه التهمة من قريب ولا من بعيد بالدين الإسلامي ولا ببعض الإسلاميين وفقط . ووجه القره داغي كلمته للشباب قائلاً " أدعوكم للاعتدال للحفاظ على ما تبقى من الأمة ، فإن العنف ليس من الإسلام ، كما أنه لم يدخل في ملف من ملفات الأمة إلا أدى به للهاوية وانظروا إلى افغانستان والعراق وسوريا وغيرهم ، وأن الجهاد له شروط وضوابط وهو يشمل كل جهد كذلك يبذل في التنمية والنمو ، وأن له ضوابط كالصلاة وغيرها ، وأننا بينا بالأدلة أن الجمهوريات الإسلامية في روسيا هي دار سلم وليست دار حرب ولا يجوز إعلان الجهاد فيها ، فالله خلقنا لتعمير الأرض ، فالتعمير فريضة ولا يتحقق إلا بالأمن والبناء والعمل والتعاون" .
كما ألقى رئيس جمهورية "قبردينو بلقاريا" كلمة في افتتاح المؤتمر حيا فيها جهود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في نشر الفكر الوسطي المعتدل وانتهاجه النهج التجديدي في الفكر والثقافة وفتح باب الاجتهاد مع الحفاظ على الثوابت ونبذه العنف والتشدد ، مؤكداً على أن انسجام العلاقات بين الطوائف داخل أي دولة أو مجتمع هو ضمانة للحفاظ على استقرار تلك المجتمعات والدول .
كما تحدث في المؤتمر وحول موضوعاته مفتي جمهورية "قبردينو بلقاريا" ، وفضيلة الدكتور خالد المذكور – عضو مجلس أمناء الاتحاد - ، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن آل محمود – عضو مجلس أمناء الاتحاد - ، ونائب رئيس إدارة العلاقات مع المنظمات الإسلامية بالديوان الرئاسي الروسي ، ونائب مدير صندوق دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي في روسيا ، والنائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لروسيا الاتحادية ، ونائب مفتي القرم ، وكلمة باسم كل مفتيين شمال القوقاز ألقاها أكبر المفتيين سناً وفق التقليد لديهم ، وأسقف من أساقفة المسيحيين بالجمهورية .
ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر انعقد تحت رعاية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، والإدارة الدينية لمسلمي جمهورية "قبردينو بلقاريا" ، وصندوق دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي في روسيا ، ومركز الوسطية في موسكو ، والمنظمة الدينية المركزية "الرسالة الإسلامية العالمية" في روسيا .