توضيح لما أثير حول مقال : مستقبل الإسلام بين الشعوب والحكام
عن المقال والسجال..
أ . د . أحمد الريسوني
قبل أيام تقاطرت على هاتفي موجة من الرسائل، هي خليط من الانتقادات والإشادات، وبعضها يستفسر أو يستغرب.. والموضوع – كما تبينتُ – هو مقال نشر لي في بعض المواقع بعنوان: (مستقبل الإسلام بين الشعوب والحكام). وبما أنني كنت مستغرقا في أشغال مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المنعقد بمدينة اسطنبول، وبعدها في التزامات مع معهد التفكر الإسلامي بمدينة أنقرة، فكل ما تذكرته من أمر هذا المقال هو أنه قديم جدا.. ولكني لم أتمكن من الرجوع إلى أصله، ولا من التأكد من تاريخه، ولا من معرفة أين أعيد نشره اليوم؟ وكيف نشر؟
ولكن مع ذلك قلت في نفسي ولبعض المتصلين بي: على كل حال: “لم آمُـرْ بها ولم تسؤني”..
فلما رجعت إلى بيتي بدأت أتذكر وأبحث، فوصلت إلى ما يلي:
هذا المقال: (مستقبل الإسلام بين الشعوب والحكام)، هو مجرد جزء من مقال مطول كتبته ونشرته في مطلع القرن الحادي والعشرين (2001 أو 2002)، بعنوان: (مستقبل الإسلام وإسلام المستقبل). ولم أعثر على أي نسخة من النشر الأول له، ولكني وجدت أنه قد نشر بجريدة (التجديد) المغربية، بتاريخ 26/10/2005، ثم نشر بعد ذلك في مواقع عديدة. ثم وجدته منشورا ضمن كتابي (أبحاث في الميدان)، الصادر عن دار الكلمة سنة 2011م.
ويجد القارئ الكريم المقال الأصلي كاملا، وكما كتب أول مرة، في موضع آخر من هذا الموقع. ولكل واحد أن يفهمه كما يريد، وأن يعلق عليه – إن شاء – بما يريد.
ولمن يحلو لهم البحث والكشف عن أسرار التوقيت وارتباطاته، أوضح ما يلي:
1- المقال لا علاقة له بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولا برئاستي له، بل هو مكتوب ومنشور قبل ولادة الاتحاد سنة 2004.
2- المقال كذلك لا علاقة له بأحداث الربيع العربي، ولا بالثورة الانقلابية المضادة له. فهو أيضا قبلها بعقد من الزمان..
3- المقال يرمي إلى تصحيح بعض المفاهيم الحركية والحد من غلوائها وتضخمها وتورمها..
4- وأخيرا فالمقال – في حينه – جاء مواكبا ومعززا للتحول الذي عرفته حركة التوحيد والإصلاح، بانتقالها من هدف (إقامة الدولة الإسلامية) إلى هدف (إقامة الدين)
وأختم بقول الشاعر:
يصورها كل امرئ حسْب حاله ** وكل إناء بالذي فيه ينضح