أكدت حركة أنصار الدين أن القوات الفرنسية ستفشل في الحرب التي تخوضها حاليا في مالي، فيما أكدت الولايات المتحدة ودول أوروبية وأفريقية استعدادها لتوفير الدعم للقوات الفرنسية في المواجهات التي تخوضها مع مقاتلين إسلاميين وسط مالي.
وشدد المتحدث باسم حركة أنصار الدين في مالي سنده ولد بوعمامة على أن فرنسا توهم مواطنيها بتقدمها بصحراء مالي، وقال "لكن الحقيقة لا وجود حقيقيا لها على الأرض"، مؤكدا أن فرنسا تقاتل بقوة إعلامها وأنها ستفشل فشلا ذريعا.
وتوقع حدوث عمليات اختطاف جديدة لصد العمليات العسكرية الفرنسية في مالي، وذلك بعد اختطاف 41 عاملا أجنبيا بالجنوب الجزائري.
جاء ذلك بعد أن أعلنت السلطات الجزائرية سقوط قتيلين خلال هجوم لمسلحين، أعقبه احتجاز 41 من الرهائن الغربيين من خاطفين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي طالب بوقف الهجوم على مالي.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت أمس الأربعاء لأول مرة بين قوات فرنسية ومقاتلين إسلاميين وسط مالي. وخاضت وحدات فرنسية اشتباكات مباشرة مع المقاتلين الإسلاميين الذين يسيطرون على بلدة ديابالي القريبة من حدود موريتانيا، على مسافة 400 كلم شمال العاصمة باماكو.
وقالت مصادر أمنية مالية وإقليمية إن الجيش المالي موجود أيضا بالبلدة التي سيطر عليها مؤخرا المسلحون، وكانوا يسعون إلى الانطلاق منها جنوبا باتجاه العاصمة باماكو.
ومن جهته، قال رئيس الأركان الفرنسي الأميرال إدوار غيو إن القوات الفرنسية الخاصة التي تشتبك حاليا مع المسلحين مدربة جيدا على حرب العصابات.
وكانت فرنسا قد بدأت نهاية الأسبوع الماضي غارات جوية دفعت الإسلاميين إلى الانسحاب من مدن رئيسية كانت تحت سيطرتهم مثل غاو وتمبكتو، لكنهم ظلوا يسيطرون على مدن وبلدات وسط البلاد، وخاصة ديابالي وكونا.
واستولى مقاتلون يقودهم القيادي في قاعدة المغرب الإسلامي أبو زيد على مدينة ديابالي يوم الاثنين الماضي رغم الضربات الجوية الفرنسية.
وتمثل الاشتباكات الأخيرة في بلدة ديابالي بداية المعركة البرية التي قررت فرنسا خوضها بالتزامن مع الضربات الجوية لإبعاد خطر الإسلاميين عن باماكو، بل حتى طردهم من البلاد تماما، مثلما قال وزير الدفاع الفرنسي.
وفيما يتعلق بالموقف الدولي قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاندا إن بلاده "وإن كانت الدولة الوحيدة التي تقاتل في مالي، فإنها تلقى دعما من المجتمع الدولي". وأضاف -في كلمة ألقاها بباريس- أن فرنسا تلقى دعما من الأوروبيين بالتوازي مع تعبئة من الأفارقة، في إشارة إلى قرار نشر قوة من دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) في مالي خلال أيام على الأرجح.
وتابع أنه ليست لفرنسا مصلحة في مالي غير "الدفاع عن المبادئ"، وقال إن من سماهم "الإرهابيين" كانوا سيستولون تماما على مالي لولا التدخل الفرنسي. وبعد بريطانيا والولايات المتحدة، أعلنت ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا اليوم أنها ستساعد فرنسا لوجستيا بوسائل بينها طائرات نقل عسكري.
ومن المقرر أن يصل حوالي ألفيْ جندي من غرب أفريقيا إلى باماكو في 26 يناير/كانون الثاني، بينما وصلت بالفعل أول كتيبة نيجيرية.
على صعيد آخر، يواصل اللاجئون الماليون التدفق نحو الأراضي الموريتانية فرارا من القصف الجوي للطيران الفرنسي ضد مدن مالية تقع تحت سيطرة جماعات مسلحة. وقد تم إحصاء اللاجئين وتقديم مساعدات أولية لهم بمدينة فصاله الحدودية قبل نقلهم إلى مخيم أمبره الذي تشرف عليه السلطات الموريتانية ومنظمات الإغاثة الدولية قرب مدينة باسكنو الحدودية.