إن هذا الحفل الذي أقيم لفتح سفارة ترامب، في القدس، وجاءت ابنته وصهره الصهيوني لحضوره مع سفيره، إنها لسفارة عدوان وسفك دماء الأطفال الفلسطينيين الأبرياء وهم يحتجون سلميا ضد الاحتلال، احتلال أرضهم وديارهم وقد شاهدنا طفلة أزهق الجيش الصهيوني روحها وهي في حضن أمها الثكلى، وقتل معها أكثر من ستين بين شباب وشيوخ ونساء، ألا ينظر هذا الرئيس الأمريكي إلى هذا المشهد؟ أليس له قلب إنساني أم ليس في قلبه إلا الدولار والصهيونية والعدوان على المسلمين كافة في أنحاء العالم؟
وهؤلاء الصهاينة الذين ابتهجوا ورقصوا وطغوا بطغيان ترمب نقول لهم إنه لا يدوم هذا الطغيان، ولا يدوم هذا الابتهاج، وتدنيس المسجد الأقصى بالإرهابيين من المستوطنين.
إن العالم كله ضدكم، وضد سفككم لدماء الأطفال الأبرياء، إن الرئيس أصبح لا يقبل تصرفاته عاقل من الشعوب، ومن النظم السياسية وهذه أول مرة نشاهد أعضاء مجلس الأمن يقفون صامتين حدادا على هذه الأرواح التي قتلت بغير ذنب.
إن الصهاينة بعملهم الإجرامي هذا باستعمال الطائرات الأسلحة الفتاكة ضد مظاهرات سلمية يخطون بسرعة خطوات انتحارهم وكراهية العالم كله لهم، فإنهم أشد خطرا على السلم العالمي، وعلى الإنسانية وما الرئيس الأمريكي إلا أداة طيعة في أيديهم، يجرونه جرا إلى خراب الولايات المتحدة وزوال هيمنتها. وظن الأمريكان أنهم مانعتهم قوتهم وطغيانهم على العالم اليوم، ينصبون أنفسهم شرطة على النظم يرهبونهم ويهددونهم، ويشتمونهم كما فعل هذا الرئيس وما زال يزهو ويطغى بدولارات العرب، ويهينهم في كرامتهم ومقدساتهم، ويذلهم جهارا نهارا.
وأعجب وأغرب من بعض هؤلاء العرب الذين ينصرون الصهاينة ويزعمون جهلا وعبادة أن الصهاينة لهم حق تاريخي، وأن من يقاوم الاحتلال الصهيوني لفلسطين إرهابيون انظر ثم أعجب يا لها من غباوة وذل، وانبطاح أمام العدو، والرقص معه في البحرين وغير البحرين.
إنه هوان، وذل ما بعده ذل، وعبودية مطواعة منساقة كالنعجة أمام الذئب في الاستسلام، والانجذاب.
إن هذا إشعال لنار الحروب، ومقاومة الاحتلال ماله من مرد، ولا ظن ترامب والصهاينة وأشياعهم من بعض المتخاذلين من العرب أن المسلمين في العالم يرضون بهذا العدوان على مقدساتهم ويصمتون.
إن النار تحت الرماد ويوشك وميضها أن يصل إلى الصهاينة الطغاة، الذي أكثروا في الأرض الفساد والكيد، وقتل العلماء والأطفال مستندين إلى ثروة الولايات المتحدة وتأييدها المطلق للاعتداء على الفلسطينيين كل يوم.
إنه لا تدوم لكم هذه الفرحة أيها الصهاينة إنكم إلى زوال بسبب ظلمكم وتمردكم كما تمردتم في عهد أشعياء وأرميا وسلط الله عليكم الأشوريين، ثم الرومان ثم هتلر ألم تقرؤوا توراتكم التي تأمر بقتل ألأطفال فاستجبتم لها بقتل الأطفال الفلسطينيين كما قتلتم من قبل أنبياءكم، وعصيتم موسى رسولكم فعبدتم الأصنام والعجل وهو حي يرزق بينكم.
إنه لا ينفع في عدوانكم وطغيانكم إلا دفع شرككم بالمقاومة الشديد التي تجوس خلال دياركم، والمستوطنات التي جعلتموها حصونا وظننتم أنها تدوم لكم، وأنتم مغتصبون لهذه الأرض بالقوة، وتأييد الظالمين من النظم الاستعمارية، وها هي أمريكا ترث الاستعمار القديم، وتستعمر الشعوب بطغيانها وغرورها بقوتها.
إن ما يظنه بعض العرب من حماية الولايات المتحدة سراب وأوهام، وفقدان للعقل والكرامة ألا يستيقظون؟ كأنهم سكارى وما هم بسكارى..! سيصيبهم الفقر والقحط بعدما طغوا بالبترول، وهو إلى زوال، فماذا ينتظرون؟
إن شباب المسلمين المتعلم المبدع الشجاع قادم، ليحرر فلسطين والمسجد الأقصى، ولا يدوم هذا التخلف والضعف الذي نعانيه نحن هذا الجيل الآن، لا يدوم، كما لا يدوم طغيان ترامب وابتهاج الصهاينة بفتح سفارة العدوان والشر والظلم، إن هذا لا يغير التاريخ الذي يزيفه الصهاينة كذبا وزورا، فهذا لا ينطلي إلا على من يجهل التاريخ.