الرابط المختصر :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان مؤتمر علماء ودعاة اليمن
المنعقد في مدينة مأرب
الحمد لله رب العالمين القائل : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ) آل عمران 187 .
والصلاة والسلام على رسول الله الأمين القائل : « مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْه » أخرجه مسلم.
أما بعـــد :
فقد التقى علماء اليمن ودعاتها في مؤتمرهم الذي أقيم في مدينة مأرب التأريخ الحضارة ، يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى 1439هـ، الموافق الثامن من فبراير 2018م، برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي، وقد أقيم المؤتمر بمشاركة كل من:
1 – وزارة الأوقاف والإرشاد.
2 – هيئة علماء اليمن.
3 – برنامج التواصل مع علماء اليمن.
4 – دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة.
واستعرض المجتمعون ما آلت إليه الأوضاع المأساوية في عموم اليمن بسبب الانقلاب الظالم المشؤوم على الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية وتنكره للواجبات الشرعية والحقوق المرعية .
وما نجم عن ذلك من فساد في كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية
وقد بذل علماء اليمن وعقلاؤه كل الاسباب الممكنة لدفع الاقتتال لتجنيب اليمن ويلات الحرب وحل الخلاف بالطرق السليمة الا ان عناد وصلف الانقلابيين أغلق الأبواب أمام كل الحلول السلمية، واتجهوا بالبلد إلى الحرب والدمار واهلاك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
وبعد استماع الحاضرين للأوراق المقدمة إلى المؤتمر ومناقشتها، وتوصيات المشاركين، يؤكد العلماء المجتمعون على البيان الآتي:
1- : وجوب الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية للشعب اليمني والالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة ، وبالكتاب والسنة وما أجمعت عليه الأمة مرجعية عليا، ورفض كل ما يخالفها، قال الله تعالى (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سورة يوسف 40 .
2- : دعوة عموم الشعب اليمني للتصدي للبغاة الانقلابيين عملاً بنص الآية : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ ) الحجرات 9 ، ودفعاً للظلم الحاصل : ( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) الشورى 41 ـ 42 ونصرةً للمظلوم ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ) النساء 173.
3- نجرّم ما تمارسه المليشيات الحوثية من انتهاكات ، ونحمّلهم كامل المسؤولية فيما آلت إليه البلاد من أوضاع مأساوية ، ونؤكد على حرمة القتال مع ميليشيا الحوثي ومساندته في عدوانه على أبناء الشعب اليمني بأي نوع من أنواع المساندة.
4- : ندعو الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات المجتمعية وسائر أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الشرعية لاستكمال إسقاط الانقلاب وبناء الدولة الحديثة القائمة على الدستور والقانون وفق الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية العادلة.
5- : ندعو أبناء اليمن إلى رصّ الصفوف وجمع الكلمة والاعتصام بحبل الله تعالى ، والابتعاد عن المشاريع الضيّقة والأفكار الهدّامة والعصبيات المناطقية والطائفية ، وتجنب كل ما يفضي إلى الخلاف والتنازع. قال تعالى : ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال 46.
6- : نشكر التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على دعمه للشرعية والشعب اليمني والذي جاء استجابة لنداء الشرعية ونتيجة للانقلاب المشؤوم، وندعوه إلى مواصلة الجهد المبذول في جميع المجالات العسكرية والسياسية والإنسانية حتى يتم استعادة الدولة ومؤسساتها .
7- : نؤكد على وجوب الحفاظ على أرواح الأبرياء والمدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب والدمار.
8- : نؤكد على وجوب الاصطفاف الوطني خلف الشرعية ونحذر من كل الكيانات والمليشيات الخارجة عنها والمتمردة على قراراتها والساعية لتمزيق البلد مهما كانت مسمياتها .
9- : نجرّم اغتيال العلماء والخطباء والدعاة والعسكريين والإعلاميين وكافة الأبرياء باعتبارها دماء معصومة ، وندعو الدولة إلى حمايتهم والتحقيق في الجرائم السابقة.
10 : ندعو الحكومة إلى القيام بواجباتها الشرعية والدستورية في استعادة مؤسسات الدولة وأسلحة الجيش المغتصبة ، ودعم جبهات القتال القائمة وبسط نفوذ الدولة في المناطق المحررة ، وتقديم كافة الخدمات اللازمة واستكمال تحرير كامل الوطن وتحقيق مطالب الشعب اليمني .
11- : ندعو الحكومة للتنسيق مع التحالف العربي والمجتمع الدولي لسرعة إعمار ما دمرته الحرب ونثمن جهود المملكة العربية السعودية والتحالف المبذولة في هذا الجانب.
12- : نطالب الحكومة الشرعية بالعمل على انتظام دفع رواتب الجيش الوطني وقوات الأمن وكافة موظفي الدولة ، ومعالجة جرحى الحرب ، وكفالة أسر الشهداء ورعايتهم، والاهتمام بقضية المعتقلين والمختطفين، ورفع معاناة الشعب ، وتفعيل دور المؤسسة القضائية ، وإقامة الحدود وكفالة الحقوق ، ومواصلة بناء جيشٍ وطنيٍ قويٍ يحمي الشعب ونظامه الجمهوري ومكتسباته وأرضه .
13- : نشكر أبناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المرابطين في كافة الجبهات ونثمن عالياً كل ما يبذلونه من تضحيات في سبيل الله حمايةً للوطن والمكتسبات في ظل هذه الظروف القاسية.
14- : يجب العمل الجاد على مقاومة التدخل الإيراني ، في اليمن والمنطقة الذي تسبب في كل ما حصل ولا يزال، والعمل على إرساء فكرٍ وسطيٍ جامعٍ نابعٍ من نصوص الكتاب والسنة رافضاً للتطرف والغلو مراعياً عادات وأعراف البلد بما يحقق التوافق بين كل أبناء اليمن.
15- : نرفض كل المحاولات الرامية لتغيير المناهج التعليمية والتشكيك في الثوابت العقدية وندعو كافة المنابر الدعوية والمؤسسات التعليمية والإعلامية وكل أبناء الشعب اليمني إلى التصدي لذلك .
16- : ندعو الى تفعيل ميثاق العمل الدعوي بين علماء ودعاة اليمن وتجسيده في أرض الواقع.
17- : نناشد الأشقاء في المملكة العربية السعودية بمراعاة ظروف المغتربين في المملكة حتى تنتهي محنة اليمن.
18- : ندين القرار الظالم الذي يهدف إلى تغيير هوية المسجد الأقصى ونؤكد على أنّ فلسطين وعاصمتها القدس الشريف جزءٌ لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية وأنّ القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى .
وفي الختام نذكّر الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بوجوب الثقة بالله وحده واليقين بوعده
وندعو الجميع إلى المسارعة بالتوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي قال الله تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور - الآية 31
جمع الله شمل الأمة ووحد كلمتها ، وحفظ الله اليمن وأهلها ونصرها على عدوها ، وأبدلنا من بعد الخوف أمنا ومن الشدة فرجا ومن الكرب مخرجا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
صادر يوم الخميس بتاريخ 22جمادى الأولى 1439هـ الموافق 8 فبراير 2018م عن مؤتمر علماء اليمن المنعقد في مدينة مأرب التاريخ والحضارة والله ولي التوفيق .