الرابط المختصر :
نحن والكورونا
الشيخ ونيس المبروك (عضو الاتحاد)
في نقاط :
1- فيروس الكورونا وغيره من مسببات الأمراض، هي من أقدار الله تعالى ، وما يطلبه الشرع - كما أفهمه - في مثل هذه الحالات ،هو السعي الحثيث لاكتشاف دواء لهذه الأمراض في المختبرات، والأمم المتخلفة هي التي تصنع من الأزمات مادة لبث الخرافات،أو تكتفي بالوعظ والتنظير، بدلا من دفع اقدار المرض بأقدار التداوي .
2- لا يليق بأي فقيه أو مثقف تصنيف أقدار الله تعالى على عباده بمحض الظن والتخريص، فيصف بعضها بأنها عذاب وبعضها الآخرعلى أنها اختبار، وبعضها عقوبة ، ....وهذا لا يمنع أخذ الدروس والعبر من هذه الأحداث بل يجب فعل ذلك .
3- لا يليق التوظيف السياسي أو الديني لهذه الكوارث، وغير جائز إظهار الشماتة بأي شعب من الشعوب أو ديانة من الديانات، فالمسلم يرى أن الناس كلهم إخوة بحكم رابطة الإنسانية ، ويتمنى الشفاء ودفع البلاء عن الجميع .
4- لا يليق للتجار والشركات استغلال الكوارث الإنسانية ، فيضاعفوا أرباحهم على حساب صحة الناس وحاجاتهم الصحية ، بل من أدب الإنسانية والإسلام التنازل عن بعض الحقوق المادية، وتقديم العون والتكافل، لأجل إغاثة الناس.
5- الواجب الشرعي هو الإلتزام التام بتوجيهات حكومات الدول ، والدوائر المختصة بمثل هذه الأزمات، والتخفف من الإفتاء في توجيه الناس،وتشقيق الأحكام وتفريعها بتكلف ، فأحكام الضرورة والحاجة المتعلقة بصلاة الجماعة أو الطواف أو تجمعات الجنائز، ... يقدرها المختصون من الأطباء والخبراء، والحاجة أو الخوف من المرض ، تبيح ترك الجمع والجماعات والطواف دون أي تردد .
5- المرض حقيقي ، ومعدي ، ولكن هناك مبالغة في الخوف من هذا المرض، ومبالغة في تدابير الاحتياط منه، فعدد الوفيات بأمراض أخرى يفوق اضعاف هذا الفيروس، وقد أصيب كثير من الناس به وتماثلوا للشفاء سريعا ، وأما الجزع والرعب من هذا المرض فقد يفضي - كما يقول كبار المتخصصين - إلى ضعف في المناعة، مما يجعل بدن الإنسان هدفا لهذا المرض أو غيره .
6- كان لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، جملة من الأدعية والأذكار، التي تصل العبد بربه، وترسخ أحوال اليقين والتوكل والتفويض، وتحمل في طياتها فقها وأدبا، وقد تكون مثل هذه الأزمات سببا في إحياء هذه المأثورات الحاوية على فنون في الذكر والدعاء، فلا أقل من إشغال اللسان والقلب بالذكر، وبث الطمأنينة فيمن حولنا ، إن عجزنا على تقديم شيء للبشرية يسهم في تطويق هذا المرض.
هذا رأي، والله تعالى أعلم وأحكم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم ....