الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يثمن مبادرة توحيد بعض الفصائل ويدعوها للتكامل مع غيرها من القوى الثورية السورية، ويفتي بأن الوحدة فريضة شرعية وضرورة عقلية
أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يثمن فيه مبادرة توحيد بعض الفصائل ويدعوها للتكامل مع غيرها من القوى الثورية السورية، ويفتي بأن الوحدة فريضة شرعية وضرورة عقلية، وهذا نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلي آله وصحبه ومن اتبع هداه.
تلقى الاتحاد بغبطة وسرور ما أعلن عنه من توحيد مجموعة من الفصائل الساعية إلى تحرير سوريا من نظام الطغيان الأسدي، وإعادة كرامة الشعب السوري، والاتحاد إذ يثمن هذه المبادرة التي تأتي في وقت تشتد فيه الحاجة الى الوحدة ورص الصفوف من أجل استكمال معركة التحرير في سوريا.
فإن الاتحاد يدعو ويؤكد على ما يلي:
1- يبارك الاتحاد للفصائل التي اتفقت على توحيد صفوفها، ويدعوها إلى السعي لتنسيق مع بقية القوى السياسية والعسكرية، مثل الجيش الحر، والائتلاف الوطني، وغيرها من القوى المخلصة الناشطة ميدانيا، أو على الساحة الدولية، من أجل إنقاذ سوريا والشعب السوري، ويدعو الاتحاد كافة القوى الثورية الوطنية المخلصة إلى توحيد صفوفها وتنسيق جهودها من أجل تحرير سوريا، وإخراج الشعب السوري من نير طغيان النظام الأسدي الفاشيي الفاشل، الذي يقتل الشعب بكل اسلحة الدمار الشامل.
2- أمام واقع أمتنا الاسلامية الأليم فإن الاتحاد يؤكد على أن الوحدة فريضة شرعية يدل عليها عدد كبير من الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، منها على سبيل المثال قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ]آل عمران:103[ وقوله تعالى } وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ { [الأنفال:46]، ومن الأحاديث وصية الرسول في خطبة الوداع "ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) متفق عليه، والمراد بقوله (كفارا) هنا: يعني (مختلفين متفرقين) حيث عبر عنهم بالكفار أيضاً في قوله تعالى: } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ{ ] آل عمران: 100[ أي متفرقين، بل إن من فقه هارون ( عليه السلام) الذي أقره الله تعالى: أنه سكت عما فعله بنو إسرائيل من الكفر، خوفاً من التفرق، فقال: }إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي{]طه:94[ .
اللهَ اللهَ في الوحدة، وإياكم والفرقة.
3- يدعو الاتحاد كل فصائل الثوار السوريين الى حماية وضمان حقوق كل المواطنين السوريين في الحياة الكريمة والمشاركة السياسية والحرية الدينية مهما كانت انتمائتهم المذهبية والقومية.
4- يدعو الاتحاد القوى الاقليمية والدولية الحريصة على استقرار المنطقة الى دعم حق الشعب السوري في الحرية والاستقلال والنهضة في إطار دولة مدنية مستقلة ذات سيادة بمرجعية إسلامية، يتمتع فيها كل المواطنين بحقوق مدنية متساوية وتتمتع بعلاقات متوازنة مع جيرانها وشركائها في المصالح الاقليمية والدولية
}وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ{ ]سورة التوبة -105[
الدوحة: 19 محرم 1435
الموافق:23/11/2013م
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد