هنأ عدد من علماء الدين الإسلامي المشاركين في اجتماعات "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، في ولاية قونية، بوسط تركيا، الشعب التركي على نجاحه في هزيمة المحاولة الانقلابية التي وقعت في البلاد منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وخلال ندوة للاتحاد في ولاية قونية، تقدم الشيخ عكرمة سعيد صبري، خطيب المسجد الأقصى، بخالص التهاني للشعب التركي والرئيس رجب طيب أردوغان، لتمكنهم من دحر المحاولة الانقلابية، معربا عن إعجابه بوقوف المواطنين الأتراك خلف قائدهم.
وأوضح صبري، خلال ندوة بعنوان "المدن القديمة في العالم الإسلامي: المدينة، القدس، قونية)، أن مدينة القدس بفلسطين هي أقدم مدن العالم، ويسعى الغرب جاهدا إلى محو اسمها من أذهان المسلمين، لكن الدفاع عن القدس مازال مستمرا، على الرغم من كافة القيود، مشيرا أنهم يعتبرون تركيا شريانا يمدهم بالهواء.
من جانبه، هنأ مفتي السودان، عصام البشير، الشعب التركي لمقاومته محاولة الانقلاب الفاشلة، ودعا المسلمين، في كل مكان، إلى تطوير أنفسهم، وعدم الاكتفاء بميراث الأجداد، مؤكدا على أن من لا يطور نفسه سيندثر مع مرور الوقت.
وعن المدن القديمة في العالم الإسلامي، أوضح البشير أن الأمة الإسلامية على مر الزمان انتشر بها عديد من المراكز الثقافية والدينية، كمدن القدس وبغداد والمدينة وخرسان وقونية؛ الأمر الذي عاد بالنفع في شتى المجالات على الحضارة الإسلامية.
بدوره، أعرب الداعية السعودي المعروف، سلمان بن فهد العودة، عن خشيته من تحول تركيا إلى ما وصل إليه مصير سوريا، حال نجاح المحاولة الانقلابية، معتبرا أن مناهضة الأتراك للانقلاب "صار مصدر إلهام لكل مسلم".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.