قال الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، الإثنين، إنه وجميع السجناء تنتابهم حالة من "الطمأنينة والسكينة"، وذلك رغم ما تعرضوا له من "سجن وقتل، وحرق ونهب أموال وفصل من الوظائف"، معللاً ذلك بقوله إن "الحق الذي يؤمنون به ويدافعون عنه، أقوى من كل التهديدات والتخويفات".
وأضاف "البلتاجي"، خلال رسالة نشرتها صفحته الرسمية على "فيس بوك" بعنوان "بشائر النصر" وقالت إنه أرسلها من داخل محبسه بـ"ليمان طرة"، أن هناك درسًا في الحرية لا مثيل له، يوضح أن "ثبات المؤمنين على مبادئهم ومواقفهم واختياراتهم أقوى من كل التهديدات والتخويفات".
وتابع: "حالة طمأنينة عجيبة تتحدث عن نفسها ونراها على وجوه المعتقلين جميعًا، كما نلحظها أثناء الزيارة على أسرهم، ونتلمسها بالسؤال على أُسر الشهداء والجرحى والمصابين، وهي مزيج من الصبر والشكر والاستبشار والرضا بدرجة لا مثيل لها".
وأضاف: "تتعجب كيف يعيش هذه الحالة من قُتل أبنائهم وإخوانهم ومن أُصيبوا أو أُصيب ذويهم ومن حُرِقت ونُهِبت عياداتهم وشركاتهم وصيدلياتهم، وصودرت أموالهم الخاصة وفُصلوا عن وظائفهم، التي لم يكتسبوها بواسطة أو محسوبية وإنما بعرق وجهد وكفاح سنين طويلة".
واعتبر "البلتاجي" أن هذه هي "السكينة التي لا يمنحها إلا الله" وأنه يأتي بعدها مباشرة "النصر والفتح والتغيير، والانتقال من حال إلى حالٍ جديدة تحمل الخير والبشر للمؤمنين"، حسب قوله.
وتابع: "حين ترى الزنازين والحبس الانفرادي والأبواب المغلقة عليك طوال 24 ساعة، ترى الظلم والطغيان والقهر الذي لا مثيل له، ولكنك تُذهل وراء تلك الأبواب ومن خلف تلك القضبان بالرحمات والأنوار والبركات التي تملأ الصدور سعادة بالخلوة مع الله والذكر والدعاء والتلاوة والقيام بين يديه، فتتنزل السكينة وتنشرح بها الصدور وتسعد بها القلوب".
وأكد "البلتاجي" أن "هناك درسًا في الحرية لا مثيل له تعيشه حين يُرى أن ثبات المؤمنين على مبادئهم ومواقفهم واختياراتهم أقوى من كل التهديدات والتخويفات وكأنهم يقولون للظالمين وفرعون (فاقض ما أنت قاض)، فلن تثنينا عن إيماننا ومواقفنا، فالحق الذي نؤمن به وندافع عنه سيبقى أقوى من كل تهديداتك وتخويفاتك، أقوى من القتل والحرق والسجن ونهب الأموال وفصل الوظائف".
واعتبر أن "هذا هو الدرس الذي كتبه آلاف الشهداء بدمائهم وأرواحهم قبل وبعد ما كتبته أستاذتي، الشهيدة أسماء البلتاجي على صفحتها الشخصية ومن ثم ترجمته معهم بالدم والروح، أن (الشهادة لا تمنع الظالمين من إزهاق أرواحنا، ولكن تبقى بقوتها وذكراها وخلودها عبر الأجيال دليلا أنهم لا يستطيعون السيطرة على تلك الأرواح وإخضاعها لما يريده الطغاة)".
واختتم "البلتاجي" رسالته، قائلاً: "رحم الله شهداءنا وثبتنا على طريقهم حتى نُدخل عليهم السرور بتحقيق ما فاضت أرواحهم لأجله، أو نلحق بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر"