من التدرج إلى التدحرج
المقاومة ..المناهج ..العلماء ...المرأة و(الصميل) .. الردة ... الاسلام العلمانية..
(حتى تتبع ملتهم (
حفاظاً على السلام العالمي امنعوا العنف والتطرف.
هكذا, بهذا المصطلح المقبول بدأت الحملة العالمية ضد فريضة الجهاد في سبيل الله القائمة على "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين".
ثم استغلوا وصنعوا وغذوا الجهل بالدين في صناعة الإرهاب المرفوض المحرم شرعاً وظهر مصطلح جديد اسمه الإرهاب، استعمل لكل مظاهر المقاومة حتى لو كانت ضد المحتل في العراق أو فلسطين.
وتفاعلنا مع هذا المصطلح حتى وصل الأمر أن غيرت حركات الجهاد اسمها إلى حركات المقاومة.
وبدأنا نخبئ بعض آيات القرآن في خطاباتنا العامة التي نصت على الجهاد.
ثم امتد عقد النخاسة الدولي المبرم مع بعض المنافقين والمرضى إلى المناهج الدراسية فحذف الجهاد وأحكامه وآياته من المناهج الدراسية.
ولما كانت باقية في القرآن المحفوظ وفي صدور الذين أوتوا العلم "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم".
هنا بدأت حملة محمومة على محاربة العلماء ومراكز العلم وجامعاته ومحاصرة إمداداته ومنع وصول العلماء إلى المناصب القيادية في الدولة والأحزاب.
وهذا هو جزء من الواقع الذي نعيشه الآن.. إقصاء العلماء من كل شيء،
خذوا مثلا
أقصاء العلماء من الثورة ومن المجلس الوطني المزور؛ لإجهاض الثورة.
اسمحوا لي أن أسميه كذلك؛ لأنه كذلك، ولو غضب البلهاء والمرتزقة والطيبون الذين لا يدرون كيف تدار الأمور.
ثم حكومة الوفاق لا منصب لعالم فيها، ولا حتى نواباً أو وكلاء، إلا من كان وكيلاً بفلتة سابقة.
ثم لجنة الاتصال واللجنة الفنية للحوار لا ممثل للعلماء فيها ولا للقضاة ولا للثوار الأحرار.
حتى في التعليم العالي يعرقلون العلماء الحاصلين على الماجستير والدكتوراة، وفي التوظيف كذلك.
وهكذا في كل بلاد الاسلام
علماء الشريعة لابد أن يحاصروا ويرموا بالإرهاب وتصنف تكتلاتهم بسوداوية في القوائم السوداء
ممن !!!
من مسلمين يقومون بدور رائع جدا في محاربة ذواتهم وانفسهم وأمتهم بكل شكل ... وبالمجان بل بأموالهم وثرواتهم .
لكن هل يظنون أن العلماء سيعزفون ويحاصرون؟ من ظن هذا فهو واهم؛ لأن أشد ما يكون العالم اقتراباً من الله وخدمة لدينه هو وقت الشدائد وهنا ستبدأ حركة العلماء في أخذ القيادة الشعبية والوطنية من جديد.
ماذا بعد كل هذا، هل رضيتم؟ قالوا: لا.
إذاً فليستمر التدحرج..
ظهر دعاة الردة باسم الحرية، ولما كانت السنة تذبحهم كفروا بها، فظهر من يسمون "بالكفار بالحديث" وهؤلاء قطعاً هم من قطاع الصلاة ومناع الزكاة والحج ومرتكبي الجرائم؛ لأن القرآن يفصل أحكامها وفصلت ذلك السنة،
بل قال أحد البلهاء إن الدين تلقي من العجائز والعوام بالتواتر فكل قرية تروي عن قرية إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ولا ندري هل كل أهل قريته رروا عن كل القرية السابقة وهذ متعذر أم الفرد يروي عن الكل
ولا ندري هل القرية الأخيرة روت عن قرية كاملة من الصحابة تبلغ حد التواتر
إن هؤلأء النوكي لا قيمة لطرحهم أبدا
لقد جعلوا العقل عقلهم والفهم فهمهم لا عربية تحكمهم ولا منهجية ...
هاتوا لي صاحب منهجية واضحة لأناقشه في أي منبر يريد ..
ومن المضحك أن قال أحدهم الزاني هو الذي يكرر الفعل كثيرا أما مرة ومرتين فلا، وهكذا الشارب والسارق والقاتل.. انظر كيف هدموا الدين، إنهم مرتزقة منافقون عملاء. أ, محبون للشهرة أو مغفلون أو مغرر بهم نتيجة لخوضهم فيما لا يتقنون ...
وفي مسألة الردة، لن أكلف نفسي أن أستدل عليهم بالسنة الذي رواها زهاء 14 صحابيا
بل سأستدل بالقرآن،
أما الردة فقوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"
أي فلن يقبل منه في الدنيا لا رسمياً ولا شعبياً ولا مجتمعياً ولا فكرياً ولا اعتناقاً ولا دعوة، هذا هو ما يعطيه لفظ "فلن يقبل منه"؛ لأن حذف المتعلقات يدل على عموم الحكم.
قال لي أحدهم: هذا في الآخرة
قلت له: أكمل الآية نفسها "وهو في الآخرة من الخاسرين" هذا هو حكم الآخرة، فالأول حكم في الدنيا.
أما قتاله وقتله بعد إقامة الحجة عليه قضاء فدليله من القرآن "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"،
فأمر بقتال الكفار دفعاً للفتنة في الدين الواقعة ، والمرتد كافر صاحب فتنة؛ لأنه فتن الناس والمجتمع ونفسه وأسرته وجلساءه، لا حل إلا بإنهاء الفتنة إما بالتوبة أو القتل قضاء .
قال لي أحدهم: لم يذكر الله في آية الردة إلا الحكم بكفرهم "من يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر.."،
قلت: ولم يذكر الله حكم القصاص في آية قتل العمد العدوان "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم" وذكره في موضع آخر.
وكذلك الردة حكم الله بكفره، وملأ القرآن بأحكام الكفار أهل الفتنة وهذا منهم "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة".
ويستدلون على الردة (لا إكراه في الدين (
ولغة العرب تأبى هذا لأنه لو أراد ما قالوا لعداه بحرف على فقال لا إكراه على الدين ..
فتأويلهم باطل عربية
ولذلك يقول الله تعالى عن غاية قتال طائفة من الكفار (فإن تابوا وأقاموا الصلاة فخلوا سبيلهم (
ويقول (تقاتلونهم أو يسلمون (
وإنما قلت طائفة لأنه ليس الكل يعامل بهذا التعامل
ولم يتوقف التدحرج هنا
بل أباحوا الردة ودافعوا عنها فلم يعد الأمر مقتصرا على الكلام على الحد
بل هل الردة جريمة يأباها الله قالوا لا
بل يطلبها الله (فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر(
أو قل أنت مخير ...
وهذا لا تقتضيه لغة العرب مطلقا لأن المقصود هنا التهديد لأن للأمر في لغة العرب أكثر من ثلاثين معنى
كما أن هؤلاء أبطلوا قوله تعالى (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا(
وأبطلوا كل أحكام القرآن في الكفر وغضب الله عليهم ولعنته
بل أبطلوا الرسالة أصلا
لأن محمدا صلى الله عليه وسلم
لم يكن عليه أن يدعو قريشا ولا العالم
بل يقول لهم فقط
أيها الناس أدخلوا الاسلام فإذا دخلتمون فلكم أن تخرجوا منه بعد دقيقة فقط
إذا المسألة سهلة
بل جهل أحدهم معنى الايمان إذا اطلق في القرآن
فزعم أن كل مؤمن بالله ولم يؤمن برسله كافة وكتبه كافة يعتبر مؤمنا
وهذا باطل بالنص
)إن الذي يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفروقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا (
فأي أيمان بالله فقط من غير الأيمان بجميع رسله فهو كفر بل سماه الله الكفر الحقيقي
ومن هنا نفهم قوله تعالى ({إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62[
قال لي أحدهم إذا الكل على الحق
قلت له ما شرط الآية
قال (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا(
قلت له
وهل من آمن بالله وكفر برسله أو بعضهم مؤمن بالله
قال نعم ..
قلت له هل من فهمك أم من نص قال من فهمي
قلت له
أخطأت لأن النص يبطل هذا الفهم بل جعل هذا الصنف هم الكافرون حقا
}إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152} [النساء: 150 – 152[
فبهت الطيب لكن استكبر
إذا فكل إيمان في القرآن مشروط بهذا الشرط ومنطوقات النصوص مقدم على أي مفهوم ...
ثم لم يتوقف التدحرج في التنازلات، وبقي لنا حفظ العرض، فهاجمونا.
لماذا لا تلبس المرأة ما تشاء بين الشباب التطور هو أن تخلع أن تلبس بين سرة وركبة، أن تكون مضيفة طيران، أن تكون دعائية إعلانية، كل هذا باسم الحرية!!
لماذا صادرتم حرية مجتمع وشعب بأسره ملتزم بالحشمة وستر السوآت، ولماذا لا تجعلون الحشمة حرية أم أنكم ديكتاتوريون هنا، فالحرية أن ترضوا عنا.
ثم قالوا: دعوا المرأة تشارك في السياسات، قلنا: ومن منعها، فلتنافس كما نافست زوجة كلينتون، ثم قال الشعب كلمته في بلاد الحرية المنحرفة، قالوا: لا، المرأة هنا تجعل لها نسبة 30% أو...، قلنا هذه ليست حرية، أتركوها تنافس، المهم "الكوتا والصميل" ( العصا(
ومع السعي الحثيث المتسارع لن يرضوا حتى الآن.
فظهر ما يسمى فصل السياسة عن الدين أو الدولة المدنية الحديثة،
قلنا: هل هي تعارض الإسلام؟ قالوا: لا.
قلنا: إذا ضعوا بمرجعية الإسلام وها قد وضعتها مصر أم الدنيا "دولة مدنية حديثة بمرجعية إسلامية"أيام الثورة
. قالوا: لا، قلنا: ما السبب؟
قالوا: حقيقة لا دين مع السياسة.
قلنا: سياسة النفاق صدقت، لكن سياسة البناء والعدل والحريات والمساواة والجهاد ونصرة المظلوم والنهضة الشاملة هي من ديننا، فاذهبوا أيها المنافقون إلى دول الكفر؛ لأنهم معكم أما نحن فلن نفرط في ثورتنا وديننا ودولتنا المدنية الحديثة المسلمة التي تتبع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن الهرولة في الباب مستمرة ولكن لا يزال قانون "ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم" ساريا، حتى جاء أخيرا من يقول شعار "الحل هو الإسلام" من الماضي. وجاء من يقول العلمانية هي الحل
إن كان معناه أن الإسلام دين لا يصلح لحكم الحياة والسياسة والدولة فهذا القول
رد للقرآن ورفض له
، وإن كان معناه أنه شعار قديم نغيره إلى "الإسلام هو التشريع والدولة".
فيمكن أن نقول: إذا تحَّرَ في المرة القادمة، فالناس غيورون على إسلامهم.
فافهم
وحتى أذكرك فقط بكمال هذا الدين العظيم لأن طبيعة الانسان النسيان
....
الله سبحانه ذكر أحكام السلم والحرب والحريات والعدل والاحسان
فبين حدود طاعة أولي الأمر (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (
ورسخ مبدأ الشورى (وأمرهم شورى بينهم(
وبين مصدر الحكم (وأن احكم بينهم بما أنزل الله(
)فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم(
وبين قانون التعيين (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها (
وبين قانون الحكم (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل(
وبين أحكام الحرب الأهلية (فأصلحوا بين أخويكم (
وبين قانون الحرب (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اتدى عليكم (
وبين وجوب اتحاد الكلمة (ولا تفرقوا (
وبين أصل السلام العالمي (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها (
وبين أصل التعامل التعاوني مع البشرية
)يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا(
وقال عن البر بالعالم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم (
وبين الرد بالمثل (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به(
وبين أن التمكين في الحكم لدينه
)وعد الله الذين الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفه أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئا (
وبين توزيع الثروة بين العالم (وقدر أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين (
وبين حقوق الشرائح الضعيفة في كثير من النصوص
وفرض الإغاثات المحلية والدولية (أو إطعام في يوم ذي مسغبة (
وبين الاحسان للعالم في الخطاب (وقولوا للناس حسنا (
وبين النهي عن تهجير الغير من موطنه ومنزله (لا تقتلون أنفسكم ولا تخرجون فريقا منكم من ديارهم (
بل بين قانون المرور والسير فجعل قانون السرعة ضمن منظومة العبودية
)وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا (
وقال عن قانون التوسط في السير (واقصد في مشيك (
وقال عن منع البطرفي المشي بل المشي الهادف (ولا تمش في الارض مرحا (
وبين
وبين فرضية التعليم في أول كلمة نزلت (إقرأ (
وبين تحريم التبعية والارتهان للغير (إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم )
وبين تفاصيل أحكام المال والأسرة والحقوق والحريات وتكريم الانسانية
في آيات ونصوص كثيرة
وقد فصلت هذا ردا على العلمانيين وبيانا للأمة ماذا نحمل من منهج
في كتاب سميته المقدمة في فقه العصر
بأربعة وعشرين بابا معاصرا من الوظيفة الى المجتمع الى الدولة وسياساتها
إلى الجيش والأمن إلى الاعلام والانسان المال والمرأة الطفولة
لمن أراد أن يطلع عليه
ولمن كان منصفا عليه أن يراجع نفسه
فالانهزام والذوبان من صفات الضعفاء والمهزوزين
وأي دعوى للذوبان في الغير ليس لها مبرر إلا الهزيمة النفسية والجهل بمن أنت وماذا تحمل من منهج ...