خرجت مظاهرات ومسيرات معارضة للانقلاب العسكري في مصر اليوم الجمعة، تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بالاحتشاد والتظاهر تحت شعار "إسقاط استفتاء الدم"، للإعلان عن رفض الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور والذي من المقرر إجراؤه يومي 14 و15 من الشهر الجاري.
وقال مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد إن المظاهرات انطلقت في أكثر من عشر محافظات فور الانتهاء من صلاة الجمعة، مشيرا إلى أن قوات الجيش أغلقت ميادين رابعة العدوية والتحرير ونهضة مصر ومصطفى محمود الرئيسية في محافظتي القاهرة والجيزة تحسبا لهذه المظاهرات.
وبثت الجزيرة لقطات مباشرة لمسيرات في المهندسين والحوامدية والصف بمحافظة الجيزة ومدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وكذلك لمسيرة حاشدة بمحافظة البحيرة.
ورفع المشاركون في المسيرات الأعلام المصرية وشعار رابعة العدوية ولافتات تدعو لمقاطعة الاستفتاء على تعديل الدستور، حسب ما أظهرت اللقطات.
كما رفعوا خلالها صورا للرئيس المعزول محمد مرسي وللضحايا الذين سقطوا في أحداث العنف ضد المتظاهرين، والتي كان أشرسها خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/آب بالقوة، مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين بحسب إحصائيات رسمية.
وقبل صلاة الجمعة خرجت مسيرات ومظاهرات منددة بالانقلاب العسكري في حلوان وشبرا الخيمة بالقاهرة، إضافة لمحافظات دمياط والدقهلية والغربية والشرقية والفيوم.
دعوة التحالف
يشار إلى أن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا في بيان أصدره مساء الخميس إلى التظاهر الجمعة تحت شعار "إسقاط استفتاء الدم".
وقال التحالف في بيانه إن "إرهاصات سقوط الاستفتاء الباطل والانقلاب بدأت في الخارج"، وذلك في إشارة إلى تقارير تفيد بضعف المشاركة في تصويت المصريين بالخارج في الاستفتاء على تعديل الدستور.
وبدأ تصويت المصريين في الخارج الأربعاء الماضي في مقار السفارات والقنصليات المصرية بعواصم العالم، واستمر لمدة خمسة أيام.
وأضاف التحالف في بيانه "أيها الثوار أيتها الثائرات: في حياة الأمم أيام فارقات، وفي حراك الثورات أيام فاصلات. فتقدموا بثورتكم إلى الأمام متمسكين بمقاومة سلمية فداء للوطن وثأرا للشهداء في أسبوع ثوري تصعيدي تحت عنوان: إسقاط استفتاء الدم".
مظاهرات مسائية
وكان معارضو الانقلاب العسكري قد نظموا وقفات احتجاجية ومسيرات وسلاسل بشرية مساء أمس، للمطالبة بإسقاط ما يسمونه "حكم العسكر"، داعين إلى "عودة الشرعية" ومقاطعة الاستفتاء على تعديلات الدستور، وذلك في إطار الاحتجاجات المتواصلة منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي.
فقد خرجت في مدينة أسيوط -بصعيد مصر- مسيرة حاشدة انطلقت من شارع النميس -أكبر شوارع المدينة- باتجاة شارع المساحة والجمهورية، وندد المشاركون بما سموه "اعتداءات" وزارة الداخلية على المتظاهرين، وطلاب الأزهر في أسيوط واقتحام المدينة الجامعية، كما رددوا هتافات تندد بحكم العسكر وتطالب بعودة الشرعية.
وتنوعت هتافات المتظاهرين ما بين التنديد بالانقلاب العسكري وبوزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، والمطالبة بعودة ما يسمونها "الشرعية" والمسار الديمقراطي، وكذلك المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن قتل المعتصمين السلميين، والإفراج عن المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.
يذكر أن السيسي قاد -بمباركة شخصيات دينية وسياسية- انقلابا عسكريا عزل مرسي وعطل العمل بدستور 2012 وحل مجلس الشورى المنتخب.
وعقب ذلك قتل المئات وأصيب الآلاف في عمليات عنف مورست ضد مناصري مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وزج بالآلاف منهم في السجون، حسب ما يقول التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب.