استنكر الشيخ د.علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، انتشار العنف ضد المرأة، قائلا إن ذلك سببه التقاليد والأعراف والثقافات الفاسدة والبعيدة عن الإسلام، مستغربا الأحكام التي صدرت بحق عدد من الفتيات في مصر بالسجن أحد عشر عاما لرفعهن "إشارة رابعة"، كما تحدث عما يجري في سوريا من عنف وقتل للنساء والأطفال.
وقال القره داغي: إن الرفق له أهمية كبيرة ومكانة في الإسلام واعتنى به الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يجب أن تقتدي به الأمة في ذلك، وتبتعد عن العنف الذي هو ضد الرفق، فقد حرّمه الله تحريما شديدا وبين آثاره الخطيرة على الإنسان في الدنيا والآخرة.
وأضاف: لقد خصصت الأمم المتحدة 25 نوفمبر من كل عام يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة، ولكن نجد أن عالمنا الإسلامي ودولنا العربية والإسلامية فيها نسبة كبيرة من العنف وبخاصة العنف ضد النساء، فالعنف وارد في بيئتنا العربية بسبب التقاليد الجاهلية والأعراف والثقافات الفاسدة، وبسبب التربية غير الصحيحة في هذا المجال التي يجب أن تبتعد عنها أمتنا الإسلامية اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "لن يضرب خياركم"، وحتى لو أجيز الضرب فهذا الضرب ليس مبرحا وفي حالة معينة وهي مجرد تأديب بالإشارة من السواك والمسبحة وليس ضربا مبرحا يؤدي لنقل المرأة إلى المستشفيات فهذا ليس في الإسلام من شيء.
وأضاف : تظهر الدراسات أن نسبة ضرب النساء في أمريكا وكندا تصل إلى ما بين 60 و65 %، أما في فرنسا فتصل إلى 95% ..بينما ذكرت دراسة في مصر عن العنف أنه شديد ويؤدي إلى عاهة مستديمة.
وتابع: إذا كان حال مصر قبل الأحداث هكذا فقد سمعتم بما حدث في سجن البنات، طالبات ليس عليهن شيء إلا أنهن استعملن بالونات ورفعن "شعار رابعة" وشاركن في المظاهرات ومع ذلك كانت العقوبة 11 عاما، ولأول مرة محكمة الجنح تعطي عقوبة بهذا المستوى لأنه من عادة محكمة الجنح لا تعطي السجن لأكثر من 3 سنوات فلا توجد محكمة في العالم وتسمى محكم الجنح وتقضي ب11 سنة أو 17 سنة للأولاد والبنين من طلاب الجامعة..فأين الأخلاقيات أمام هذا الشعب.. ولذلك الظلم في بلداننا وصل إلى مرحلة لا تطاق وعلينا أن نعيد النظر في أنفسنا، ونعلم أن نجاحنا وعزتنا في التزامنا بديننا لأن ديننا يجعلنا غير تابعين لأحد إلا الله سبحانه وتعالى.
ودعا القره داغي إلى أن نتخذ من سنة رسول الله منهاجا ونحفظ قوله ونجعله منهاجا لحياتنا في أي مكان وعلى أي حال، وقد ربط الرسول الرفق بالخير في أحاديث كثيرة، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله".
وقال : كان الرسول صلى الله عليه وسلم رفيقا مع زوجاته في كلامه وتعامله وتصرفاته ويراعيهن.
واختتم بقوله: وإذا كنا نحب الرسول صلى الله عليه وسلم يجب أن حول هذه المحبة إلى القدوة والقدوة الاقتياد بما فعله الرسول وأن نكون رفقاء بأهلنا وزوجاتنا وأولادنا ذكورا وإناثا والأقارب والجيران وبمن يعملون معنا وتحت ايدينا ومع الحيونات والبيئة التي نعيش فيها فالرفق مطلوب في كل شيء ويقول الرسول (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق).