مدون من بنغلاديش
كانوا يدخلون بنغلاديش بعد اندلاع العنف في ميانمار أمواجاً، وقد قلت هذه الأمواج في هذه الأيام الأخيرة.
والآن لا تأتي إلا الأسر الشريفة الذين بذلوا أقصى ما لديهم من جهود للبقاء في بلادهم، والذين نجوا من الموت بسبب أنهم كانوا مختبئين في الغابات للنجاة، مما تقوم به القوات الحكومية الميانمارية بنحر الأطفال والرضع بالسكاكين أثناء ما يسمى بحملات التطهير التي تشنها على قرى مسلمي الروهينغا بولاية راخين.
على الرغم من أنهم لايأتون الآن كثيرا فإنهم يأتون في جماعات صغيرة، فقد معظمهم أيَّ فرد من أفراد أسرتهم، وبعضهم من ضحايا التعذيب البربري.
أنا الآن في إحدى المخيمات بكوتوبالنغ بكوكس بازار، قمت بعدة مقابلات شخصية منفردة وجماعية مع العديد من النساء والرجال بمن فيهم ستة علماء وخمس نسوة.
كلمتهم حول حركة اليقين التي تقوم بدعوة استقلال بلادهم، كل لديهم قصة مؤلمة إما إحراق منازلهم، أو اغتصاب نسائهم، أو ذبح أولادهم، أو قتل رجالهم وأقاربهم.
أنا الآن في أحد المخيمات، تكلمت مع كثير من الرجال والنساء حول ما يجري في ميانمار. التقيت في شاه برير ديب مع سلمى البالغة من العمر 20 عاماً في المنطقة الحدودية، دخلت بنغلاديش في مجموعة من خمسة عشر شخصاً في 18 سبتمبر/أيلول، استخدمتُ اسمها المستعار من أجل الخصوصية الشخصية، قالت سلمى أثناء التكلم معنا: "لم أواجه في حياتي مثل هذا الوضع الصارم من قبل. وقد تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل 13 جندياً بورمياً. وكنت أشعر بألم لا أستطيع تحمله، أنا الآن أيضا أشعر بألم شديد في أسفل بطني وفي المنطقة التناسلية، وقد توفيت العديد من الفتيات عند اغتصابهن، وكلما أرادوا أن يقتلوني أظهرت أمامهم طفلي وعانقت أقدامهم من أجل الحياة، قلت لهم: لن أقول لأحد ما فعلتم بي، سأذهب إلى بنغلاديش".
وقد بكت عندما تحدثت عن تعرضها للاغتصاب الجماعي وعن موت ولدها في الطريق قبل الدخول في بنغلاديش. وأضافت أن قوات ميانمار قتلوا أخاها وزوجها بعد أن اغتصبوها، وأنهم عندما يدخلون قرى المسلمين يقومون بجمع الرجال والنساء ويأخذونهم في السيارات إلى أماكن بعيدة، ويقومون باغتصاب جماعي للفتيات والنساء الجميلات، وأثناء هذه العملية كانوا يقتلون الأطفال الذين يبكون أو يحاولون أن يصرخوا.
وصفت سلمى أنه أثناء تعرضهن للضرب المبرح والاغتصاب الجماعي يقول لهن الجنود إنكم بنغلاديشيون: "لا بد لكم أن تعودوا إلى بلادكم ماذا يمكن أن يفعل الله لكم، انظر ماذا يمكننا القيام بكم؟"، بعد أن نجت سلمى من عذابهم قضت في الغابة 15 يوماً، وكان معها أخوها البالغ 12 عاماً وولداها. ولكن قبل أربعة أيام من دخولها إلى بنغلاديش توفي ولدها الكبير (4 أعوام) ووصلت بعد مشقة شديدة إلى بنغلاديش بولد لها وأخيها.
وقد تورم القدم بكثرة المشي، ولكنها بعد أن دخلت بنغلاديش وجدت مساعدة كبيرة لم تجدها في بلدها ميانمار.
وأثناء تجوالي في مخيم أوخيا التقيت بامرأة أخرى، اسمها ربينا بيغم، تكلمت معها، وقالت وهي تبكي: "لم يكن لديّ أي خيار لإطعام صغيري سوى التسول، وذلك لأن زوجي تركني عندما علم أن القوات الميانمارية اغتصبوني أثناء الحملة التي شنوها بعد 24 أغسطس/آب".
وأضافت: "كنت على وشك الولادة عندما اغتصبوني في الشهر التاسع لحملي، وقد رأوا بوضوح أني حامل؛ ولكنهم لم يبالوا بذلك، زوجي تزوج امرأة أخرى واتهمني بأنني لم أمنع الجنود، والآن أنا أعيش على مساعدة الناس والتسول".
وأضافت روبينا بيغم أن الجنود أتوا القرية وأخذوا الفتيات الجميلات في بيت من القرية ثم اغتصبوهن تباعاً، والآخرون قاموا بالحراسة خارجه، تقول: "إن النساء لا تستطيع أكثرهن الهرب من البيت بسبب أطفالهن؛ ولكن أولياء أمورهن وأزواجهن يعتبرونهن مذنبات؛ لأنهن لا يهربن معهم".
تجري هذه الأمور المروعة على مرأى ومسمع من الحكومة الميانمارية الظالمة التي ترأسها المنشقة حاملة جائزة نوبل للسلام أونع سانع سوشي؛ ولكنها ترفض هذه الاتهامات بقوة حيث قالت في خطابها للشعب سمعت: "إن المسلمين يفرون إلى بنغلاديش، ولكني لا أعلم لماذا يفرون؟ سأتكلم معهم في قضيتهم، وقد اعتبرت وسائل إعلامية دولية بأن سوشي تلعب دور النعامة، تتظاهر بأنها لا تعلم شيئاً، مع أنها هي الشخصية الوحيدة لجميع هذه العمليات الشنيعة".
إحدى الأمهات روت لها أن ابنتها ذات الخمس سنوات كانت تحاول حمايتها من الاغتصاب عندما قام رجل من المهاجمين بإخراج سكين كبير ونحرها بقطع حلقها.
أصدرت صحيفة بنغالية تقريراً بعد مقابلات مع 20 لاجئاً من الذين نجحوا في الوصول إلى مخيمات اللجوء في بنغلاديش.
يقول التقرير: إن رضيعاً ذا ثمانية أشهر وطفلين عمرهما 4 و6 سنوات طعنوا حتى الموت في منازلهم أثناء عمليات التطهير التي تقوم بها القوات الحكومية، والتي تشير تقارير سابقة إلى قتلهم المئات منذ أغسطس/آب الماضي، في القرى المسلمة بولاية راخين.
وتقول الصحيفة: إن إحدى الأمهات روت لها أن ابنتها ذات الخمس سنوات كانت تحاول حمايتها من الاغتصاب عندما قام رجل من المهاجمين بإخراج سكين كبير ونحرها بقطع حلقها.
وتحدثت أيضاً عن حالة لطفل ذي 8 أشهر قتل أثناء تعرض أمه للاغتصاب الجماعي من قبل خمسة من ضباط الأمن البورمي.
وحكت أيضاً أن طفلة ذات 14 ربيعاً لفريق المحققين كيف تعرضت للضرب المبرح بعد اغتصابها من قِبَل الجنود، وأن أمها تعرضت للضرب حتى الموت وكذلك شقيقتاها، اللتان يتراوح عُمرهما بين 8 و10 أعوام، قتلتا طعناً بالسكاكين.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة البورمية تنفي مراراً الادعاءات المتعلقة بالاضطهاد ضد أقلية الروهينغا، وترفض أي دليل وتعتبره دعاية، وتحججت أن ضرب الشرطة للمواطنين معتاد في كثير من الدول.