بعد الإعداد العظيم الَّذي قام به النَّبيُّ (ص) لتربية أصحابه، وبناء الجماعة المسلمة المنظَّمة الأولى على أسسٍ عقديَّةٍ، وتعبُّديَّةٍ، وخلقيَّةٍ رفيعة المستوى حان موعدُ إعلان الدَّعوة، بنزول قول الله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ*وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ*) [الشعراء: 214 ـ 216].
أولًا: جبل الصفا "منبر الجهر بالدعوة الكونية"
فجمع صحبه (ص)، وعشيرته، ودعاهم علانيةً إلى الإيمان بإلهٍ واحدٍ، وخوَّفهم من العذاب الشَّديد؛ إن عصوه، وأمرهم بإنقاذ أنفسهم من النَّار، وبيَّن لهم مسؤولية كلِّ إنسانٍ عن نفسه. حيث قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: لما نزلت صَعِدَ النبي الكريم على جبل الصَّفا، فجعل ينادي: يا بني فِهْر! يا بني عَديٍّ ـ لبُطونِ قريش ـ حتَّى اجتمعوا، فجعل الرَّجل إذا لم يستطعْ أن يَخرج؛ أرسل رسولًا؛ لينظر ما هو، فجاء أبو لهبٍ، وقريشٌ، فقال: أرأيتَكم لو أخبرتُكم: أنَّ خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مُصَدِّقيَّ؟ قالوا: نعم! ما جَرَّبْنا عليك إلا صِدقاً، قال: فإنِّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تبَّاً لك سائرَ اليوم! ألهذا جمعتنا؟ فنزلت (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*) [المسد: 1 ـ 2].
كان القرشيُّين واقعيِّين عمليِّين، فلمَّا رأوا محمَّدًا (ص)، وهو الصادق الأمين، قد وقف على جبل يرى ما أمامه، وينظر إلى ما وراءه، وهم ما يرون إلا ما هو أمامهم، فهداهم إنصافهم، وذكاؤهم إلى تصديقه، فقالوا: نعم.
وبعد أن تمَّت هذه المرحلة الطَّبيعية للدعوة، وتحقَّقت شهادة المستمعين؛ قال رسول الله (ص): «فإنِّي نذير لكم بين يديّ عذاب شديد» وكان ذلك تعريفاً بمقام النُّبوَّة، وما ينفرد به من علمٍ بالحقائق الغيبيَّة، وموعظةً، وإنذارًا، في حكمةٍ وبلاغةٍ لا نظير لهما في تاريخ الدِّيانات، والنُّبوَّات، فلم تكن طريقٌ أقصر من هذه الطَّريق، ولا أسلوب أوضح من هذا الأسلوب، فسكت القوم، ولكنَّ أبا لهب قال: تبّاً لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا؟! وبهذا كان النَّبيُّ (ص) قد وضع للأمَّة أسس الإعلام؛ فقد اختار مكانًا عاليًا ـ وهو الجبل ـ ليقف عليه، وينادي على جميع النَّاس، فيصل صوته إلى الجميع، وهذا ما تفعله محطَّات الإرسال في عصرنا الحديث، لتزيد من عملية الانتشار الإذاعيِّ، ثمَّ اختار لدعوته الأساس المتين ليبني عليه كلامه وهو الصِّدق، وبهذا يكون (ص) قد علَّم رجال الإعلام والدَّعوة: أنَّ الاتصال بالنَّاس بهدف إعلامهم، أو دعوتهم يجب أن يعتمد ـ بصفةٍ أساسيَّةٍ ـ على الثِّقة التَّامَّة بين المرسِل والمستقبِل، أو بين مصدر الرِّسالة والجمهور الَّذي يتلقَّى الرِّسالة، كما أنَّ المضمون أو المحتوى يجب أن يكون صادقاً لا كذب فيه.
جاءت مرحلةٌ أخرى بعد ذلك، فأصبح يدعو فيها كلَّ مَنْ يلتقي به من النَّاس على اختلاف قبائلهم، وبلدانهم، ويتبع النَّاس في أنديتهم، ومجامعهم، ومحافلهم، وفي المواسم، ومواقف الحجِّ. ويدعو من لقيه من حُرٍّ، وعبدٍّ، وقويٍّ، وضعيفٍ، وغنيٍّ، وفقير؛ حين نزول قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر: 94 ـ 97].
كانت النتيجة لهذا الصَّدْع هي الصَّدُّ، والإعراض، والسُّخرية، والإيذاء، والتَّكذيب، والكيد المدبَّر المدروس. وقد اشتدَّ الصِّراع بين النَّبيِّ (ص) وصحبه، وبين شيوخ الوثنية وزعمائها. وأصبح النَّاس في مكَّة يتناقلون أخبار ذلك الصِّراع في كلِّ مكانٍ، وكان هذا في حدِّ ذاته مكسبًا عظيمًا للدَّعوة، ساهم فيه أشدُّ، وألدُّ أعدائها، فليس كلُّ الناس يسلِّمون بدعاوى زعماء المشركين. وقد كانت الوسيلة الإعلاميَّة في ذلك العصر، تناقل النَّاس للأخبار مشافهةً، وسمع القاصي، والدَّاني بنبوَّة الرَّسول (ص)، وصار هذا الحدث العظيم حديث النَّاس في المجالس، ونوادي القبائل، وفي بيوت النَّاس.
يمكن القول: إن أهمُّ اعتراضـات زعمـاء الشِّرك كانت موجهـةً نحو وحدانيـة الله تعالى، والإيمان باليوم الآخر، ورسالة النَّبيِّ (ص)، والقرآن الكريم الذي أُنزل عليه من ربِّ العالمين.
ثانيًا: دوافع إنكار دعوة الإسلام في العهد المكِّيِّ
تحدَّث الباحثون عن دوافع إنكار دعوة الإسلام في العهد المكِّيِّ، فذكروا منها:
- ضعف تأثير النبوات في جزيرة العرب
كان العرب الَّذين بُعِثَ فيهم النبي (ص) بعيدين عن الدِّيانات السَّماويَّة، فلم يكونوا يدينون بدينٍ؛ ولم ينشغلوا بدراسة كتابٍ سماويٍّ ـ كما كانت تفعل اليهود، والنَّصارى ـ ولهذا احتجَّ الله عليهم ببعثة محمَّدٍ (ص)، يقول الله تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ *أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ *أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ *) [الأنعام: 155 ـ 157].
وكان لتغلغل المعتقدات الوثنيَّة في حياتهم، وعقولهم، وسيطرتها على تفكيرهم أثرٌ عظيم في تصلُّبهم أمام الحقِّ، وإبائهم الانقياد والإذعان لدعوته، هذا فضلاً عن أنَّ طبيعة النَّفس البشريَّة حين لا تدين بدينٍ سماويِّ، فإنَّها تبتعد عن التجرُّد والصَّفاء العقديِّ، وتميل إلى التَّجسيم المادِّيِّ الحسِّيِّ، ولذلك أقدم عُبَّاد الأصنام على بذل نفوسهم وأموالهم، وأبنائهم دونها، وهم يشاهدون مصارع إخوانهم، وما حلَّ بهم، ولا يزيدهم ذلك إلا حبّاً لها، وتعظيماً، ويوصي بعضهم بعضاً بالصَّبر عليها، وتحمُّل أنواع المكاره في نصرتها وعبادتها، وهم يسمعون أخبار الأمم الَّتي فُتنت بعبادتها، وما حلَّ بهم من عاجل العقوبات.
- العصبيَّة لتراث الآباء والأجداد
كان أكبر طاغوتٍ تحارَب به دعوات الرُّسل والأنبياء ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ هو طاغوت التَّقليد، والعادة المتبعة، وهي من أكبر العوامل في الصَّدِّ عن دين الله، ومن الصَّعب على الإنسان الخروج من مألوفاته، وإنَّ ذهاب روحه أهون عليه من تغييرها؛ إلا أن يدخل في قلبه ما يقتلعها، وقد أشار القران الكريم إلى مرض تقليد الاباء في الباطل في الأمم السَّابقة؛ فهذا إبراهيم ـ عليه السلام ـ يخاطب قومه قائلاً: (إِذْ قَالَ لأِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ*قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ*أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ*قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ*) [الشعراء: 70 ـ 74].
وهذا المنهج هو دأب المشركين، والمعارضين لدين الله على مرِّ الأجيال، وإذا استنكر عليهم الدُّعاة الأطهار المصلحون ولوغهم في الشَّهوات، وانهماكهم في الفواحش، وساءلوهم عن ذلك، قالوا: (وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ*) [الأعراف: 28].
ما ذلك إلا لفقدان الدَّليل، وانقطاع الحجَّة؛ إذ إنَّهم لا يعتمدون على عقلٍ يرشدهم، ولا كتابٍ يؤيِّدهم، ولذلك قال تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدىً وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ *وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ *) [لقمان: 20 ـ 21] .
- موقف أهل الكتاب المساند للوثنيَّة
كانت بيئة العرب الوثنيَّة مستعدَّةً لمواجهة دعوة التَّوحيد، ومحاربتها، ووجدت في موقف أهل الكتاب الرَّافض للدَّعوة مستنداً قويَّاً لهذه المعارضة، فهاهم أهل التَّوراة، والإنجيل، وورثة الكتب السَّماوية، ينكرون دعوة محمَّد (ص)، ويردُّونها، ويكذِّبونها، وهم أدرى منَّا بالدِّين، وهذا كان مصدر دعمٍ، وتقويةٍ، وتثبيتٍ لموقف المشركين: {وَانْطَلَقَ الْمَلأَ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ *مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ *} [ص: 6 ـ 7] .
فمن عوامل الصَّبر على الالهة في مواجهة الدَّعوة الجديدة: أنهم لم يسمعوا بما جاء به (ص) في الملَّة الاخرة، وهي النَّصرانيَّة، قاله ابن عباس، والسُّدِّيُّ، ومحمَّد بن كعب القرظيُّ، وقتادة، ومجاهد، وهذا مبنيٌّ على شهادة أهل الكتاب للمشركين ضدَّ الرَّسول (ص)، وإلا فما كان للعرب من علمٍ بالكتب السَّماوية، وما فيها من الحقائق والأخبار.
- سيطرة الأعراف والعوائد القبليَّة "عصبية الجاهلية"
كان الصِّراع القبليُّ، والتَّنافس على الرِّياسة، والشَّرف، والسُّؤدد، ذا جذورٍ في الأعراف، والعوائد القبليَّة، ولذلك تجد المعارضين للدَّعوة المنتسبين للبطن الَّذي ينتسب إليه الرَّسول (ص)، يحتجُّون على رسول الله (ص) بأنَّه ليس شيخاً ذا رياسةٍ، وتقدُّمٍ فيهم، والمعارضين من البطون الأخرى يرفضون الإسلام خوفاً على مناصبهم، ومكانتهم، والمعارضين من القبائل الأخرى يرفضونها حفاظاً على مراكز قبائلهم، وتكبُّرًا على اتِّباع فردٍ من قبيلةٍ أخرى، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: «إنَّ أوَّل يومٍ عرفت فيه رسول الله (ص)، كنت أنا، وأبو جهل بن هشام في بعض أزقَّة مكَّة؛ إذ لقينا رسول الله (ص)، فقال رسول الله (ص) لأبي جهل: يا أبا الحكم! هَلُمَّ إلى الله، وإلى رسوله، إنِّي أدعوك إلى الله، فقال أبو جهل: يا محمد! هل أنت مُنتهٍ عن سبِّ الهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت؟ فو الله! لو أنِّي أعلم أنَّ ما تقول حقاً ما تبعتك! فانصرف رسول الله (ص)، وأقبل عليَّ، فقال: والله! إنِّي لأعلم أنَّ ما يقوله حقٌّ، ولكن بني قصيٍّ قالوا: فينا الحجابة، فقلنا: نعم، قالوا: فينا النَّدوة، قلنا: نعم، قالوا: فينا اللِّواء، قلنا: نعم، قالوا: فينا السِّقاية، قلنا: نعم. ثم أطعموا، وأطعمنا حتَّى إذا تحاكَّت الرُّكب؛ قالوا: منا نبيٌّ! فلا والله لا أفعل» [البيهقي في دلائل النبوة (2/207)].
- حرصهم على مصالحهم ومكانتهم وتأثيرهم على العرب
فقد كانوا يريـدون أن تبقى لهم منزلتهم المرموقـة، وأمجادهم العريقـة، ويريدون أن تبقى لمكَّة قداستها عند القبائل العربيَّة؛ إذ كانوا يظنُّون: أنَّ الإسلام سيسلبها هذه الميزة، ويجعل العرب يغزونها، ويمتنعون عن جلب الرِّزق إلى أسواقها، وينسون: أنَّ الله هو المُنعم عليهـم بالأمن والرِّزق: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ *} [القصص: 57].
إنَّ قريشًا كانت تظنُّ: أن العرب الَّذين يقدِّسون الأصنام، عندما يعلمون: أنَّ قريشاً ستعتنق ديناً جديداً، وستترك دين ابائهم؛ فإنَّهم سينقضُّون عليها، ويتخطَّفون أهلها؛ جزاءَ ما فعلوا، بل ويمتنعون عن جلب الرِّزق إليهم في مواسم الحجِّ، لكن هيهات! فإنَّ الله غالبٌ على أمره، يقول تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ*} [العنكبوت: 67].
بعد ذلك، انطلقت كتائب الحق تفتح الآفاق نحو مستقبل جديد لأمة العرب والمسلمين، وتبشر بالوعد الإيماني في أرجاء المعمورة، ولم تكترث لكل ما لاقته من مصاعب وأهوال وعذابات. فقد شاء الله تعالى أن يظهر النور ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا.