الهند: الأحداث الدامية في دلهي
قالت مصادر لإعلام الاتحاد، أن الأحداث الدامية التي وقعت في دلهي لعلها خططت وبرمجت لها الحكومة الهندية من وراء الستار، والتي لم تقع إلا بمساهمة الحكومة ومؤسساتها فهي ليست اضطراباً طائفياً بل هي مخططاً مديراً بأمر الحكومة.
وأضافت المصادر "بأن المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية للأقلية المسلمة في الهند المناهضة لقانون الجنسية الجديد والتي تود الحكومة الهندية فرضها، اتسمت بشكل سلمي.
وبحسب المصادر "فإن القانون يعتبر مخالف للدستور الهندي، حيث يعمل على سلب حقوق المسلمين، وحرمانهم من الجنسية، والحقوق الأساسية الأخرى "حق التصويت"، وجعلهم مواطنين من الدرجة الثالثة ونقلهم إجباراً إلى مراكز الاحتجاز، وذلك بعد سحب الجنسية من المسلمين".
وذكرت، أنه عقب إعلان وزير الشؤون الداخلية السيد أميت شاه، في البرلمان عن إصدار هذه القوانين، انتفض المسلمون بالاحتجاجات والمظاهرات في كل مكان، وفي جميع الولايات من المدن الصغيرة والكبيرة وفي عواصم الولايات المختلفة، فخرجت (مع الرجال) النساء والطالبات والشابات صفا بصف.
وأمرت الحكومة الهندية مؤيديها المنتمين إلى الأحزاب والمنظمات الهندوكية المختلفة المرتبطة بمنظمة آر ايس ايس وفروعها لإسكات أصوات المسلمين المحتجين ولإلجامهم بالطرق المختلفة، تأييدا لقرارات الحكومة الهندية وقوانينها الجائرة.
وأوضحت المصادر أن بعض زعماء في الحكومة الهندية تغيرت لهجة، بدأً بسب المسلمين بكلمات قذرة وبنعرات مثيرة مشعلة العواطف الدينية الهندوكية، وبدعوة إلى مخالفة ومعارضة الاحتجاجات بإزالة جميع الخيم التي أقامتها النساء المسلمات للاجتماع والمظاهرة والاحتجاج ضد القوانين والتي أصبحت معروفة ومشهورة باسم "شاهين باغ" في سائر الولايات.
حيث كانت هذه الخيم أماكن مخصصة لإيواء المحتجين، وتنعقد فيها البرامج والمحاضرات والفعاليات التوعوية المتنوعة، مثل: "التوعية حول سلبيات هذا القانون، وشرح مواد الدستور الهندي، وإبراز مكانة الديمقراطية والعلمانية، وأهمية التعايش السلمي"، ويحضُر تلك الفعاليات الآلاف من المحتجين بشقيهم الرجال والنساء.
ووجدت هذه المنظمات المناهضة للاحتجاج، والتي تحمل كرهاً وبغضاً وحقداً تجاه المسلمين، الغطاء والدعم من بعض المسؤولين في الحكومة، بدأ بعض القادة والنشطاء في منظمة آر ايس ايس وسائر فروعها، بتوجيه رسائل تهديد ووعيد للمسلمين، على حد ذكر المصادر.
وأضافت أن بعض الزعماء في حزب بي جى بي مثل: السيد كبل مشرا، والسيد انوراك تهاكر، والسيد برويش ورما، والسيد ابهي ورما، وغيرهم، بتحريض بعض الشباب الهندوكين ضد المسلمين في "مدينة دلهي"، فهاجموا الأحياء السكنية، والمحلات التجارية، والمدارس، والمساجد، وقاموا بإحراق المنازل والسيارات، ونهب الممتلكات وتدميرها.
وتجاوز الأمر بهم حتى الاعتداء على النساء، "من بين ذلك أحرقوا السيدة اكبري بيغم البالغة من العمر خمسة وثمانين، كما أحرقوا مسلما شيخا مريضا في مسجد"، وأجبروا الشباب المسلمين على إنشاد النشيد الوثني الهندوكي، والاعتداء على الطالبات العائدات من مدارسهن، واستمرت هذه الأفعال مدى أربعة أيام.
وتشمل مناطق مختلفة في جنوب وشرق دلهي، من منطقة جعفر آباد، وسيلم فور، وموج نغر، وبابر بور، وبهجن فوره، وجاند باغ، وشيو وهار، ومناطق قرب حدود ولاية أترابراديش.
وخلّفت أكثر من أربعين قتيلا، ونقلت الجثث إلى مستشفى غروتيك بهادر، ولم يتم التعرف على هويات القتلى ولا المفقودين ولا الجرحى، ولم تعلن الشرطة عن التفاصيل.
جراء تلك الأحداث، فإن فريق من الخبراء والمحللين يُقدر الخسائر المالية التي لحقت بالمسلمين تجاوز مائتين مليون روبية هندية على الأقل، فضلا عن الخسائر البشرية.
واندلعت موجة الاحتجاجات منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي عقب تعديل قانون المواطَنة الجديد، والذي يمنح الجنسية الهندية لرعايا دول مجاورة" بنغلاديش، وباكستان وأفغانستان"، بشرط أن يكونوا من غير المسلمين.
فيما يعتبر معارضو القرار أنه تمييزا بحق المسلمين.
المصدر: الاتحاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعتذر متابعينا الكرام عن بشاعة الصور، بعد التنقيح نشرنا أقلها دموية وبشاعة.