مقام الانسان في الجنة بمقدار ارتقائه بالقرآن الكريم في الدنيا (اقرأ وارتقى)
شارك فضيلة الشيخ الدكتور على القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الحفل الذى أقامته اللجنة الاجتماعية والرياضية في نقابة المهندسين الأردنيين - لجنة ارتباط قطر للفائزين في مسابقة القرآن الكريم الرمضانية الثانية للمهندسين الأردنيين وعائلاتهم في قطر..
حيث وجه فضيلته رسالة إلى حفظة القرآن الكريم وأكد عليهم أن يعيشوا مع هذه الكلمة النبوية الشريفة الذي تبين بأن مقام الإنسان في الجنة بمقدار ارتقائه بالقرآن الكريم في الدنيا (اقرأ وارتقى) وليس المقصود بهذا الحديث فقط الارتقاء في درجات الجنة هذا أحد معانيه وهذه نتيجة، ولكن المقصود بهذه الكلمة أيضا معناه الأول ارتقى بهذه الآيات ارتقى بهذه الصور ارتقى بهذا القرآن العظيم، ولكن كيف نرتقى بالقرآن الارتقاء بالقرآن ؟ بحسن تلاوته والخشوع معه، وكذلك حينما يكون الإنسان قارئا أ و حافظا للقرآن أن يعمل به كما قال سيدنا بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال (ماكنا نتجاوز عشر آيات إلا بعد ما حفظناها ووعيناها وتفقهنا فيها وعملنا بها ثم تجاوزنا ).
كما أكد فضيلته على الآيات الكريمة التي تتحدث عن زيادة الايمان بالقرآن قال تعالى ( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (سورة لأنفال: 2 ) ولذلك الارتقاء هنا لفظي وخشوعي ومعنوي وعملي، ثم الارتقاء الروحي لأن روح الإنسان ترتقى بالقرآن ولأن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى والروح من عند الله سبحانه قال تعالى فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (سورة الحجر : 29 ) الله سبحانه وتعالى أعطى لهذا الإنسان نفخة من روحه تكريماً وتشريفاً، والقرآن من عند الله سبحانه وتعالى فإذا قرأت القرآن ولم يشغلك الشيطان أو غيره سمت روحك، ونحن اليوم محتاجون إلى هذا السمو الروحي، وأن تكون روحنا عالية وأن لاتكن دنيئة كما نرى اليوم هؤلاء الذين يحطمون أرواحهم ويحطمون كرامتهم حينما يخضعون لغير الله وأكثر من ذلك حينما يخضعون لإعداء الله، ولذلك وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) ( سورة الجمعة :2 ) وأساس قوة الأمة العزة فإذا فقد الإنسان العزة والكرامة فقد كل شيء، حتى العلم لا يمكن أن يحصل إلا في ظل كرامة الإنسان (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ) ( سورة العلق : 3 ) الأمة الذليلة لا يمكن أن تبدع ولا يمكن أن تقاوم، ولكن الأمة التي فيها روح عالية مرتبطة بالله سبحانه وتعالى وتقول لكل شيء حتى حينما يجوع حينما يعطش يقول
إذا أظمأتك أكفُّ الرجال كَفَتْك القَناعَة عزا وفخرا
فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَرَى وهامة همّته في الثريا
فَإِنَّ إِراقَة َ ماءِ الحَياة ِ دون إراقة ماء المحيا
قال ابن عباس إنه لشرف لك ولقومك أي الذين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، إنه ليس من أهلك بن سيدنا نوح من حيث العرض والنسب، لكنه من حيث الدين والأخوة لم يكن أبناً لسيدنا نوح قال تعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) سورة الزخرف: 44) ولكن هذا الشرف الكبير الذى أكرمك الله سبحانه وتعالى به جعله مسؤولية عليك وسوف تسألون ، تسألون في الدنيا، وتسألون في الأخرة هل علمتم الأمة والناس جميعا هذا القرآن.
لابد أن تصل هذا الرسالة إلى جميع البشر قال تعالى (﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الانبياء: 107) وتساءل فضيلته : هل تفقهتم أنتم في دين الله سبحانه وتعالى لأنه كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) وهذه المسؤولية ليست مسؤولية للعلماء الشرعيين فقط، إنما هذه المسؤولية مسؤولية الأمة كل بقدره (بلغو عنى ولا آية ) فالكل مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن تبليغ هذا الدين وعن تطبيق هذا الدين وعن تحقيق القدوة ، ثم يوم القيامة يسألنا الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم إذا لم نقم بواجبنا يشكونا إلى الله (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) ( سورة : الفرقان 30) والمقصود بالمهجور عدم التطبيق عدم التلاوة وعدم المعايشة قال تعالى (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) ( سورة البقرة : 2)
شارك في المسابقة عدد من المهندسين الأردنيين وعائلاتهم المتواجدين في دولة قطر وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقة حوالي 80 متسابقا ومتسابقة من جميع الفئات العمرية من كلا الجنسين حيث قسم المشاركون إلى خمسة فئات عمرية..كما قامت اللجنة الاجتماعية والرياضية بعمل حفل تكريم للفائزين والفائزات بهذه المسابقة والحاصلين على المراتب الثلاثة الأولى وكذلك تكريم جميع الأطفال المشاركين في المسابقة.
من جهته قال م. ليث دويكات رئيس اللجنة الاجتماعية والرياضية، إن هذا النشاط هو الثاني من نوعه، وسنعمل على تكراره في السنوات المقبلة حيث وجدنا اقبالا متزايدا واهتماما كبيرا بهذا النشاط من المهندسين الأردنيين وعائلاتهم.
وقد أعرب المهندس حسن أبو نجم أمين سر لجنة المهندسين الأردنيين في قطر عن مدى شكر وامتنان اللجنة لفضيلة الدكتور علي القرة داغي لمشاركته معنا في هذا الحفل وقدم أمين سر اللجنة شكره للشركات التي قامت بالرعاية الكريمة لهذا النشاط ..
وقد ساهم في رعاية هذه المسابقة كل من:أكاديمية دلة للسواقة ،شركة كورميد تريدنج للتقنيات الطبية ( CoreMed) ، شركة المهندس الأول لحلول التكنولوجيا ،شركة Adam Consultancy Talents ، شركة .ACT Masters