بلغت سطوة الحكم العلمانى حدا بعيدا فى أقطار شتى من العالم الإسلامى، ومكن لها الاستعمار الثقافى وعجز المقاومة الإسلامية حتى وقعت أمور ما كانت لتخطر ببال.
لقد سجلت أجهزة الإحصاء فى فرنسا أن هناك 967 امرأة مسلمة تزوجن من فرنسيين، وذاك سنة 1978. وقد أخذ العدد يزيد كل عام حتى وصل 1360 سنة 1980م ، ثم هبط إلى 1002 سنة 1981م.
ولا ندرى كم عددهن فى هذه السنة! فنحن المسلمين لا نضبط أحوالنا بإحصاء، إذ أن أمرنا فرط، وشئوننا فوضى.
وتقول صحيفة الشعب الجزائرية " فى أغلب الحالات لم يغير الزوج دينه! ثم تناشد علماء الدين فى المغرب العربى الكبير أن يتدخلوا لوقف تزايد زواج المسلمات بالمسيحيين، وتقول: كان نادرا جدا أن يقع هذا أيام الاستعمار!! ".
وأقول: إن خسائرنا من الاستعمار الثقافى أضعاف خسائرنا من الاستعمار العسكرى! والمؤسف أن الانحدار مطرد ثم إن ما وقع لا يسمى زواجا!، إنه سفاح وليس بنكاح..!!.
قال رجل كان يقرأ معى الصحيفة المحذرة : لا تنس أن هناك إحصاء آخر يقول: إنه فى سنة 1978م تم الزواج بين 2865 فرنسية ومثلهن من المسلمين، وبلغ المسلمون الذين تزوجوا فرنسيات سنة 1981 م 5000 أى تضاعف العدد تقريبا، ولا ندرى ما تم الآن..
قلت: إن كفة الخسائر مع ذلك لا تزال راجحة، فإن هذا النوع من الزواج يقع فى الأغلب بين مسلمين تائهين، ومسيحيات واعيات.
وقد راقبت الأسر التى تكونت على هذا النحو فوجدت الأولاد يشبوا على غير الإسلام ، وشكا إلى رجال أصابتهم هذه المحنة أنهم لما عادوا إلى أوطانهم أبت نسوتهم العودة معهم وبقين فى فرنسا! وفقد الرجل زوجته وأولاده جميعا.
الحق أننا يجب أن نراجع قضية الزواج بالكتابيات، هل هن كتابيات حقا؟ وإذا كن كما يزعمن فهل هن محصنات حقا ؟ هل البيئات التى تجعل الاتصال الجنسى حقا مقررا للجسد لا دخل للدين ولا للخلق فيه يمكن أن يوثق بها، وتختار الزوجة من فتياتها؟.
إن الزواج عندنا ليس قضاء وطر، وإدراك شهوة حيوانية! إنه امتداد لأمة ذات رسالة، وبناء لأجيال تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر