قال الشيخ راشد الغنوشي، عضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وزعيم حركة النهضة إنه ليس أمام الشرق الأوسط غير التوجه نحو الديمقراطية والتقدم، أو النكوص نحو الطائفية.
جاء ذلك في كلمته بحلقة نقاشية في معهد الولايات المتحدة للسلام، بواشنطن، (ممول من الكونغرس الأمريكي) الاثنين، بعنوان "أزمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الإسلام، الديمقراطية والتطرف”.
وأضاف الغنوشي الذي يقوم حاليا بزيارة لأمريكا: "لا أرى أن هناك أزمة في الشرق الأوسط ولكنه يمر بمفترق طرق”.
واعتبر أن الخلاف بين السنة والشيعة لايمثل مشكلة "كون المذاهب الإسلامية استطاعت التعايش مع بعضها لفترات طويلة”.
وقال إنه "ليس أمام الشرق الأوسط غير التوجه نحو الديمقراطية والتقدم، أو النكوص نحو الطائفية”.
وأضاف أن "الخطر الحقيقي يتمثل في التطرف سواء أكان سنياً أو شيعياً، والخلط بين الاسلام والارهاب يمكن أن يخدم الإرهابيين فقط الذين يعادون الديمقراطية ويعتبرونها لا إسلامية”.
ومنذ 10 يونيو/ حزيران، تسيطر جماعات مسلحة سنية تابعة لتنظيم "داعش” على مناطق في غرب وشمال العراق وشرق سوريا.
ومنذ أكثر من ثلاثة شهور، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن قيام ما أسماها "دولة الخلافة”، وأعلن زعيمه أبو بكر البغدادي، "خليفة”، مطالبا المسلمين بمبايعته.
ومع تنامي قوة التنظيم أعلنت الولايات المتحدة أنها حشدت أكثر من 40 دولة، إقليمية وغربية، في تحالف، على أمل دحر تنظيم "داعش”.
ومنذ أغسطس/ آب الماضي تقوم القوات الأمريكية بشن طلعات جوية على "داعش” في العراق (انضمت لها فرنسا وبريطانيا مؤخرا)، ولكنها توسعت مؤخراً عندما قامت بمساعدة كل من الأردن والإمارات والسعودية والبحرين وقطر بتوجيه ضربات جوية لأهداف لـ”داعش” في سوريا.
وردا على سؤال حول انضمام تونس إلى التحالف الدولي ضد داعش، قال الغنوشي "لا حاجة لانضمام تونس إلى حرب الولايات المتحدة ضد داعش لأننا أساساً جزء من هذه الحرب”.
وأضاف أن "إعلان تونس لتظيم "انصار الشريعة” كمنظمة ارهابية لعلاقته بالقاعدة ماهو إلا دلالة على موقفها من الإرهاب”.
ومضى قائلا إن "تونس لن تكون جزءا من أي حلف إلا بعد انتصارنا على مرض التطرف في تونس″.
ووصف الغنوشي الثورة التونسية في عام 2011 بأنها "آخر شموع الربيع العربي التي لا زالت تضيء”.
وفي يناير/ كانون الثاني 2011 أطاح التونسيون بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بعد 24 عاما قضاها في حكم البلاد، لتندلع بعدها ثورات شعبية في مصر وليبيا واليمن وسوريا، أطاحت برؤساء الدول الثلاثة الأولى بطرق مختلفة قبل أن يتحول النزاع في سوريا إلى صراع مسلح بين قوات نظام بشار الأسد والمعارضة.
وقال الغنوشي إن "نجاح التجربة التونسية يكمن في دستور يضمن الحريات وانتقال سياسي كان ثمرة تعاون العلمانيين المعتدلين مع الإسلاميين”.
وأوضح أن حركة النهضة تؤمن أن 50%+1 لايشكل أغلبية مؤهلة لاستقرار سياسي، الأمر الذي دفعها لتبني عملية مشاركة السلطة بدلاً من الهيمنة عليها، مشيرا إلى أن "ضمان الحرية لكل التونسيين هو أكثر أهمية من التمسك بالسلطة الذي يمكن أن يقود إلى الانقسام والصراع″.
وكانت حركة النهضة فازت في أول انتخابات تشريعية أجريت في تونس عام 2011 بعد ثورة شعبية في ذلك العام أطاحت بالرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي.
وشكلت الحركة حكومة ائتلافية مع حزبين علمانيين، هما "المؤتمر من أجل الجمهورية” و”التكتل الديمقراطي للعمل والحريات”، غير أن اغتيال معارضين علمانيين اثنين خلق أزمة سياسية واحتجاجات ضد حركة النهضة، ما دفعها إلى الانسحاب من الحكومة التي حلت محلها نهاية العام الماضي حكومة كفاءات غير حزبية.